كما كل المنشآت العامة والخاصة، استهدفت قوات الأسد دور السينما في حمص بالتخريب المتعمد، وحولت بعضها إلى معتقلات منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011.
وأكد ناشط أنه مع انسحاب قوات الأسد من وسط المدينة، تنفيذا لهدنة 9/أيار، بدأت تتكشف ملامح الدمار الممنهج الذي قامت به تلك القوات تجاه المؤسسات والمباني الثقافية.
وذكر أن فرعي المخابرات الجوية والعسكرية في حمص سيطرا على مباني دور السينما، وحولاها إلى مراكز اعتقال بعد أن ضاقت مراكز الاحتجاز حينها بالمعتقلين، مع تزايد المظاهرات السلمية في المدينة.
وأكد الناشط "عبد الدايم" لـ"زمان الوصل" أنه في نهاية عام 2011 جرى اعتقاله بعد مشاركته بأحد المظاهرات في حمص مع العشرات داخل صالة سينما حمص.
ويشير الناشط إلى أنهم تعرضوا حينها لشتى أنواع التعذيب فضلا عن وضع المعتقل جلوسا ويشكل مقلوب على الكراسي المثبتة في صالة السينما ومن ثم ضربه بقسوة بواسطة الكبل الرباعي.
"أبو وسيم" أحد عشاق السينما ممن بقي في حمص ولم يفارقها، وهو منذ أكثر من 30 عاما لم ينقطع يوما عن متابعة العروض السينمائية التي كانت تقدمها دور السينما في حمص حتى أغلقت دور السينما أبوابها في منتصف عام 2011.
وذكر "أبو وسيم" لـ"زمان الوصل" أنه قبل أن يذهب لتفقد بيته في حي الخالدية، مع سماح النظام للأهالي بتفقد بيوتهم، تقصد أن يتفقد دور السينما وما حل بها من دمار وخراب.
وأضاف أنه ذهل لحجم الضرر الذي لحق بالصالات الثلاث في مركز المدينة التي أضحت كتلا اسمنتية بعد أن استولى المرتزقة على تجهيزاتها المختلفة، وحتى صالة السينما المملوكة للحكومة "سينما الكندى"، فقد قام مرتزقة الأسد، حسب "أبو وسيم"، بـ"تعفيشها" ومن ثم إحراقها.
وبقلب محروق اختتم الرجل حديثه بالقول: "هدول العصابة ماشابهوا حدا.. مابقول إلا الله يحرق قلبهم ويخلصنا منهم بأقرب وقت".
وكانت حمص حتى أواخر الستينيات تزحر بوجود 14 صالة سينمائية فيها قبل أن تتراجع السينما في سوريا بشكل عام، وحسب ما يرى مهتمون بالشأن السينمائي، فثمة أسباب عدة لهذا التراجع يأتي في مقدمتها السياسة التدميرية التي انتهجها نظام الأسد (الأب والابن) تجاه السينما سواء من حيث القوانين والقرارات التي أعاقت الإنتاج والتوزيع السينمائي واستيراد الأفلام وغيرها.
مأمون أبو محمد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية