قالت مصادر خليجية مطلعة على الملف السوري لـ"زمان الوصل"، إن زيارة وزير دفاع النظام السوري فهد جاسم الفريج إلى طهران الأسبوع الماضي، هي أهم مراحل التحول في الصراع الدائر في سوريا.
ووصف زيارة الفريج بأنها الأولى من نوعها إلى طهران، لافتا إلى أن زيارة وزير الدفاع تحدث للمرة الأولى منذ بداية الثورة السورية، الأمر الذي يوحي بانهيار حقيقي لمنظومة جيش النظام.
وتوقع المصدر أن ترتفع حدة المعارك في سوريا بعد الانتصارات التي حققتها المعارضة المسلحة في كل من الشمال (إدلب) والجنوب (درعا)، متابعا: إن إيران لن تترك الأسد يغرق لأنها نهاية الصراع في الشرق الأوسط.
من جهة ثانية، أوضحت مصادر في المعارضة السورية لـ"زمان الوصل" أن الفريج طلب بشكل عاجل وملح من إيران تقديم ما يقارب 4 مليار دولار من أجل دعم الجيش، فضلا عن مساندة الليرة السورية التي هوت مقابل الدولار لتصل إلى حد قياسي 327 ليرة.
وبات واضحا أن نفوذ نظام الأسد بدأ يتراجع في عدة مناطق من سوريا، إذ أشارت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية الأسبوع الماضي أن سيطرة النظام على الجغرافيا السورية تراجعت إلى 25 % مقارنة بالعام الماضي، وهذا يؤشر على بداية انهيار للأسد الذي بات محاطا بخيارات صعبة ما لم يلبِّ الحليف الأول (إيران) طلبات وزير دفاعه.
بالمقابل؛ يعيش الثوار حالة من النشوة والإحساس بالنصر العظيم بعد تحرير إدلب بالكامل والتقدم نحو ريف حماة واللاذقية، بل إن البعض يتوقع في الأيام القريبة المقبلة فتح جبهة القلمون من أجل الضغط على حزب الله اللبناني.
لقد فاجأت الكتائب الإسلامية على الأرض نظام الأسد بالتقدم الدراماتيكي والسريع، وسط تساؤلات عن سبب هذه القوة وهذا الحماس في الاستمرار بالقتال.. وكذلك لماذا هذا التطور الآن.. فماذا حدث.
*عرض زهران علوش
حسب المعلومات الأولية، فإن ثمة تنسيقا تركيا -سعوديا بعيدا عن الأضواء حول دعم المعارضة السورية وزيادة الضغط على الأسد وإيران بالدرجة الأولى. وقد كانت زيارة قائد "جيش الإسلام" زهران علوش إلى تركيا الأسبوع الماضي جزءا من هذا التنسيق.
واللافت في الأمر أن علوش وبعد عودته إلى غوطة دمشق بأسبوع واحد كشف عن تخريج 1700 مقاتل من "جيش الإسلام" مدربين بشكل قتالي مهني، وهذا لا يمكن قراءته خارج سياق زيارته إلى تركيا.
وتشير المعلومات إلى أن علوش التقى شخصيات استخباراتية رفيعة من دول إقليمية، حددت له دورا مستقبليا قريبا في حال نجح الثوار في زيادة الضغط على جيش الأسد في الشمال وفي إدلب وحلب، ومن هنا أيضا يمكن قراءة فتح الثوار لجبهة الساحل.
*هل تكون الثورة ضحية الضغط على إيران
في بداية الشهر السابع من العام 2013 بدأ الثوار بالضغط على جبهة الساحل من الشمال بدعم من دولة خليجية، ولكن سرعان ما توقفت هذه الجبهة بعد وقف الإمداد بالسلاح، في حينها كان الهدف من فتح جبهة الساحل جر نظام الأسد إلى مفاوضات وحل سلمي "مزعوم"، وقد توقف الدعم بالسلاح وسط مخاوف من تعميق الحالة الطائفية.
اليوم تعود جبهة الساحل أيضا بقرار إقليمي، بالتزامن مع تقدم الثوار في أكثر من منطقة، الأمر الذي يضع اللاذقية تحت الحصار من الشمال والجنوب.. ولكن هل المطلوب فعلا الضغط على النظام من أجل فرض واقع جديد ينحصر في الأرض السورية فقط.. أم أن هناك مخططا آخر للضغط على إيران في سوريا والانفراج في أماكن أخرى.. في كل مرة تقع الثورة السورية ضحية المساومات ومحاصصة نفوذ.. فهل يكون تقدم الثوار من أجل تحطيم مراكز قوى النظام .. أم أن شيئا ما يتم تحضيره؟.
عبدالله رجا - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية