أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فجر وأحمد.. طفلان شردتهما الحرب وجمعهما المرض

يعيش الطفلان مع عائلتهما ظروفاً معيشية وصحية صعبة - زمان الوصل

"فجر" و"أحمد" طفلان أولاد عمومة من ريف حمص شردتهما الحرب وجمعتهما معاناة الجسد، حيث أصيب أحدهما بنقص في الصفائح الدموية، فيما ولد الآخر بشفة أرنبية، وبلا سقف حلق.

ويعيش الطفلان مع عائلتهما في الأردن ظروفاً معيشية وصحية صعبة مع عدم تمكن والديهما من علاجهما بسبب التكاليف المادية الباهظة وعدم قدرتهما على العمل لتأمين لقمة العيش بسبب ظروف اللجوء المعروفة.

أصيب أحمد ذو الثلاث سنوات من جرّاء القصف بالمواد السامة بنقص في الصفيحات الدموية، وتفاقمت حالته بسبب قلة الطعام الناتج عن الحصار الذي فُرض على ريف حمص.

ويقول والده لـ"زمان الوصل": "بعد لجوئي إلى الأردن عرضته على العديد من الأطباء، فأكدوا إصابته بهذا المرض لأن عدد الصفائح الدموية لديه أدنى من مائة ألف بينما العدد الطبيعي يجب أن يكون أكثر من 250 ألفا". 

وأضاف: مع بداية إصابة أحمد بدأت تظهر على جسده بثور زرقاء وحمراء مع الشعور بالفتور وعدم القدرة على المشي أو الحركة، فتم علاجه بـ"الكورتيزون" الذي كانت له عقابيل كثيرة على صحته.

وأوضح والد أحمد أن "كورتيزون" جعل طفله أشبه بالنبتة التي تذبل إذا ما توقفت سقايتها، علاوة على مظاهر العنف التي بدأت تظهر على سلوكه رغم سنواته الثلاث. 

والد أحمد أحد مصابي الحرب إذ أُصيب مرتين إحداهما بشظايا في أمعائه وكبده، وتم استئصال جزء منه علاوة على إصابته برصاصة في فخذه الأيمن-كما يقول، وإصابته هذه تمنعه من العمل لتوفير علاج لطفله في حال سُمح له بالعمل. 

أما فجر ابن عم أحمد الذي يقاربه في السن فولد مصاباً بما يسمى "الشفة الأرنبية"، ونتج عنه فقدان جزء من سقف حلقه، ويروي والده إن زوجته كانت حاملاً بطفلها عندما ألقى طيران نظام الأسد براميل تحمل عبوات من الكلور السام مع بداية دخول مليشيا حزب الله إلى مدينة القصير، فولد ولد ابنه مصاباً بتشوه خلقي تمثل في الشفة الأرنبية وعدم وجود سقف لحلقه. 

ونظراً لصعوبة التنقل والأوضاع الأمنية في حمص آنذاك لم تتمكن عائلة الطفل فجر من علاجه في الأسابيع الأولى من ولادته، ما أسهم في تدهور حالته الصحية.

ويضيف والده: "بعد هدوء نسبي في ريف حمص تمكنتُ من الانتقال إلى دمشق وبعد أن عرضته على أطباء هناك قالوا لي إن العملية تكلف بحدود 200 ألف ليرة سورية بالنسبة للشفة الخارجية فقط، ولم يكن بمقدوري دفع هذا المبلغ فعدت به إلى حمص دون أن يُجرى له أي عمل جراحي". 

ويشير والد فجر إلى أن الأشهر الأولى من ولادته كانوا يسقونه الحليب برضاعة خاصة وتدهورت حالته لدرجة أنه كان يُخرج الحليب أو الماء الذي يشربه من أنفه.

ويتابع: "بعد ذلك وبمساعدة أهل الخير تم إجراء عمل جراحي مبدئي تمثل في ترميم جزء من الشفة الخارجية، وبقيت اللثة وسقف الحلق على حالهما". واستمرت معاناة فجر -كما يقول والده- مضيفاً أن طفله دائم البكاء في الليل بسبب شعوره بصعوبة التنفس وغالباً ما يعاني من أذنيه لأنهما مفتوحتان على أنفه وفمه. 

ويستطرد والد فجر: "لم أترك وسيلة بحثاً عن علاج لابني دون أن أطرقها، كنت أنام على أبواب الجمعيات الخيرية، حتى تم تأمين عمل جراحي بمساعدة فاعل خير خليجي، وأجري عمل جراحي لطفلي في مشفى الإسراء بعمان لترميم سقف الحلق".

ولكن هذا العمل–كما يؤكد والد الطفل- لم ينجح إذ فوجئنا بأن نصف السقف ما زال مفتوحاً، وأدعى الطبيب بأن هذا من مضاعفات العمل الجراحي.

والغريب-كما يقول محدثنا- أن الطبيب الذي أجرى لطفله العملية قال له بالحرف الواحد "لا عاد تراجعني هادا اللي طلع معي".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(106)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي