"لم يبق الفساد لنا جيشا".. توابيت القتلى تبيح "المحرمات"

صور بثها تنظيم الدولة لمعاركه مع النظام قرب شركة الآراك للغاز

مقتلة في جسر الشغور، وثانية في القرميد، وثالثة في المسطومة، وأخرى في السخنة وتدمر.. هزائم يجر بعضها بعضا، دفعت موالين كثرا لتجاوز الخط الأحمر الذي رسمه النظام لهم، واقتراف "المحرمات" عبر انتقاد الجيش وفساد الجيش وخيانات الجيش.

لم يستطع الموالون وهم يعاينون الانتكاسة وراء الأخرى، أن يفهوا كيف يهزم "جيش" يمتلك مخازن السلاح والعتاد والطيران وتضخ في شرايينه المليارات.. كيف يهزم ويفر أمام "عصابات"، فكان التأويل المناسب عند هؤلاء خيانة الضباط والمسؤولين، وفسادهم المالي، الذي أنتج مقولة "الجيوش عروش وكروش".

أخيرا، أقر الموالون بأن الجيش الذي أسسه حافظ وقاده بشار لاحقا، لم يكن إلا جيشا من فاسدين مفسدين، يبيعون أي شيء بالمال، ويضحون بمئات بل وآلاف الأرواح فداء المال، فالمال هو العقيدة الأولى والأخيرة المقصودة في عبارة "الجيش العقائدي".

لماذا يعطي بشار الأسد الأوامر لطيرانه وقواته بفك الحصار عن مشفى جسر الشغور بأي ثمن، ويحاول ثم يحاول لأكثر من شهر دون أن تتوقف محاولاته هناك، بينما لايهتم بأمر تدمر التي حوصر فيها مئات من عناصره وقتلوا، وانتهت معركتها في 7 أيام، كان جلها عبارة عن استغاثات ونداءات إلى "القيادة" لإرسال مؤازرات، ولا مجيب.

أسئلة كثيرة تفجرت في أذهان الموالين، لم تفجرها رؤية أشلاء ودماء المقصوفين بالبراميل، ولا المقتولين بالكيماوي، ولا المذبوحين بالسكاكين.. فقط فجرتها رؤية توابيت قتلاهم وهم يعودون من ساحات معارك أشبه بالمحارق، حيث على "العسكري" أن يكون مطيعا لضباطه الذين يقاسمونه راتبه الضئيل، إما لإعطائه إجازة، او إعفائه من مهمة، وعليه أن يضحي في سبيل "قيادته" التي سلطت عليه هؤلاء الضباط.. والنتيجة في النهاية عبارة يرددها المؤيدون بلسان الحال والمقال هذه الأيام، ومفادها "لم يبق الفساد لنا جيشا".

إيثار عبدالحق - نائب رئيس التحرير - زمان الوصل
(99)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي