أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تسريبات جديدة.. صحافي البغدادي المفضل نفس صحافي بشار المقرب

شهرزاد لبشار.. إنه يهودي وسيخدمنا كثيرا - الصورة: شهرزاد وهديل

كشفت تسريبات جديدة ناجمة عن اختراق البريد الإلكتروني لشخصيات مقربة جدا من النظام، عن علاقات متشابكة نسجها بشار الأسد ومعاونوه مع صحافيين بارزين، ينظر إليهم على أنهم مثال للمهنية والتميز.

وتضم التسريبات التي قدمتها جهات معارضة في آذار 2015، حوالي 3 آلاف رسالة إلكترونية، تسلط الضوء على شبكات العلاقات التي بناها النظام خارج سوريا، فضلا عن مقاطع لم تنشر من قبل وصور لعائلة الأسد.

انتبهوا 
تحت عنوان "الأسدليكس"، نشرت جريدة "ناو" الإلكترونية مجموعة جديدة من مراسلات من عدة صحافيين، كان فيها بشار أو أحد معاونيه طرفا فيها، ومن بينهم الصحافي الأجنبي الذي تفرد بالحصول على إذن لدخول "أرض الخلافة"، أي الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة" في سوريا والعراق.

ونوه "ألكس راول" معد إحدى تقارير "الأسدليكس" إلى أن ثمة صحافيين أخذوا الأمور في علاقتهم مع النظام إلى مكان أبعد من العمل الصحفي المعتاد، فطورّوا على ما يبدو علاقات صداقة مع المعاونين، وتبادلوا معهم تعليقات تشيد ببشار وتهين خصومه.

وبدأ تقرير "الأسدليكس"، المعنون بـ"أصدقاء في الإعلام" بتسليط الضوء على مراسلة "صاندي تايمز" البريطانية "هالة جابر"، وهي التي أرسلت في 6 شباط 2012، رسالة إلى شخص يُدعى "جورج غاوي". وفي اليوم التالي، أعاد "غاوي" إرسال الرسالة إلى "شهرزاد الجعفري"، إحدى أبرز المقربات من بشار الأسد وابنة مبعوث النظام إلى الأمم المتحدة، وهي بدورها أرسلتها فورا إلى الأسد.

محتوى الرسالة عبارة عن مقالة وردت في "فورين بوليسي" عن مجموعة القرصنة الإلكترونية "أنونيموس"، مهمتها كشف حسابات البريد الإلكتروني الخاصة بكبار مساعدي بشار الأسد ونشر كلمات المرور الخاصة بتلك الحسابات على الإنترنت، واختارت "جابر لرسالتها عنوان: "انتبهوا".

وقبل عام، في 14 تشرين الثاني 2011، كان "جورج غاوي" قد أضيف الى إحدى قوائم عقوبات الاتحاد الأوروبي التي تضم أفرادا مؤيدين للنظام، ووصف الاتحاد الاوروبي غاوي "كأحد أعضاء الجيش الإلكتروني السوري... وبأنه متورط في عملية فرض النظام بشكل عنيف وفي الدعوة الى ممارسة العنف ضد الشعب المدني في أنحاء سوريا".

ويقال إن "غاوي" ليس متورطا في عمليات القرصنة فقط، بل بتنسيق اتصالات عناصر المخابرات، وتجميع الأموال لصالح النظام.

ويشير توقيت الرسالة إلى أن مراسلة "صاندي تايمز" كانت تسعى إلى حماية غاوي بعد نحو 3 أشهر من إشارة الاتحاد الأوروبي الى تورطه في "أعمال عنف ضد الشعب المدني" في سوريا. 

وتظهر رسائل أخرى أن تقارير "جابر" حظيت بإعجاب مقربين من بشار، وقد شاركت إحدى المقابلات التي استطاعت إنجازها مع الأسد في دمشق في تشرين الأول 2011 مع بشار نفسه، عن طريق شهرزاد الجعفري قبل يوم واحد من نشرها، مع التعليق التالي: "هذا للنشر!!! أحب هذه الجملة!" وفي يوم النشر، أرسل "غاوي" نفسه المقابلة إلى هديل العلي، وبدورها أعادت إرسالها إلى بشار الأسد قائلة "واو، ثمة من يبدو مثيرا، يوئبرني يللي"، وهي جملة موجهة إلى بشار.

وعرفت "هديل العلي" في تسريبات سابقة برسائل غزل وأخرى ذات محتوى جنسي مع بشار، الذي كانت ترمز إليه باسم "البطة"!

وفي آذار 2013، نجحت جابر مرة أخرى في إجراء مقابلة مع بشار في دمشق، وهي مقابلته "الأولى"، كما كتب، "مع صحيفة غربية منذ أكثر من عام".

أميرة الشرق الأوسط 
وانتقل التقرير إلى الصحافي الألماني "يورغين تودنهوفر"، الذي كان عضوا سابق في البرلمان الألماني إلى جانب حزب الاتحاد المسيحي الألماني الديمقراطي.

وقد اشتهر "تودنهوفر" لاحقا كونه أول صحافي غربي يمنحه تنظيم "الدولة" حق الدخول الى أراضيه في سوريا والعراق، بموجب "صك أمان" استطاع خلاله أن يصول ويجول في "أرض الخلافة" دون أن يتعرض له أحد، خلافا لما يعامل به التنظيم الصحافيين عادة.

وقبل ان يحظى بتزكية التنظيم بعامين، كان "تودنهوفر" قد حصل على ثقة النظام!، ففي تموز 2012، أجرى مقابلة مع بشار في دمشق. وتظهر الرسائل الإلكترونية التي تم تسريبها تاريخا من المراسلات الحارة بين "تودنهوفر" وبين "شهرزاد الجعفري"، التي يدعوها "أميرة الشرق الأوسط"،
وقد كرّر الصحافي الألماني تهنئته لشهرزاد على نجاحها المزعوم في تحسين صورة بشار الأسد، وأثنى على مسؤولي النظام وعلى بشار، قائلا إنه "يبلي بلاء حسنا جدا" وإنه "القائد الوحيد" القادر على تأمين "مستقبل مستقر، عصري وديمقراطي" لسوريا.

وفيما يلي، بعض المقتطفات الواردة حسب التسلسل الزمني:
6 كانون الأول 2011
من: يورغين تودنهوفر
إلى: شهرزدا الجعفري (أعادت إرسالها إلى بشار الأسد)
النص:
عزيزتي أميرة الشرق الأوسط!
يا لها من فكرة رائعة، فلنجعل سوريا الزعيمة الديمقراطية للعالم العربي وسوف أقضي كل ما يتسنّى لي من الوقت هناك- في أروع بلد ومع أروع أميرة.
ماذا عن مقابلتنا مع الرئيس؟ سوف يبدو من المهم جداً أن نظهر حوافزه وحقيقته. لا تستسلمي!
أنا هنا في مرمى نيران كثيفة موجهة إلي، لأني كتبتُ بعض المقالات وعرضت مع جوليا فيلماً شاهده أكثر من مليوني ألماني- محاولاً أن أكون موضوعياً. وقائلاً إنه (بشار) الشخص الوحيد المؤهل لإيجاد طريقة سلمية نحو الديمقراطية. في هذه "الساعات التاريخية".
ولكن الوقت ينفذ بسرعة- أيضاً بالنسبة إلى المقابلة. وسوف تكون فرصة رائعة أن أراك.
دُمت لي
يوغين
16 كانون الأول 2011
من: شهرزاد الجعفري
إلى: بشار الأسد
النص:
مرحباً!
آمل أن تكون قد فزت في لعبة كرة المضرب اليوم! يجب أن تكون قد أصبحت الآن متمرساً، لقد التقيتُ قفطان بالأمس. وكان راضياً تماماً عن يورغين تودنهوفر، المفكّر الألماني. قال إنه كان له تأثير على الفكرة السائدة عن سوريا ما إن وصل الى ألمانيا. وتمّ إجراء الكثير من المقابلات معه وكتب أمس مقالة نُشرت في سبع صحف أساسية. وعبّر عن الكثير من التعليقات الإيجابية حولك كشخص وحول سوريا كبلد!!!
أنا مسرورة جداً لذلك!!!
18 كانون الأول 2011
من: يورغين تودنهوفر
إلى: شهرزاد الجعفري (أعادت إرسالها إلى بشار الأسد)
النص:
عزيزتي شهرزاد
كيف حالك؟ آمل بأن تكوني منهكة بسبب كل الصحافيين الألمان الذين يأتون اليوم الى سوريا. ولكن هذه استراتيجية صحيحة لجعل بلدك ينفتح على الصحافة الدولية. هنا في ألمانيا بدأت المقالات وحتى التقارير التلفزيونية تصبح أكثر موضوعية- وهذا نجاحك أنت أيضاً. لذلك تابعي ما تقومين به!
[...]
تعرّضتُ في ألمانيا إلى انتقادات كثيرة زعمت بأني ودود جداً مع الرئيس (بشار) ولا أنتقده بالشكل الكافي. ولكن هذه هي الحياة.
لدي بعض الأفكار العظيمة لك ولبلدك. ولكن للأسف فإنّ الإيمايلات ليست سرية جداً. ولذلك سوف أنتظر حتى ألتقي بك في ساوث تايرول أو في دمشق.
أتمنى لك أسبوعاً رائعاً مع كل هؤلاء الصحافيين الرائعين.
دُمت
يورغين
21 كانون الأول 2011
من: يورغين تودنهوفر
إلى: شهرزاد الجعفري (أعادت إرسالها إلى بشار الأسد)
النص:
ثمة مقالة هامة جداً موضوعية من Avenarius! يجب أن تحصلي عليها مترجمة من سفارتك الألمانية وأن تطلعي شعبك عليها! وحتى رئيسك! استمري في دعوة صحافيين جيدين حتى وإن كانوا أحياناً منتقدين. وفي الأمس قرأتُ بعض التصريحات الذكية من وزير خارجيتك حول سوريا المستقبلية كنموذج للديمقراطية. جيد جداً!
تحياتي لك من ميونيخ المغطاة بالثلج! يورغين
16 كانون الثاني 2012
من: يورغين تودنهوفر
إلى: شهرزاد الجعفري (أعادت إرساله إلى بشار الأسد)
النص:
عزيزتي الأميرة شهرزاد، تهاني على العفو العام. هذه هي الاستراتيجية الصحيحة!! رئيسك يبلي بلاء حسناً جداً- تهاني
دُمت
يورغين
29 كانون الثاني 2012
من: يورغين تودنهوفر
إلى: شهرزاد الجعفري (أعادت إرسالها إلى بشار الأسد)
النص:
مرحباً يا أميرة،
أسعدني جداً تواصلك معي. "فريدي" أيضاً مفتون. جميعنا مشتاقون لك. أوصلي تحياتي الحارة إلى رئيسك لو سمحت.
البعض في ألمانيا يريدون قتلي بسبب المقابلات التي قمت بها فيما يتعلق بسوريا. والدعوات ملموسة. ولكنهم يريدون من القتلة أن يرتدوا زي جيشكم بحيث تُتهم دولتكم بقتلي. أمر جميل. أليس كذلك؟ ولكن هذه المرة يجب أن نقوم بأمر رائع فعلا، أمر من شأنه أن يدمر استراتيجية الشيطنة التي تعتمدها البلدان الغربية والجزيرة. وأنت تعلمين بأنّ ذلك ممكن فقط معه. سوف تكون أفضل مقابلة يقوم بها في حياته- وستُوزع في كافة أنحاء العالم.
إنّه القائد الوحيد القادر على منح بلدك مستقبلاً مستقرا، ديمقراطياً وعصريا بدون أي سيطرة من الخارج. وهذا ما يجب أن نوضحه للعالم، ولشعبك.
فلنقم بذلك إذن. لا شيء أقوى من فكرة حان وقتها. الآن الوقت إلى جانبنا. لذلك أرجوك حاربي من أجله ومن أجل بلدك!
دمت.
يورغين من القاهرة
اقتراح يهودي وتفاصيل سرية
وفضلا عن "جابر" و" تودنهوفر"، تسربت مجموعة مراسلات إلكترونية، منها ما كتبته شهرزاد الجعفري إلى بشار الأسد في آب 2011، لتطلعه على ما دار في اجتماعها ذلك الصباح مع الدكتور "ألون بن ماير" وهو إسرائيلي في جامعة نيويورك، يكتب بغزارة في الصحف عن الشؤون السياسية في الشرق الأوسط، ومشارك سابق في "مفاوضات السلام" بين سوريا وإسرائيل.
وخلال الاجتماع ناقش الاثنان (الجعفري وبن ماير) على ما يبدو "اقتراحاً" لإرسال "وفد" من الطلاب الدوليين ومحللي مؤسسات الأبحاث إلى سوريا. وفيما يلي نص رسالة شهرزاد إلى بشار حول الموضوع:
12 آب 2011
من: شهرزاد الجعفري
إلى: بشار الأسد
النص:
أتمنى أن تكون بخير. لقد درست هذا الصباح الاقتراح مع البرفسور ألون بن ماير. وهو بروفسور معروف جدا يدرّس السياسة في جامعة نيويورك. ووجده (الاقتراح) مهما جدا وسوف يعمل عليه خلال نهاية الأسبوع. لقد خضع لعملية جراحية قبل بضعة أيام ووعد أن يضع اقتراحاً مفصلاً يضم كافة التفاصيل التي سيقدّمها لين. هو يعتقد، وأنا أوافقه الرأي، بأننا يجب أن نضم الى الوفد: طلاب (دكتوراه وماجستير)- وبعض الأعضاء الرفيعين من مؤسسات أبحاث عريقة مثل "CFR" (مجلس العلاقات الخارجية) ومؤسسة "The Century Foundation"، العدد الإجمالي سيكون 15 تقريباً.
أقترح لكي نوفر أرضية مناسبة لمثل هذه الزيارة مقابل السياسات الأميركية السياسية تجاه سوريا، بأن نبقي الوضع هادئاً لبضعة أيام في البلد بحيث يكون تأثير إعلان الزيارة إيجابياً. هو يعتقد بأنّ وجهة نظرنا حول الأحداث أساسية لضمان نجاح الزيارة.
*هناك بعض التفاصيل السرية التي أود أن أشرحها لك عبر الهاتف
*إنه يهودي ما يُكسب الموضوع أهمية كبيرة
شكرا.

زمان الوصل
(152)    هل أعجبتك المقالة (151)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي