ودّع المنخفض القطبي "جرجس"، محافظتي حمص وحماه اليوم الجمعة، بأمطار غزيرة جدا، وبرَد، أحيت قلوب المزراعين، وذلك تطبيقا للمأثور الشعبي الذي يقول: "الشتوية بنيسان تحيي الإنسان"، مع تخوّف البعض من موجة صقيع تأكل الأخضر واليابس.
وذكر مزارعون بريف حمص لـ"زمان الوصل"، أنّ الأمطار في مثل هذه الأيام ضرورية جدا لكافة المزروعات، وخاصة المزروعات الشتوية، كالقمح والشعير والبقوليات (حمّص -فول -عدس -جلبانة)، لأنها في فترة أزهار وحمل.
وقال المهندس الزراعي بريف حماه أبو علي لـ"زمان الوصل"، إنّ الشتاء هذا العام مستمر بغزارة حتى في أواخر نيسان/ابريل ،حيث شاهدنا خلال الأيام الماضية، عواصف رعدية، وأمطارا غزيرة جدا في بعض المناطق، ورياح شديدة بلغت سرعتها (65كلم/سا)، وانخفاضا كبيرا جدا بدرجات الحرارة، وهي ظاهرة مناخية لا تحدث إلا نادرا.
وعزا المهندس المهتم بالأحوال الجوية، وتقلباتها المناخية الأمطار الغزيرة والبرد الشديد، إلى منخفض جوي قطبي المنشأ، سمّي "جرجس"، لتزامن قدومه مع أعياد القدّيس "جاورجيوس جرجس"، مشيرا إلى أن الأمطار شملت كافة أرجاء المنطقة الوسطى من سوريا.
وكانت أكبر كمية هطول مطري في قلعة الحصن، بريف حمص الغربي، حيث بلغت (100 ملم)، تلتها بالمرتبة مصياف (75ملم)، وسهل الحولة (70ملم)، أما في مدينة حماه، فبلغت كمية الهطول (45ملم)، وفي البادية تراوحت الهطولات المطرية ما بين (35 -15ملم)، حيث ستساهم هذه الأمطار، في إطالة عمر الغطاء النباتي بالبادية هناك، وتأمين المراعي المجانية لما تبقى من غنم العواس.
وحذّر المهندس الزراعي من حدوث الصقيع ليلا، ومن آثاره السلبية على المحاصيل الزراعية، وخاصة البطاطا والشمندر السكري واللوزيات، وذلك نتيجة تساقط الثلوج على المرتفعات الجبيلة العالية في سوريا ولبنان.
وللتخفيف من الآثار السلبية للصقيع، المتوقّع حدوثه خلال الأيام القادمة، طلب المهندس أبو علي من المزراعين، أخذ الاحتياطات اللازمة، ومراقبة اتجاه الرياح، وإحراق الدواليب ليلا بين الأشجار المثمرة، حتى لا تكون الأضرار كبيرة جدا.
وأكد أن موجتين من الصقيع، حدثتا في مثل هذة الأيام من عامي (1975-1996م)، وقد أدتا إلى إتلاف عدة محاصيل بكاملها، أهمها البطاطا والشوندر السكري، ما أجبر المزارعين بالمناطق المرتفعة، لزراعة محاصيلهم مرة ثانية.
عمرو الحموي -ريف حماه -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية