أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بشهادة أحد عناصرها المنشقين.. قصة مروّعة من جرائم ميليشيا "الدفاع الوطني" في القصير

روى الناشط "أبو جواد الفاعوري" قصة مروّعة كانت سبباً في انشقاق علوي عن ميليشيا "الدفاع الوطني"، قبل أن يسافر إلى السعودية بتأشيرة زيارة عن طريق شقيقه الموظف في شركة هندسية بمدينة القطيف.

وكشف الفاعوري لـ"زمان الوصل" أنه التقى بهذا الشخص مصادفة عن طريق شخص آخر من الريف الحموي فحكى له قصة انشقاقه بسبب الجرائم التي ارتكبها الشبيحة بحق الأبرياء بحجة الدفاع عن سوريا. 

ونقل الفاعوري عن "محمد الأحمد"، من سكان كرم الزيتون في حمص، والمنتسب للدفاع الوطني منذ تأسيسه، طمعاً بالمكافآت والرواتب، إنه كان يرغب باقتناء بندقية للدفاع عن أهله من "المسلحين".

ويضيف الفاعوري نقلا عن العنصر المنشق: "في أحداث القصير ذهبنا لمؤازرة الجيش بحيث كنا ندخل المناطق التي تم تحريرها لتفتيش المنازل والقبض على الشباب الذين نشك بأنهم يساعدون المسلحين".

وكان المسؤول عن المجموعة –كما يقول- أبو علي ميهوب من سكان حي الزهراء الذي أمرنا أن نتوزع إلى مجموعات، كل مجموعة من 10 إلى 15 عنصرا وكان العدد الكلي 200 عنصر تقريباً، على أن تدخل كل مجموعة أحد الشوارع. وتابع الأحمد سارداً ما حدث: "بينما كنا نسير في شارع قرب مفرزة السياسية شاهدنا امرأة مقتولة على باب أحد المنازل، ومن داخل المنزل كانت تسمع أصوت أطفال ونساء يبكون ويستغيثون".

ويضيف: "بالفعل اقتربنا فشاهدنا العائلة على باب الشقة الداخلي والمرأة على الباب مقتولة بطلقة دخلت من مقدمة الرأس وخرجت من الخلف".

ويستطرد: "دخلنا الشقة فوجدنا رجلاً تجاوز الخمسين من عمره فسألناه من هذه المرأة فأجاب إنها زوجتي خرجت لترى ماذا يحصل في الخارج فقتلوها، سأله أبو علي ومن الذي قتلها؟ فقال له: "لا أعلم يمكن أن يكونوا الثوار ويمكن أن يكون الجيش، وهنا –كما يقول الأحمد- "ضربه أبوعلي بأخمص البندقية على وجهه وبدأ بتوجيه الشتائم والتهم والإهانات له".

لكن القصة لم تنتهِ هنا، إذ طلب الشبيح أبو علي من الرجل أن يدخل إلى إحدى الغرف ويدخل معه ابنتيه وإحداهما عمرها 16 سنة، بينما الثانية لم تتجاوز 14 من عمرها.

وطلب ميهوب من الأب أن يمارس الفاحشة مع بناته، فرد عليه الرجل قائلاً له: "أموت ولا أفعلها مع بناتي"، فقال له أبو علي -حسب العنصر المذكور الذي كان شاهداً على الحادثة: "إن لم تفعل سوف أقتل بناتك وأولادك وكان هناك ولدان أحدهما في العشرة من عمره والثاني في السادسة".

بدأ الرجل بالتوسل: "اقتلوني ولاتطلبوا مني هذا الفعل"، ولكن أبوعلي لم يستجب لتوسلاته وأجبره بالفعل، وبدأ الرجل يقترب من إحدى بناته بعد أن مزّق ملابسها أحد العناصر بأمر من أبو علي وجرّد عنصر آخر الرجل من ملابسه، وجهّز جميع العناصر أجهزتهم الخلوية لتصوير جريمتهم الموصوفة تلك". 

وبحسب الفاعوري فإن العنصر المنشق قال له: "وددت حينها أن أقتل الجميع وأقتل نفسي على هذا التصرف الذي لم أسمع بمثيل له طوال حياتي، ولم أتوقع يوماً أن أرى مثل هذه الأفعال من "أولاد بلدي ومن طائفتي بالتحديد". ولكن جبني وترددي حالا دون ذلك".

وأردف أن "الرجل المسكين حاول تنفيذ ما أُمر به مع ابنته ولكنه لم يستطع، وهنا أصابته حالة من الهستيريا وهجم على "أبو علي"، ولكن قبل أن يصل إليه أطلق أحدهم عليه النار بشكل عشوائي وقتله مع ابنتيه".

ولم يكتفِ الشبيحة بهذا الفعل الشنيع بحسب الأحمد بل أمرهم أبو علي بتفتيش البيت بحثاً عن الأموال والذهب، ولكنهم لم يجدوا سوى مبلغ بسيط لم يتجاوز 5000 ليرة وخاتماً من الذهب بيد إحدى الفتيات المقتولات، وفردة حلق واحدة في أذن الفتاة الأخرى.

ويتابع العنصر التائب: "عندما قررنا الخروج قال أحد العناصر بكل وقاحة، لماذا لانقتل الأطفال كي لايتعذبوا على أهلهم الذين ماتوا؟" وقال عنصر آخر بالفعل: "بكرا يصيروا مثل الأفلام الهندية عندما يشاهد البطل مقتل والديه ثم يكبر ليثأر لهم". ولكن أبوعلي منعهم من قتل الأطفال، وخرجنا من المنزل وبعد ثوانٍ عاد أحد العناصر وقتل الطفلين، وقال: "إجاني هاتف من الإمام علي بقتلهم" وهنا ضحك أبوعلي والباقون، وقالوا له:" إذا هاتف من الإمام علي مافينا نمنعك".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(122)    هل أعجبتك المقالة (120)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي