لعنة "الأسد أو لا أحد" تلحق "غزالي"، معلنة رحيله بخبر مقتضب

كما كان متوقعا منذ فترة، نعى النظام واحدا من كبار قادته الأمنيين، من خلال خبر مقتضب، صدر عن قناة "الميادين" الموالية، واقتصر على جملة واحدة مفادها "وفاة رئيس شعبة الأمن السياسي السابق في الجيش السوري العميد رستم غزالي".
والحقيقة أن "غزالي" ومن خلال جميع التقارير المسربة، ورغم تضارب الروايات فيها، قضى قتلا، ولم يمت في وفاة طبيعية، ليلحق بركب رجال خدموا نظام الأسدين (حافظ وبشار)، ولقوا نفس المصير، أمثال "محمود الزعبي" رئيس وزراء سوريا الأسبق، و"غازي كنعان" وزير الداخلية الأسبق، وهذا الأخير كان سلف "غزالي" في منصب الحاكم الفعلي للبنان، إبان وجود قوات النظام هناك.
وبانتقال "غزالي" إلى عالم الأموات، يطوي النظام -كما تعوّد- ملفات جديدة من الملفات الملغمة، ويهيل عليها ترابا كثيرا، لاسيما ملف اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق "رفيق الحريري"، فضلا عن ملفات القتل والتعذيب والفساد التي أثخن بها نظام حافظ وبشار جسد المجتمع السوري.
وسبق لتقارير وتسريبات أن اتفقت على الوضع الصحي المتدهور لـ"غزالي"، ووقوفه على شفير "الموت السريري"، بعد أن تعرض للضرب والتعذيب الشديد على يد عناصر يتبعون لرئيس شعبة الأمن العسكري "رفيق شحادة".
ومع تضارب الروايات حول أسباب الصدام بين "شحادة" و"غزالي"، فإن نتيجة الصدام كانت واحدة، وهي شطب "غزالي" وإخراجه من الحياة كليا، وليس من دائرة القادة المخابراتيين فقط، وهو قرار لايمكن إلا أن يكون صادرا عن شخص واحد، أو شخصين على الأكثر، أحدهما بشار والآخر شقيقه ماهر.
إذن فقد طويت خدمات "غزالي" وحقبته بخبر عابر وبالغ القصر، لتلحق لعنة مقولة "الأسد أو لا أحد" واحدا من كبار الموالين، الذين ظنوا ومازالوا يظنون أن المعنيين بهذا الشعار المميت، هم فقط أولئك المعارضون للأسد والثائرون على استبداده!
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية