أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جلباب للجميع ... اول مجموعة قصصية للكاتبة المغربية فاطمة الزهراء الرغيوي

 

تقديم

        تأتي الكاتبة فاطمة الزهراء الرغيوي إلى الكتابة متأبطة قراطيسها الحكائية ، تعاود كنظيراتها من كاتباتنا المبدعات أمل أم الحكّاءات شهرزاد في أسر الأذان والقلوب ، ولا تريد فاطمة - بغية ومطمحا حكائيين- غير أن تسمعها أذان من تحكي إليهم نساء ورجالا، وطموحها وبغيتها  هينان ورزينان  ومتواضعان..  تريد من منصتيها شيئا واحدا فقط : هو رأيهم الصادق  في ما تحكي  أو على الأصح في ما تكتب.

        تلقيت أول ما تلقيت من المبدعة فاطمة الزهراء الرغيوي نصا بعنوان " السيدة " صنفته كاتبته ضمن جنس الرواية وهو عمل جديد الموضوع مثيره ، بسيط اللغة مستعصيها ، فيه غير قليل من الاختلاف عن كثير مما نقرأ في نصوصنا الروائية التي انتزعت من نقدنا صكّ الاعتراف بالإبداعية.

      وقد كنت أتوقع أن يظهر هذا العمل المكتوب قبل "جلباب للجميع " غير أن المبدعة فاطمة الزهراء الرغيوي فاجأتني بعملها السردي "جلباب للجميع " ولم تفاجئني بترددها في نشره ولا بتخوفها من صدوره ،وشرفتني بكتابة كلمة تقديمية له.

      حين قرأت نصوص الجلباب وجدتها تتميز بحكيها وحياكتها للمتتالية السردية دونما إطناب، تلقي كلمتها الحكائية وتتركها تستوي مع أخواتها جملة غير قابلة لفضفاض الكلام ولا لموسع الحديث :" بين ذراعي، كان الرجل الثالث لهذا اليوم، يبكي!  لكن لا وقت لدي لأواسيه. فبعد ساعتين سينطلق قطاري إلى الرباط. لي موعد غدا زوالا هناك." (قصة الثدي الأيسر) ، وتتوالى المحمولات  التي تقود النص بتنام إلى حدث قد لايتوقعه القارئ  ويجعل  من منطوق النص محمولا كليا ينبغي أن تعاد قراءته في ضوء المعطى النصي الجديد : " هو أيضا لم يكن يدرك أن هذا الجسد، لن يكون كاملا غدا، سينقص الثدي الأيسر.. بمزيج من المرارة فكرت في كل  الرجال الذين بعتهم جسدي. قال الطبيب إنه مجرد سرطان، أننا إذا عالجناه باكرا، قد نتفادى انتشاره في باقي الجسم. قد لا أضطر إذا لبيع جسدي مرة أخرى... " (الثدي الأيسر)

      وإذا كان المتناظران نصيا يدخلان في علاقة تتراوح بين التكامل والتضاد،  فإن هذا يطرد في نصوص أخرى كما في نص "زغاريد للفرح وأشياء أخرى:  " انتهى الحلم  بعد ليال قليلة.. لم تتذمر  حين كان يخر على السرير متعبا.. لشهور ظلت تستقبله متى وكيفما أراد.. علم أنها تتقي به كلام الناس.. كانت على عتبة الأربعين حين اقترح إخوته أن يزوجوه بها." ويدعم هذه الخاصية لدى فاطمة الزهراء الرغيوي ذلك الموقف المحايد للكاتبة إذ تسلم الأصوات السردية حريتها  نطقا أو خرسا ، حوارا أو حكيا بما يتماشى مع النسيج السردي العام ، مما يعطي للقاصة فاطمة الزهراء الرغيوي خصوصية الحكي عن الآخر بضمير ه والحكي عن الذات بضميرها وبينهما تحكي عن الأخر بضمير الذات وعن الذات بضمير الآخر فتبعد عن سردها شبهة السيري والمبتذل والمألوف ، ويمكن لهذه التكاملية أو ذاك التضاد أن يجدا جوابهما في خاتمة نص ( جلباب للجميع):" فكرت، ما الفرق بين رجل وامرأة هنا.. في هذا المكان لا وجود للفواصل.. يتجاورون في صمت وينتظروننا.."

إن مجموعة "جلباب للجميع " بالرغم من كونها الباكورة السردية- إصدارا - للقاصة فاطمة الزهراء الرغيوي فإنها تنبئ بوعيها الكتابي  الذي قد يكون تأسس مع نصها الأول -كتابة- والذي نتمنى له الظهور قريبا ولصاحبته عمرا إبداعيا حافلا، فنصوص فاطمة الزهراء الرغيوي فيها من الخصوصية النسائية ما يغنيها عن التصنيفات وفيها من الوعي الكتابي ما يجعلها كتابة وكتابة مغربية  بلا جلباب تقليدي ولا شبشب أنثوي ولا مساحيق تجميل.

 

                                                                                                      د. جمال بوطيب

7/7/2008


 

اسم المجموعة: جلباب للجميع

الكاتب: فاطمة الزهراء الرغيوي

دار النشر:مؤسسة التنوخي للطباعة والنشر والتوزيع

الهاتف/0021263435827

إدارة النشر: ص.ب. 468 البريد المركزي- المدينة الجديدة- آسفي - المملكة المغربية

 

عدد الصفحات: 61

الحجم: متوسط

الغلاف: لوحة على القماش للفنانة  المبدعة نادية خيالي متضمنة لنص شعري للمبدع د. جمال بو طيب

 

المجموعة تتضمن:

إهداء

تقديم من طرف د/ جمال بوطيب

15 قصة قصيرة

من بينهم نص جلباب للجميع الذي تحمل المجموعة إسمه

 

 

(90)    هل أعجبتك المقالة (79)

اسامة العكال

2018-02-13

جميلة اجمل مادرست في حياتي.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي