أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

في الذكرى الثالثة لمذبحة الحولة.."زمان الوصل " أول وسيلة إعلامية تتسللّ إلى "حي المجزرة"

-الحي شبه مدمّر ومهجور ويقصفه النظام ومرتزقته يوميا.
-بقع دماء ضحايا المجزرة مازالت شاهدة على جدران وأرضيات المنازل.
-مراقبو الأمم المتحدة لم يتمكنوا من الوصول إلى مكان ارتكاب المجزرة

في مثل هذا اليوم 2012/5/25م، ارتكب جيش النظام ومرتزقته، مجزرة الحولة، التي هزت العالم بأسره،حيث قضى فيها ما لا يقل عن 180 شخصا بحسب إحصاء للأمم المتحدة، معظهم من الأطفال والنسأء والشيوخ..قتل أغلبهم (108) بطرق وحشية استخدم فيها مرتزقة النظام وجنوده السكاكين والفؤوس والرصاص، بينما قضى الباقون بواسطة القصف المدفعي والصاروخي الذي استهدف المدنيين العزّل في مدن الحولة الأخرى.

"زمان الوصل" زارت المكان
دخل المراقبون الدوليون التابعون للأمم المتحدة الحولة في اليوم الثاني للمجزرة، لكن زيارتهم اقتصرت على مدينة تلدو، التي وقعت فيها المجزرة، دون أن يستطيعوا الوصول إلى مكانها، لأنها خاضعة لسيطرة النظام.

ومع حلول الذكرى الثالثة للمجزرة، التي أثارت غضبا عالميا ضد النظام ومرتزقته، تمكّن فريق" زمان الوصل"، برفقة أحد الناجين، من التسلل، وبصعوبة كبيرة جدا، إلى حي السد، أو "حي المجزرة" كما يسميه أهل المنطقة هناك.

ويقع الحي المذكور جنوب مدينة تلدو، بالقرب من السد، حيث لا حظ مراسل "زمان الوصل"، بأن المنطقة مهجورة، ومعظم بيوتها مدمّر نتيجة القصف المدفعي والصاروخي اليومي لجيش النظام ومرتزقته المتمركزين بمبنى قيادة جيش النظام الكائن بمؤسسة المياه المطلة على منطقة الحولة بكاملها، إضافة إلى حاجز مشفى تلدو، والقريب جدا من حي المجزرة.

كما شاهد بعض من بقع دماء ضحايا المجزرة، مازالت موجودة على جدران، وأرضيات المنازل المهجورة، منذ مقتل أصحابها على يد الميليشيات الطائفية، التي قدمت من بلدات "الغور، القبو والشنّية"، عن طريق قرية "فلّة" الموالية للنظام، التي لا تبعد عن مكان المجزرة سوى 1 كم.

وتعد الصور التي التقطتها عدسة "زمان الوصل"، أول صور توثيقية لمكان المجزرة التي صدمت العالم بأسره.


الأخذ بالثأر!؟
يقول (أ-عبد الرزاق)، الذي رافقنا في تسللنا إلى حي المجزرة، ومنزله الذي شهد مقتل كافة أفراد عائلته: في عصر يوم الجمعة2012/5/25، سمعنا بأن الشبّيحة تتجمع بقرية "فلّة" القريبة جدا منا، وإنها ستتجه نحونا، فطلب مني والدي الصعود إلى سقيفة المنزل، حتى مغادرتهم، باعتباري شابا، ويمكن أن يعتقلوني.

وفي الساعة الخامسة والنصف، دخلت فرق الموت منزلنا، وهم يرددون "بدنا نأخذ بالثأر"، فقتلوا أبي وأمي وإخوتي الثلاثة، ولم يبق من عائلتي إلا أنا. وأضاف أنه بقي مختبئا حتى قدوم أهل بلدته في الساعة السابعة مساء، واكتشافهم المجزرة.

وأردف: بقيت منهارا عدة أشهر على مقتل عائلتي في إحدى زوايا البيت، ولكوني لم أستطيع الدفاع عنهم.


وردا على سؤال "زمان الوصل"، عن سبب غياب الجيش الحر ومحارسه، عن حارته قال عبد الرزاق (15عاما): بدأ جيش النظام في ذلك اليوم، ومنذ صلاة الجمعة، بقصف مدن الحولة عامة، وتلدو خاصة، بالصواريخ والهاون، لتشتيت ذهن عناصر الحر، وإلهائهم بإسعاف المصابين، ودفن القتلى، ولم يخطر ببالهم أن يأتي الشبيحة من طريق السد، وهذا طبعا خطأ كبيرا جدا.

وأشار عبد الرزاق إلى أن معظم ضحايا المجزرة (50 شخصا) هم من أقربائه، معظمهم أطفال ونساء وشيوخ.

60 دقيقة من الرعب
أثناء أنسحاب فريق "زمان الوصل"، بأمان من حي المجزرة، باتجاه تلدو، صادفنا رجلا عجوزا، كان شاهدا على مجزرة الحولة حيث قال: حوالي الساعة الخامسة مساء، قدمت سيارات الشبيحة من قرية "فلّة"، وكان عددهم قرابة 400 شخص، ترافقهم "دوشكا"، بعضهم يلبس اللباس العسكري، وآخرون باللباس المدني، ولهم لحى طويلة، ورؤوس حليقة.

وأضاف العجوز، الذي كان بحقل الزيتون القريب جدا من مكان المجزرة، ورفض الكشف عن اسمه: شاهت الشبيحة يتفرقون بسرعة عندما وصلوا إلى الحي، وكلما دخلوا إلى أحد المنازل يطلقون الرصاص، ومن يهرب من منزله يقتل بالشارع.


وأكد أن إطلاق الرصاص استمر حتى الساعة السادسة مساء، حيث أتتهم الأوامر من حاجز مؤسسة المياه بانتهاء الوقت المخصص لهم.

وقال: أخبرني قريب لي نجا من الموت بأعجوبة بأن الأهالي فتحوا أبوابهم لجيش النظام وشبيحته، ظنا منهم أنهم سيقومون بالتفتيش ككل مرة والمغادرة، وكانت النساء تخبرهم بأن الموجودين كلهم نساء وأطفال، وأن الرجال جميعهم في لبنان للعمل.

وأشار العجوز بيديه نحو الشرق قائلا لنا: اذهبوا إلى هناك، فقد ارتكب النظام، بعد ساعات قليلة من المجزرة الأولى، مجزرة أخرى بالقرب من القوس الكائن بمدخل تلدو، مؤكدا بأن جميع ضحايا المجزرة الثانية التي وقعت منتصف الليل، هم من الأسياد (آل السيد) بينهم ضابط شرطة متقاعد، قتل مع 15 فردا من أسرته رميا بالرصاص، فقط لأن اسمه معاوية..!

مدينة مدمّرة ومهجورة
أثناء تجوالنا بمدينة تلدو، كبرى مدن الحولة، لاحظنا بأن المدينة مدمّرة، وشبه مهجورة..لم يبق من السكان سوى (8000)شخص، أي ما يعادل الثلث، نزحوا إلى لبنان، ودمشق، وتركيا وحمص بعد حدوث المجزرة، حيث بدأ النظام، يستهدف المدنيين العزّل بالقذائف المدفعية والصاروخية.

كما فرض النظام والميليشيات الطائفية التابعة له، ومنذ حدوث المجزرة، التي أثارت غضبا عالميا عليه، حصارا خانقا على منطقة الحولة، في ظل غياب شبه كامل لمساعدات الأمم المتحدة، وغيرها من منظمات الإغاثة العربية والعالمية.


من المجزرة - أرشيف 



ريف حمص -زمان الوصل
(132)    هل أعجبتك المقالة (213)

العنزي

2015-05-25

يا إلهي!! لا تقم لنا قائمة إن نسينا هذه المجزرة وأخواتها من المجازر, دم السني رخيص للأسف, ويجب أن نثبت عكس ذلك وأنه مكلف جدا ولو بعد حين..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي