روى الناشط "أبو جواد الفاعوري" نقلاً عن أسرى من قوات النظام لدى الجيش الحر، حقيقة ما جرى في قرية "اشتبرق"، ومنهم الأسير "ش_ن" الذي سرد معلومات تتعلق بمسؤولية جيش النظام عن مقتل العشرات من عناصره، إذ قال: "عندما تجهزنا للدفاع عن القرية وأخذنا مواقعنا ولم ندع ثغرة يدخل منها الجيش الحر إلى القرية سمعنا إطلاق نار كثيف داخل القرية حوالي الساعة الواحدة ليلاً".
ونقل الفاعوري لـ"زمان الوصل" عن "ش.ن" قوله:"كنت مرابطاً بالقرب من الجسر، فذهبت مع مجموعة من الشبان إلى داخل القرية للاستطلاع ففوجئت بمجموعات من الجيش تدخل المنازل وتطلق النار ثم تخرج".
ويتابع: "انتظرنا في مكان لا يرانا الجيش حتى ذهب عناصره إلى بيوت أخرى وتسللنا ثم دخلنا أحد المنازل التي دخلها الجيش، فوجدنا جميع العائلات قتلى، منهم من قُتل بالسلاح الأبيض، ومنهم من قُتل بالرصاص، ثم دخلنا بيتاً آخر فوجدنا الأمر ذاته.
وأردف: "بدأت الأفكار تتقلب في رأسي، وظننت أن الثوار تمكنوا من دخول القرية من إحدى المناطق، فاتصلت بعدها بمجموعة كانت ترابط في مكان آخر، وانطلقنا للبحث عمن قام بهذه المجزرة ممن كنا نظنهم من الثوار".
وأوضح أنه "في أحد شوارع القرية التقينا بمسلحين وبدأ الاشتباك معهم فسقط 5 من الشبان الذين كانوا معي "شهداء"، وتمكّنا من قتل قسم من المهاجمين، فيما فرّ الباقي".
والمفاجأة - حسب اعترافات الأسير المذكور أن "هؤلاء المسلحين كانوا من الجيش السوري".
وسرد الأسير تفاصيل ما جرى: "بينما كنا نقف بالقرب من أحد المنازل فوجئنا بدبابات الجيش تدخل القرية وتطلق النار عشوائياً علينا وعلى المنازل، ثم تنسحب إلى خارج القرية، ليدخل بعدها الجيش الحر الذي لم يقتل سوى من قاومهم حتى من استسلم لهم لم يقتلوه".
وأضاف الشاهد الأسير أن "من قتل الأطفال والنساء والعجز في قرية اشتبرق هم عناصر الجيش العربي السوري الذي يُفترض أنه جاء ليحمينا".
وأكد أسير آخر يُدعى (م_ا) الرواية نفسها وأردف قائلاً: "أنا شخصياً استجوبت جندياً مصاباً فرّ إلى الحقول بعد الاشتباكات فاعترف أن ضابطه المباشر أمرهم بالقيام بأعمال إجرامية داخل القرية وأن الضابط المذكور أقنعهم أن هذا لصالح الوطن، حيث إن تلك التصفيات ستدين الجيش الحر أمام المجتمع الدولي"، مقراً أنه قتل هذا الجندي بعد أن أقر بفعلته.
وروت أسيرة تدعى (هـ_ا) أن "مجموعة من عناصر الجيش دخلت إلى بيتنا وكانوا يحملون سكاكين بأيديهم، وبدؤوا يقتلون إخوتي وعندما ركضنا أنا ووالدتي اتجاههم أطلقوا علينا النار فماتت والدتي وأصبت في خاصرتي، وفقدت الوعي، فظنوا أنني قد متّ حتى جاء الجيش الحر فتم إسعافي إلى مشفى في أحد منازل جسر الشغور".
واعترفت (هـ_ا) أن "الجيش هو من قام بتصفية الأهالي دون أن تعلم السبب" وأضافت أن "الجيش الحر لم يقتل سوى من قاومهم".
وأكد "أبو جواد الفاعوري" أن "هذه الأعمال الإجرامية التي نفذتها قوات نظام الأسد في قرية "اشتبرق" وفي قرى كثيرة يسكنها بناء الطائفة العلوية، كان الهدف منها إدانة الجيش الحر أمام المجتمع الدولي ليتم تصنيفه على أنه منظمة إرهابية وتكفيرية، وليتم التعامل معه من قبل قوات التحالف الدولي على أنه نموذج مشابه لتنظيم "الدولة الإسلامية"، فيقوم بقصفه بالطيران".
ولفت إلى أن "تلك الأوامر والمخططات يقف خلفها بلا شك "بشار الجعفري" ممثل نظام الأسد في الأمم المتحدة الذي يبحث عن مادة تخدم سيده بشار لطرحها في مجلس الأمن".
وختم محدثنا مخاطباً مؤيدي النظام:"هل عرفتم من الذي يقتل أبناءكم".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية