أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رئيس الطبابة الشرعية في حلب: مقبرة خاصة بعناصر النظام ومرتزقته المحليين والأجانب

هيئة الطبابة الشرعية أحدثت مقبرتين قرب مقرها بدعم من المحسنين - زمان الوصل

أُسست "هيئة الطبابة الشرعية الحرة" في حلب مع بداية اكتشاف جثث ضحايا "نهر الشهداء" في حي السكري لتكون رديفاً لسلك القضاء والشرطة في خدمة العدالة.

وقال مؤسس الهيئة الخبير الجنائي "محمد كحيل أبو جعفر" إنه رغم الإمكانيات الشحيحة، وعدم وجود دعم يمكّنها من استمرار العمل استطاعت الهيئة أداء دورها على الوجه الأمثل في التعامل مع جثث الشهداء والمدنيين وتوثيقها وحفظها بأكياس حافظة ومن ثم دفنها. 

وأضاف لـ"زمان لوصل" أن مهام الهيئة لم تقتصر على الضحايا المدنيين والثوار بل تعاملت مع جثث عناصر نظام الأسد والعناصر الأجنبية التي تقاتل معه في سوريا وفق ما تقتضيه الشرائع السماوية، مع أن "هذه الجثث تعود لمن كان يفتك بالأطفال والنساء".

وشرح آلية عمل الهيئة فيما يتعلق بتوثيق قتلى نظام الأسد قائلاً: "عند استلام جثة عنصر من النظام أو من الأجانب نحرر ضبط كشف على الجثة يتضمن كل الميزات الفردية الخاصة والعامة له، ومكان الإحضار وزمانه ومن أحضره ومواصفات لباسه، ولون بشرته، ولون عينيه وشعره، ولحيته وطبيعة جسمه".

وتتضمن هذه المعلومات أيضاً –كما يقول أبو جعفر- "توثيق طول الجثة، وفيما إذا كانت تحمل وشماً أو ما شابه، ورقم القبر الذي دفن فيه".

وألمح أبو جعفر إلى أن "فريق العمل يقوم بتصوير جثة عنصر النظام أو غيره من القوات المقاتلة إلى جانبه بعدة وضعيات للوجه والجسم ومكان الإصابة وزمن الوفاة ثم نقوم بحفظ كل هذه المعلومات ضمن برامج أتمتة خاصة وفق المعايير الدولية المعتمدة".

وكشف الكحيل أن "هيئة الطبابة أحدثت مقبرة خاصة بعناصر النظام والشبيحة وجنود حزب الله والإيرانيين وهذه المقبرة –كما يؤكد- "تضم بحدود 150 جثة". وأوضح رئيس هيئة الطبابة الشرعية أن "التعامل مع جثث عناصر نظام الأسد يكون وفق ما هو معروف دولياً، وحسب الإمكانات المتاحة بين أيدينا.

وحول شيوع ظاهرة الدفن العشوائي في أنحاء مختلفة من حلب وريفها وكيف تتعامل الهيئة مع هذه الظاهرة قال الخبير الجنائي أبو جعفر:"نحن نعيش حالة حرب وهناك فوضى في كل شيء، ولكننا قمنا بتوجيه المشرفين على المقابر بضرورة عدم دفن أي جثة إلا بموجب تقرير طبي صادر عن مشفى أو عن الطبابة الشرعية".

وتابع أبو جعفر: "نقوم بين الفترة والأخرى بجولات تفقدية للتأكد من تطبيق هذه التعليمات"، علماً أن هيئة الطبابة الشرعية أحدثت –كما يقول- مقبرتين قرب مقرها بدعم من المحسنين ونقوم بإجراءات الدفن فيهما مجاناً وبدون مقابل".

تفتقر هيئة الطبابة الشرعية بحلب إلى وجود تمويل دائم لها كما يقول رئيسها مضيفاً أن "موظفي وعمال الهيئة قد يبقون شهوراً أحياناً دون رواتب وحينما تدعم جهة ما الهيئة غالباً ما تعطي رواتب ومصاريف تشغيلية".

وألمح أبو جعفر إلى أن هيئته بحاجة إلى تطوير آليات العمل وضرورة دعمها ورفدها بالمعدات اللازمة".
والهيئة -كما يؤكد- "تعمل حالياً بمعدات أولية بسيطة جدا وشبه بدائية"، وتابع محدثنا إن "الهيئة لا تملك الآن سوى سيارة إعارة من مؤسسة "شفق" وهي تعمل على البنزين وهذا مكلف جداً لنا، إضافة إلى كثرة الأعطال وقلة الإصلاح". 

وتعرّض مبنى هيئة الطبابة الشرعية في حلب خلال اليومين الماضيين إلى قصف بالبراميل المتفجرة أدت إلى تدمير سور مبناها الخلفي والداخلي، وتهشيم الأبواب والنوافذ وعطب سيارة نقل الجثث وتدمير الأدوات والمعدات بشكل كامل، بما فيها غرفة التبريد التي تُحفظ فيها الجثث.

وأدى استهداف المبنى إلى ارتقاء الناشط الإعلامي والموثق "حسين ستر" أحد الكوادر النشطة في الهيئة، الذي كان يتأهب للالتحاق بدوامه الصباحي كباقي زملائه فأصيب بشظايا في بطنه وصدره وكتفه أدت إلى وفاته على الفور".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(110)    هل أعجبتك المقالة (140)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي