"نصنع من الألم أملاً، ومن الموت حياة" هذه هي الرسالة التي أراد عدد من ناشطي حي الوعر المحاصر في حمص إيصالها للداخل والخارج من خلال مبادرة فنية وجمالية تتمثل في طلي هياكل السيارات المحترقة والجدران المدمرة وتحويلها إلى لوحات تنبض بالحياة والألوان وسط الموت والخراب.
وتقول الناشطة إيمان محمد المشارِكة بالمبادرة لـ"زمان الوصل" إن "هذه الفكرة رسالة أمل وحياة لكل من ثبتوا ضمن هذه الظروف الصعبة متمسكين بأرضهم وبقضيتهم".
وتضيف: "الهدف هذه الفكرة أيضاً بث روح الأمل في قلوب سكان المدينة ورسالة تعبر عن استمرارية الثورة مهما صعبت الظروف والأوضاع وهي أيضاً بمثابة رسائل أمل وتحدٍ وحياة إلى الناس في الداخل والخارج تحمل أفكاراً سياسية أو اجتماعية متنوعة وقد تحمل خطاباً بين الشعوب".

وحول الظروف التي يعمل بها فريق المبادرة والصعوبات التي تعترض عملهم، توضح إيمان أن العمل يجري في حي محاصر وسط ندرة في تأمين المواد اللازمة، وعدم توفر البخاخات والألوان الضرورية، مادفعهم للاعتماد على الدهان ومزج الألوان.
ولا يخفى -كما تقول- أن هناك مخاطر للعمل فوق الأبنية المهدمة أو في مواجهة القناص، واحتمالية التعرض للقصف أوالقنص في أية لحظة.
وعن صدى هذه التجربة وأثرها المعنوي على أبناء الوعر المثقلين بهموم الحياة ويوميات الحرب والموت تؤكد الناشطة "إيمان محمد" أن "أصداء هذه المبادرة عموماً كانت إيجابية جداً، سواء من الناس القاطنين في الحي، الذين أوصلت لهم هذه الرسومات أو العبارات رسائل أمل ونوع من الامتنان تثبيتاً لهم، ولتخبرهم أننا بإيماننا نصنع من الألم أملاً، ومن الموت حياة".
وختمت أن هناك أفكارا تطويرية كثيرة قيد الدراسة لن يتم الإعلان عنها إلا بعد تطبيقها، وهي –كما تقول "تصب في ذات الرسالة وذات الأهداف.

وبدوره قال الفنان والمخرج "مهند الحمود" معلقاً على هذه المبادرة: "لم يعد محاصرو حي الوعر بعد أربع سنوات يكترثون أن تجدي أعمالهم نفعاً مع النظام، بل إن جلّ أعمالهم يكون هدفها زرع الأمل بأرواحهم التي لا تكاد تقترب من اليأس إلا وقد اخترعوا للأمل نافذة جديدة ينظرون إليه بشغف".
وألمح الحمود إلى أن "ما يلفت النظر أن أعمال من كنا نسميه "الرجل البخاخ" بعد أربع سنوات من الثورة باتت بعيدة عن عبارات لشتم النظام ورموزه ولا علاقة لها بالسياسة، سوى التضامن مع الثوار في مناطق أخرى قد تكون خارج البلاد، كتضامنه مع ثورة مصر من خلال كتابته على إحدى الجدران: "الثورة لاتُعدم" في إشارة لدعوة أهل مصر بأن لا ييأسوا ويستمروا ولو أعدم رئيسهم المنتخب ظلماً".
وأوضح أن "جل عبارات الرجل البخاخ المكتوبة تدعو للأمل كتلك التي تقول: لك شيء في هذا العالم فقم، وأخرى تقول: نحن على قيد الحلم.. والكثير من الغرافيتي الجميل الذي يحرّض على الأمل، بأسلوب حضاري وجميل".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية