أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من كاليفورنيا.. مشروع لإطلاق أسراب طائرات صغيرة تحمل المساعدات الإنسانية للسوريين

سلط تقرير إخباري الضوء على مجموعة من جنسيات مختلفة، تحاول تفعيل وتوسيع إطار مشروع لإيصال مساعدات إنسانية للسوريين، عبر استخدام طائرات صغيرة بدون طيار.

ففي مطار "سكرامنتو" بولاية "كاليفورنيا"، يتجمع عدة أشخاص لاختبار مجموعة طائرات بدون طيار مهيئة لأغراض خاصة. وتضم المجموعة بين أفرادها مولعين بالطائرات بدون طيار، وعددا من اللاجئين السوريين والعراقيين بينهم فتيات محجبات، وكلهم يعملون على مشروع إطلاق طائرات تحمل الألوان: الأحمر والأسود والأخضر والأبيض (الألوان المشتركة لعلمي النظام والثورة).


نقطة تحول
ولدت فكرة المشروع بمبادرة شخصية من الأمريكي "مارك جاكوبسن" 33 سنة، الذي قال إن لقاءه باللاجئين السوريين في تركيا، مثّل نقطة تحول في حياته، بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية.

وأضاف: "أعتقد أن الكثيرين يمرون بأحداث تقع في حياتهم اليومية مرور الكرام دون التفكير فيما يفعلونه على مدار اليوم. أما أن تكون هناك وترى هذا الكفاح الملحمي، حيث الأطباء يخاطرون بأرواحهم من أجل تهريب الإمدادات الطبية، والقصص المتداولة عن هؤلاء الذين كانو يقفون مكتوفي الأيدي وهم يشاهدون أطفالهم يموتون جوعا بالمعنى الحرفي.. لذا تمثل العودة من هناك بعد معايشة تلك التجارب خبرة لا يضاهيها أي شيء آخر في الأهمية".

وأكد "جاكوبسن" أن الهدف الذي يصبو المشروع إلى تحقيقه كبير، وخلاصته "إنهاء استخدام التجويع والحرمان من الإمدادات الطبية كأسلحة أثناء الحروب"، موضحا أنه يطمح وفريقه لتسيير "قوافل" من الطائرات بدون طيار، تنطلق من تركيا إلى داخل سوريا، وتنفذ إسقاطا مظليا لصناديق صغيرة تحتوي على مساعدات في مواقع معينة، وفقا لنظام تحديد المواقع (جي بي إس).

وبعد استكمال المهمة، تعود الطائرات الصغيرة إلى نقاط الإقلاع لتكرر الرحلة مرات عدة، تنفيذا لما يسميه "جاكوبسن" مشروع "أسراب النقل الجوي السوري".

"علي"، سوري ضمن الفريق العامل، يتابع دراسته لنيل الدكتوراة في الهندسة، وقد غادر سوريا قبل بدء الأزمة، فيما لا يزال والده هناك في سوريا، في مكان قريب من "حلب"، لكنه لا يعلم أين يقيم تحديدا.

يقول "علي": "أجد صعوبة بالغة في النوم ليلا طوال الوقت. فلا أستطيع نسيان وجوه الأطفال الذين يتناولون طعامهم من القمامة، لا أستطيع أن أمحو ذلك من ذاكرتي".

ويستكمل، وهو تذرف الدموع، قائلا إنه يشعر بالذنب لأنه بعيد جدا عن سوريا، لكن ما يقوم به في "كاليفورنيا" يعطيه الأمل في أن يفعل شيئا.


مواد بسيطة
تُصنع الطائرات بدون طيار من مواد بسيطة تتضمن ألواح "الفوم" والشريط اللاصق المستخدم في التغليف مع الصمغ الساخن.

وتركز الفكرة على أن تُصنع الطائرات، بأيدي اللاجئين السوريين في تركيا ويزينها أطفال سوريا.

وحتى بعد إضافة قطعة الطيار الآلي والبطارية والمحرك، لا تتجاوز تكلفة صنع الطائرة 500 دولار.

وتحلق الطائرات من هذا النوع دون إحداث ضوضاء، لذا يراهن "جاكوبسن" أن عددا قليلا جدا منها يمكن إسقاطه إذا ما حلقت ليلا.

لكن هناك مخاوف حيال إمكانية وقوع تلك الطائرات في اليد الخطأ، لذا يعكف الفريق تطوير خصائص تمكنهم من تعطيلها حال فقدانها.

واتضح من خلال يوم الاختبار في مطار "سكرامنتو"، أن إطلاق الطائرات يتم بسرعة فائقة، ويمكن إطلاق 30 طائرة في ساعة واحدة مع إمكانية متابعتها بنجاح من خلال جهاز كمبيوتر محمول.

كما أسفر الاختبار عن عودة جميع الطائرات سالمة، بالإضافة إلى استمرار إحداها في التحليق لمسافة 60 كيلو متر.


تحديات
من المتوقع أن تشهد الأراضي التركية الاختبار الأكبر الصيف المقبل، وإذا ما نجح الاختبار، فسوف يبدأ الفريق في مواجهة تحدي التمويل لصناعة عدد أكبر من الطائرات، وبإمكان الفريق المكون من 4 أفراد تصنيع 10 طائرات يوميا.

ولكن التحدي الأكبر الذي يمكن أن يواجه الفريق هو الوضع القانوني للمشروع، فتصدير الطائرات بدون طيار من الولايات المتحدة إلى منطقة تشهد حربا، لابد أن يُحاط بقدر كبير من الحذر في إطار القانون الأمريكي.

كما يشكل طيران الطائرات الصغيرة في المجال الجوي التركي وعبورها الحدود الدولية إلى سوريا وعودتها مرة أخرى تحديا قانونيا إضافيا، ومن هنا فقد تكون موافقة الحكومة التركية من بين المتطلبات الأساسية لإتمام المشروع.

زمان الوصل
(96)    هل أعجبتك المقالة (93)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي