"الموثقون" فيلم قصير للفنان السوري العالمي "جهاد عبدو" يروي بدقيقتين معاناة الناشطين السوريين في نقل الأخبار للعالم، ومجازر الجيش السوري بحق هؤلاء الناشطين الذين قضوا في سبيل نقل الحقيقة حول ما يجري في سوريا.
ويبدأ الفيلم بمشاهد من المظاهرة المليونية التي شهدتها ساحة العاصي في مدينة حماة بداية الثورة السورية ويتخلل المظاهرة التي ردد المشاركون فيها عبارة: "الشعب يريد اسقاط النظام" حلقات دبكة ورقص شعبي على إيقاع الأناشيد الثورية، وتظهر مشاهد أخرى اعتقال قوات نظام الأسد لبعض المدنيين، وصوت ناشط يقول:"القوات المسلحة في حمص....هاي اللي عم تحكي عنها قناة الدنيا".
فيما يُرى عدد من عناصر قوات النظام وهم يطلقون الرصاص الحي على المتظاهرين، يليها مشهد لدبابات تقتحم أحد شوارع المدينة وهي ترمي قذائفها على البيوت والمحال، فيما تسقط الطائرات حممها، وتُرى أعمدة من الدخان الأسود تنبعث من مكان القصف، ثم يُظهر الشريط ناشطين يجلسان في غرفة يقول أحدهما: "يا أخي كم مرة قلتلك لا تصوروا المتظاهرين من قدام الكل مبين بهـاللقطة".
ويتابع: "لأنو الناس إذا شافوا أي قطعة من الفيديو بيبطلوا يصدقونا"، فيطمئنه الناشط الثاني: "طيب خلص أنا بشوّهلك الوجوه" ويدخل أحد الناشطين المصورين إلى الغرفة مسرعاً وهو يصيح "يالله..شفتلكم شغلة أكتر من مهمة" ويطلق شتيمة: "أولاد الكلب يلعن أبو شرفهم مافيهم رحمة" ويبدأ النشطاء الثلاث باستعراض ما يتحدث عنه الناشط من خلال كاميرا تصوير وتُظهر لقطة لأحد عناصر النظام الذي يأخذ دوره الفنان "جهاد عبدو" وأحد ضباط النظام يصرخ في وجهه آمراً إياه أن يطلق النار على متظاهر مرمي على الأرض: "قوّسوا لشوف" وعندما يتلكأ في إطلاق النار عليه يسدد الضابط مسدسه إلى رأس العنصر ويقول له: "ما بتفهم ما".
وعندها يطلق العسكري النار على المتظاهر دون أن ينظر إليه، ويطلب أحد الناشطين من زميله أن يحمّل المقطع على "يوتيوب" فوراً، فيقول له:"دون أن نمنتجها" فيرد عليه: "أبداً متل ما هيي نزلها" ويصرخ الناشط الذي أحضر المقطع بتأثر: "هاي جريمة بهالطريقة قتلوا أخواتي" ويتابع: "هالفيديو راح يخلي العالم يتحرك" فيرد عليه أحد الناشطين: "دخيلك أنت شي منو كتير صار أكتر من هيك وما حدا تحرك".
ويصرخ أحدهم:"لعمى انقطع النت" وفجأة يهز انفجار المكان الذي يجلسون فيه، وتظهر لقطة أكوام الحجارة والأثاث في الغرفة وجثث الناشطين الثلاث ملقاة وسطها، ويدخل عدد من عناصر قوات النظام مدجّجين بأسلحتهم ويُرى العنصر الذي أُمر بقتل المتظاهر "جهاد عبدو" وهو ينظر بتعاطف إلى جثث الناشطين والدمار الذي حل بالمكان، ويطلق ضابط يقف إلى جانبه طلقة من مسدسه على جثة أحد الناشطين، فيما يقوم عنصر بدعس جهاز (لابتوب) الذي أتلف جرّاء الدمار وسط دهشة العنصر الآخر، ويقول الضابط له: "أنت خليك هون" ويبدي أحد الناشطين الضحايا حركة مما يلفت نظر العنصر الذي بقي في الغرفة ويخبىء الناشط الذي كان يُظن أنه قد قضى كاميرته المحروقة خلف ظهره وينظر إلى العنصر نظرة استغراب ودهشة، وهنا يسدد العنصر بندقيته إليه ولكنه يطلق النار في الهواء ويقترب منه وهو يقول له: "خلي العالم كلو يعرف" ويخرج العنصر من الغرفة المدمرة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية