أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رقيب شرطة عسكرية منشق: هذه فصول التعذيب في "227" ورحلة عذاب 4 سنوات

عدد من العسكريين في مشفى 601 - زمان الوصل

-كنّا نحمّل يوميا بالشاحنات من (8-17)جثة لمعتقلين يموتون تحت التعذيب بالفرع 227 وفرع الريف
-16 ألف معتقل في سجن الشرطة العسكرية بالقابون تكتم الضابط المسؤول على أسماء بعضهم
-عند خروجنا من صيدنايا كانوا يحركوننا بألواح خشبية كي لا يقتربوا منا.

روى عسكري منشق حديثا عن الشرطة العسكرية لـ"زمان الوصل" أساليب التعذيب الشيطانية التي تمارس بحق المعتقلين في الأفرع الأمنية التابعة للنظام، وخاصة الفرع (227) وفرع الريف بدمشق وسجن صيدنايا.

وقال الرقيب (ع-س)، المعتقل سابقا بصيدنايا، وهو من قرى ريف حمص الشمالي، إن طرقا وحشية بالتعذيب وغريبة جدا يمارسها عناصر الفرع 227، على المئات من المعتقلين، وكانت عبارة عن تعبئة نصف برميل بالماء ويجلس المعتقل وسط الماء ويجبرون 3 معتقلين آخرين ثقيلي الوزن، ليركبوا فوقه عدة ساعات ولا يستطيع المعتقل التنفس جراء ذلك، وبعضهم كان يختنق ويموت، إضافة إلى طريقة "الشبح" التي تؤدي إلى خلع الكتف من جراء التعليق وفقدان الوعي، وطريقة التعذيب بالكهرباء، حيث يضع المعتقل رجليه في سطل ماء وتوصل أكبال الكهرباء بأصابيع قدميه ويديه ويمرر الجلاد شريط من الكهرباء على جسد المعذّب.

*حمل الجثث
ومضى العسكري المنشق يقول: إضافة إلى التعذيب والتحقيق كانت مهمة العسكريين المعتقلين بالفرع (227) أو فرع الريف حمل جثث الذين يفارقون الحياة من جراء التعذيب من داخل الزنزانات إلى شاحنات تقف بساحة الفرع الأمني، وكان عدد الجثث التي يحملونها يوميا مابين (8-17)جثة أي بمعدل 500 جثة شهريا بكل فرع أمني.

وردا على سؤال "زمان الوصل" عن ظروف اعتقاله قال (ع-س): كنت بالكتيبة (193) بجديدة عرطوز ونتبع للواء (156) بالقطيفة اختصاص صواريخ لونا أرض- أرض حيث يبلغ طول الصاروخ 5 أمتار ووزن الرأس المتفجر 2,5 طن. وحتى تاريخ اعتقالي 2112/1/2م لم يستخدم النظام هذه الصواريخ في قصف المدنيين.

وأشار إلى أنَه اعتقل عندما كان ينسق مع أحد زملائه على الجوال طريقة الانشقاق، وكان ضابط الأمن بالكتيبة يسجّل كل مكالماته وعلى أثرها اعتقل وجيء به للفرع (227) وفرع الريف بمنطقة الجمارك بدمشق وبقي فيهما عدة أشهر حتى أصدرت محكمة الإرهاب حكمها بحقه و سجنه 3 سنوات بسجن صيدنايا.

*57 يوما قرفصاء
وعن أصعب الحالات التي مرّ بها وما هي نوعية الطعام بالمعتقل؟. قال (ع-س):بقيت بفرع الريف (57) يوما بوضعية القرفصاء بسبب ازدحام الزنزانات بالمعتقلين، وعندما صدر بحقي الحكم وتقرر نقلي إلى سجن صيدنايا لم أستطع الوقوف وزحفت باتجاه السيارة التي نقلتنا إلى معتقل آخر وعذاب جديد.
أما نوعية الطعام بالأفرع الأمنية فكانت عبارة عن حبة بطاطا صغيرة لـ معتقلين، إضافة لملعقتين من الرز وقطعة خبز يابسة، أما في صيدنايا فتحسّن الطعام قليلا وصارت حبّة البطاطا كبيرة ولـ3 أشخاص بدلا من 6 وحفلة العذاب هناك تقتصر على الصباح فقط.

*جناح العزل
وأشار الرقيب المنشق إلى أنَ ظروف الاعتقال بسجن صيدنايا (الجناح الأبيض) الذي بقي فيه حوالي العامين أفضل من الفروع الأمنية من ناحية المساحة المخصصة للمعتقل فقط، أما أغطيتهم، فمليئة بالقمل والفسفوس.

وأردف "أصبت بمرض جلدي خطير من جراء ذلك، ونصحني أحد المعتقلين أن لا أذهب إلى جناح العزل، حيث إنَ المرضى الذين يذهبون إلى الجناح المذكور مصيرهم الموت، وقد كان عددهم 53 معتقلا".
ولفت إلى أنَ معظم المعتقلين بصيدنايا والمحكومين بـ10 سنوات فما فوق، مصيرهم الموت، وخاصة بالجناح الأحمر فزملاؤه بالمهجع فقدوا أسنانهم نتيجة سوء التغذية.

وأضاف: عندما صدر قرار الإخلاء كنت عاجزا عن المشي فتم سحبي بحبل من المهجع إلى ساحة السجن وكانت عناصر السجن لا تقترب منا كثيرا ويعتبروننا "نجس"، منوها بأنّهم استخدموا الألواح الخشبية لمساعدتنا بالصعود إلى الباص الذي نقلنا إلى الشرطة العسكرية بالقابون.

*16 ألف معتقل بالقابون
وردا على سؤال أخير "زمان الوصل" عن قطعته العسكرية بعد خروجه من صيدنايا قال الرقيب المنشق: بعد صيدنايا تم فرزي إلى الشرطة العسكرية بالقابون، وهناك طلبوا منا ارتداء البدلة العسكرية بالمقلوب لكي يعرفنا الجميع بأنّنا معتقلون سابقون ومهانون.

وأضاف "وضعوني تحت المراقبة لمدة ثلاثة أشهر وخصصوا لي عسكريا مواليا للنظام لمراقبتي ليلا ونهارا.. ولم يسلموني سلاحا نهائيا، وكان الضابط المسؤول عني واسمه محسن محرز من طرطوس يأخذ منه ومن غيري (15) ألف ليرة شهريا، ويهددهم، إن لم يدفعوا، بالفرز إلى أماكن القتال بريف دمشق.

وأكد بأنّ عدد المعتقلين بفرع الشرطة العسكرية بالقابون بلغ (16) ألفا في منتصف العام 2014م، وكان ذووهم يأتون لزيارتهم فترفع أسماؤهم إلى الضابط، الذي يمنع بعضهم من الزيارة مدّعيا أن أبناءهم غير موجودين بالسجن.

وقال الرقيب إنه في شباط/فبراير الماضي استطاع بالتعاون مع زميل له من حلب الانشقاق عن جيش النظام بعد أن دفع كل واحد 15 ألف ليرة سورية مقابل الحصول على إجازة نصف مزورة، أوصلتهم إلى أهاليهم بحمص وحلب بعد 4 سنوات من العذاب والقتل.

حمص - زمان الوصل
(264)    هل أعجبتك المقالة (318)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي