فيما يترقب موالو النظام في سوريا ولبنان ما بات يعرف بمعركة الحسم في القلمون من قبل ميليشيا حزب الله اللبناني والتي توعد بها أمينه العام في أكثر من مناسبة.
باغت ثوار القلمون أول أمس الاثنين بقيادة "جبهة النصرة" مواقع تمركز مرتزقة الميليشيا في القلمون الغربي في معركة واسعة اعتبرها البعض ضربة استباقية للمعركة المرتقبة.
وأعلنت "جبهة النصرة" أمس الثلاثاء عبر حساب "مراسل القلمون " عن تشكيل "جيش الفتح في القلمون" لخوض هذه المعركة والذي يجمع "المخلصين الصادقين من معظم فصائل القلمون"، حسب البيان دون ذكر تفاصيل إضافية.
وفي أولى ثمار هذا التوحد، اعترفت الميليشيا أمس الثلاثاء بمقتل قائد عملياته في القلمون "علي خليل عليان" على يد الثوار، وذلك بعد ساعات من ولادة "جيش فتح القلمون".
"الفتح المبين" هو الاسم الذي أطلقه الناشطون على هذه المعركة والتي أثمرت في ساعاتها الماضية عن السيطره على 4 نقاط في بلده "الجبة" وقتل 6 من حزب الله، إضافة لاغتنام آليات وذخائر.
وأفاد الناشط ثائر القلموني في حديث لـ"زمان الوصل" بأن "جيش فتح القلمون" تصدى أمس لمحاولة اقتحام من قبل ميليشيا الحزب على محور "عسال الورد"، وقتل خمسة عناصر، مضيفاً بأن "جيش تحرير الشام" -غير المنضوي في جيش الفتح- شارك في معارك القلمون من خلال قصفه الحواجز الموجودة في سهل رنكوس.
ويصف "القلموني" هذه المعركة بالأضخم في تاريخ القلمون الغربي، من حيث مشاركة معظم فصائل الثوار "الإسلامية" والتابعة للجيش الحر، في غرفة عمليات وجيش موحد، ضمن معركة ممتدة من "فليطة" إلى "عسال الورد".
ولا تزال المعلومات شحيحة عن سير وتطور هذه المعركة، فيما أفاد مصدر عسكري لـ"زمان الوصل"، فضّل عدم الكشف عن اسمه، بأن النتائج الأولية للمعركة "مبشرة"، متوعدا "بمفاجآت مزلزلة" لحزب الله، فيما رفض الكشف عن تفاصيل إضافية، في ظل سياسة تعتيم إعلامي واضحه يتبناها "جيش الفتح".
وبالمقابل كثف طيران النظام غاراته الجوية على جرود القلمون الغربي، كما ألقى الطيران المروحي 20 برميلا متفجرا على "الجرود"، إضافة إلى استهداف المدفعية المتمركزة في جرود "بريتال" و"نحلة" مواقع الثوار.
وعمدت الميليشيا منذ أشهر عبر وسائل إعلامها إلى الترويج لمعركه القلمون، حيث اعتبرها الحزب "أم المعارك "وباقتراب موعدها مع ذوبان الثلوج عن جبال لبنان الشرقيه، وتصاعد وتيرة الحديث عنها مؤخرا.
بالمقابل أكدت "جبهة النصرة" عبر مواقعها الإعلامية عن جاهزيتها التامّة للتصدي لأي عدوان، ونشرت صورا تظهر معسكراتها التدريبية في القلمون الغربي ودورات تدريبية لعناصرها على استخدام صواريخ حراريه مضادة للدروع.
ويرى مراقبون في إعلان الميليشيا المتكرر عن المعركة وتضخيم هالتها الإعلامية، سعيا لتحقيق نصر إعلامي ونفسي لمؤيدي نظام الأسد؛ مستندين في ذلك إلى أن معظم مناطق القلمون الغربي هي في الأساس تحت سيطرة النظام والحزب.
فيما شكك الناطق باسم الجبهة الجنوبية الرائد "عصام الريّس" بذرائع ميليشيا حزب الله المعلنة وهي إبعاد خطر "النصرة" عن حدود لبنان، حيث اعتبر "الريّس" أن الميليشيا تسعى إلى تأمين طريق بري سالك يربط الضاحية الجنوبية بمناطق الساحل السوري مرورا بالقلمون وحمص، وكشف "الريّس" في أحد المقابلات التلفزيونية إلى أن الحزب حشد خلال الأشهر الستة الماضية ما يقرب من 1200 مقاتل من جنوب لبنان، إضافه إلى آليات عسكرية وذلك بمعزل عن نظام الأسد تمهيداً لمعركته المرتقبة.
دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية