شهدت عشرات القرى في منطقة جبل عبد العزيز، اليوم الاثنين، كثافة في حركة النزوح بعد اقتراب الاشتباكات بين مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وتنظيم "الدولة"، في وقت شنّ طيران التحالف غارات مركز على مواقع التنظيم، لتسهيل تقدم مسلحي الحزب.
وقال الناشط ياسين المعيشي لـ"زمان الوصل" إن "سكان عشرات القرى في الجهة الشمالية لجبل عبد العزيز، يحاولون النزوح عن قراهم خشية وصول المعارك إليها، وتكرار ما حصل من نهب وسرقة واعتقالات بالجملة في ناحية تل حميس على يد المسلحين الأكراد ومليشيا الصناديد المتحالفة معها في شباط/فبراير الماضي.
وأضاف الناشط أن سكان بعض القرى التي لم تصلها بعد المعارك، نزحوا خوفاً من الحصار، وذلك لصعوبة النزوح عن المنطقة الوعرة في حال وصول الاشتباكات إليها، خاصة بعد إغلاق الطريق الوحيدة السالكة إلى مدينة الحسكة بسبب الاشتباكات بين قوات النظام والتنظيم.
وذكر الناشط أن من القرى التي نزح سكانها: (تل السوسة، مدينة السوسة، مغلوجة، القصير، الواسطة، البويضة، رجم العربيدي، الخابورية، المسعودية، الداوودية، الكفرة، الهامانية، الصالحية، باب الخير، السرحانية، الغرة، الخزنة".
وأشار إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة التي للنازحين، في المنطقة التي تعتبر الأكثر فقراً في سوريا، لافتا إلى عدم وجود مساعدات غذائية، وطبية، مع نقص كبر في وسائط النقل، ما دفع الكثير منهم إلى عبور من سفح الجبل الشمالي شديد الانحدار إلى الجنوبي عبر مسالك وعرة تمر عبر الثنيّات.
بينما يتجمهر العشرات من الرجال على الطرق الرئيسية في المناطق المجاورة في محاولة لإقناع سيارة ما التطوع لنقل عوائلهم المستعدة للرحيل، حسب الناشط.
ولفت إلى "أن الحصار المفروض على المنطقة عمّق معاناة السكان الفقراء، في المنطقة التي لا يوجد فيها طبيب واحد، وسط تجاهل المنظمات الإنسانية والثورية وحتى النظام لها طوال سنوات".
ونفذ مسلحو حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) عملية التفاف على القرى التي يتواجد فيها عناصر تنظيم "الدولة" وهاجمت القرى البعيدة عن خط الجبهة، بعد قصف مركز لطائرات التحالف لكل مواقع التنظيم في جبل عبد العزيز، وفي تل شمران وتل نصري قرب بلدة تل تمر، حسب مصادر محلية.
وقالت المصادر ذاتها إن المسلحين تقدموا على محو رأس العين –العالية من الجهة الغربية، ومن محور الحسكة –الخريطة بالجهة الشرقية بهدف قطع الطريق الواصلة بين مدينة تل تمر وبلدة الغرة في جبل عبد العزيز، بهدف قطع طريق الإمداد لتنظيم "الدولة"، الذي لازال يحتفظ بمواقع على أطراف المدينة في قرى تل نصري، وشاميران، والركبة و20 قرية أخرى.
ومن جهتها، وكالة "هاورا" التابعة لحزب الاتحاد قالت إن "مجموعات من مسلحي الحزب نفذت عمليات نوعية (التفاف) في كل من جبهات رأس العين، تل تمر وحسكة، التقت من خلالها في قرية أم المسامير على الطريق الواصلة بين مدينة تل تمر وبلدة الغرة على جبل عب العزيز".
وأشارت إلى "قطع كافة طرق الإمداد عن 23 قرية تحت سيطرة في محيط تل تمر".
وفشل مسلحو حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) يوم الأحد، في إجبار تنظيم "الدولة" على الانسحاب من محيط تل تمر دون قتال، في عملية شبيهة بما حصل في تل براك قبل شهرين، حيث تقدمت قوات النظام على محور الحسكة -تل براك، وتقدمت قوات البيشمركة على محور سنجار -تل حميس، ما دفع التنظيم وقتها إلى الانسحاب خشية الحصار في البلدة.
محمد الحسين - الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية