لم يحد إعلام نظام الأسد عن تحريف الحقائق من الهزيمة إلى نصر ويصنع من جنوده وضباطه المهزومين أبطالا، ويسوّقهم إعلاميا عبر قنواته التلفزيونية وإعلامه وصفحات التواصل الاجتماعي الموالية له، بحسب نشطاء ومتابعين.
فهزيمته صارت نصرا بفضل عملية "إعادة تجميع" ناجحة للالتحاق بقوات صديقة في الخلف، ومجازره بحق المدنيين نصر مؤزر على "الإرهابيين".
وليس غريبا على الإعلام أن يتخذ من الفبركة والكذب منهجا، إذا كان رأس النظام يكذب على مؤيديه، كما يقول ناشطون.

ويدلل الناشطون على ذلك بآخر "كذبة" بحسب وصفهم لبشار الأسد عندما وعد قواته المحاصرين في مشفى جسر الشغور وذويهم بفك الحصار عنهم، حيث قتل معظمهم عقب سيطرة "جيش الفتح" على المشفى أمس الأول.
وضمن هذا السياق تكشف "زمان الوصل" قصة للعقيد محمود صبحة الذي اتصل به بشار الأسد مهنئا "البطل" الذي استقبل عددا من عناصر النظام القلة الذين نجوا من الموت برصاص الثوار أثناء فرارهم من مشفى جسر الشغور، بعد حصار جمعهم والمئات من زملائهم منذ نحو شهر، حسب وكالة أنباء النظام (سانا).
بينما ظهرت عشرات الجثث لزملاء العقيد وجنوده الفارين في فيديو بثه الناشط هادي العبدالله منذ ساعات في البساتين المتاخمة لمشفى جسر الشغور، وذلك غداة بث صور أظهرت عددا آخر من قتلى النظام داخل المشفى.
وظهر "صبحة" بمظهر البطل المغامر، الذي استطاع إنقاذ رفاق سلاحه من ضباط عناصر وميليشيات النظام، بعد نجاحه بفتح ثغرة لهم للخروج مدعوما بغطاء ناري جوي وأرضي، وفق ما ذكر إعلام النظام ومحللوه.
وبثت "سانا" خبرا مفاده أن بشار الأسد اتصل بصبحة مهنئا بسلامة الأخير وسلامة الجنود المحاصرين، مباركا له عمله "البطولي".
كما أجرت قناة "الإخبارية"شبه الرسمية اتصالا معه حدثها في عن تلك المغامرة الأسطورية.
*ما لاتعرفونه عن "البطل"
لكن ما لا يعرفه الكثيرون، وخاصة الموالين لنظام الأسد وجيشه أن العقيد محمود صبحة هو نفسه الذي هرب قبل ثلاثة أعوام من الفوج (35) قوات خاصة، في بلدة "الزعينية" القريبة من جسر الشغور والحدود التركية، تاركا وراءه حوالي ألف مجند وصف ضابط من قوات النظام الخاصة والهجانة لمصيرهم بين قتيل وجريح وأسير.
وحسب مقاتل في الجيش الحر شارك في المعركة ومازال يحتفظ بصورة خاصة لها تنشر بعضها "زمان الوصل" حصريا، فإن حوالي 250 مقاتلا من الجيش الحر في ريفي اللاذقية وإدلب شنوا صباح يوم 10/8/ 2012 هجوما على قوات النظام المتمركزة في قرية "الزعينية" بعد هزيمتها وانسحابها من "خربة الجوز" و"بداما"، وتجمعها في القرية .
وفرّ العقيد محمود صبحة هاربا مع عدد من الضباط والآليات إلى جسر الشغور قبل بدء الهجوم بعد أن أحبط معنويات جنوده، ما أدى إلى انهيار تلك القوات رغم ما تملكه من عتاد ومدرعات وذخيرة، أصبحت غنائم بيد الجيش الحر، فيما بعد، ووقع حوالي 1000 من قوات النظام بين قتيل وجريح وأسير، وانشق العشرات منهم لحظة بدء الهجوم.

ونقل المصدر عن أحد الجنود المنشقين إن سبب انهيارهم السريع وعدم مقاومتهم رواية "هوليودية" أشاعها العقيد محمود صبحة، حين قال لهم عشية الهجوم إن حوالي 12 ألف مقاتل شيشاني وأفغاني سوف يهاجمونكم صباحا، فبث الرعب والخوف في نفوسهم.

ويضيف المصدر نقلا عن المنشق بأن ما زاد الأمر سوءا هروب العقيد صبحة والضباط، ليبقى الفوج دون قيادة، ما سهّل على عناصر الجيش الحر كسب المعركة بسهولة رغم قلة عددهم.
وكان العقيد محمود صبحه المنحدر من بلدة القرداحة قائدا للفوج (35) قوات خاصة، الذي كان يتخذ من قرية "الزعينية" في ريف إدلب الغربي مقرا له بعد تجميع قواته فيها، ويتهمه أهالي ريف إدلب الغربي بارتكاب العديد من المجازر من خلال قصفه اليومي لمدن بلدات ذلك الريف.
وهرب منها إلى جسر الشغور التي حررها جيش الفتح مطلع الشهر الجاري، ليظهر لاحقا كبطل أسطوري من أبطال "الجيش العربي السوري"، كما وصفه إعلام النظام.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية