ألقت الآراء التي طرحها المعارض "ماهر شرف الدين" بحجر كبير جدا في بركة الجدل المستمر حول ما تشهده سوريا، وارتباطه العضوي بـ"الطائفية"، جعلت "شرف الدين" هدفا لهجوم شرس، وصل عند البعض حد تهديده علنا بالقتل.
وفي آخر حلقة من برنامج "الاتجاه المعاكس"، أطلق "شرف الدين" مجموعة من المواقف مسميا الأشياء بمسميات "صريحة"، معلنا أن السوريين يعيشون منذ سنة 1966 (انقلاب حزب البعث)، ما دعاه "حربا أهلية صامتة مع العلويين".
وأثارت مواقف موجة واسعة من ردود الأفعال، بين مصادق على ما ورد فيها، ومهاجم لها ولمن أطلقها شخصيا، وقد ردّ "شرف الدين" على الطرف الأخير، موضحا: "لم ولن أُعادي علوياً لسبب طائفي بل لسبب سياسي إجرامي ارتكبه معظم العلويين في حق بلادي.. أنا غاضب! وما سمعتموه البارحة (في الاتجاه المعاكس) هو مجرّد غضب صادق من إنسان حزين... وليس من إنسان حاقد!".
وتابع: "لن نشفى بالكذب! لن نشفى بالادّعاء والتدليس!، علينا أن نتصارح ونقول الحقيقة!، أنا -بعد 4 سنوات من الذبح الطائفي- صار لديّ مشكلة أخلاقية مع العلويين! في بداية الثورة تعاليتُ على كل ممارساتهم السابقة وكنت صاحب أول دعوة لعدم شيطنتهم! لكنهم هم الذين شيطنوا أنفسهم!، الدم الذي يجري اليوم ثمنه الكذب الذي كذبناه البارحة كسوريين!، علينا أن نوقف حفلة الكذب والتكاذب لنصنع عقداً اجتماعياً جديداً بعد الاقتصاص من القتلة من كل الطوائف... وعلى رأسهم الشبيحة الذين ينتمون إلى طائفتي! سأطالب بتعليق المشنقة للشبيح الدرزي قبل الشبيح العلوي!".
واستدرك "شرف الدين": "لكن النظام علوي، عقله علوي، مصالحه علوية، قادته علويون، بوصلته علوية... كلّ ما فيه علوي!، لذلك دمّر مجتمعاتنا (غير العلوية) حين عوَّم حثالاتنا ووضعهم أسياداً علينا. إذا أردنا لهذا الدم الطاهر أن يتوقف... علينا أن نتوقف عن الكذب أولاً. ما قلتُه البارحة هو ما يقوله السوريون حين يتصارحون!"
وختم: "لا بدّ من أن يملك أحدُنا شجاعة (أو تهوّر) الاعتراف بالحقيقة المرّة: العلوي صار عدواً بسبب ما فعله وليس بسبب دين أو عرق أو معتقد!.. اكذبوا واستمرّوا بحفلة كذبكم... لن أشارككم هذه الوليمة المسمومة أبداً!".
وفي جملة ما أثارته آراء "شرف الدين"، برز ما كتبه السيناريست "سامر رضوان" قائلا: "هجمة شرسة تطال ماهر شرف الدين هذا اليوم.. وكأنه اخترع مجموعة قضايا مسكوت تماماً عنها، وتحدث فيها مخالفاً السرب العاقل، أو ابتدع دستوراً طائفياً جر وراءه ملايين السوريين.. هذا يريد محاكمته وذاك يصدر بياناً ضده، وأولئك يستبصرون خراب البلد بعد حلقته في الاتجاه المعاكس.. لكن بنظرة متأنية أجد أنه ظهّرَ الصورة ليس إلا.. وتحدث بلسان عدد كبير من السوريين (هذه حقيقة).. ولا يصح ضمن العقل النقدي أن نعتبر هذه الآراء ليست موجودة، وبحجبها عن الإشهار يتم خنقُها حقاً.. أنا مع الحديث بها للوصول إلى أقصى درجات التعبئة العقلية.. لأن الأمور إذا لم تذهب للأقاصي لن تحل أبداً، يجب أن نعيد التاريخ ونستمع إلى سعد حداد وأنطوان لحد وبشير الجميل ونبيه بري ووليد جنلاط وحسن نصرالله.. السوريون لا يتعلمون إلا من أكياس دمائهم القادمة على ما يبدو.. فقد أصبحوا شعباً أستاذه الكفن".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية