في مثل هذا اليوم 2011/4/22 ارتكب النظام أول مجازره الدموية في ريف حمص الشمالي، وذلك بعد 37 يوما فقط من قيام الثورة السورية.
وسميت المجزرة، التي غابت عن أضواء الإعلام، بمجزرة "الجمعة العظبمة"، على اسم الجمعة الذي اعتمد حينها للتظاهر.
وحدثت المجزرة في وقت لم تجف فيه دماء ضحايا حمص في ساحة الساعة الجديدة، فجر 19/4/2011، حين ارتكبت قوات الأسد واحدة من أبشع المجازر عندما فضت اعتصاما بقوة الرصاص، مخلفة عشرات الضحايا والمفقودين حتى الآن.
وشهدت الحولة بعد ذلك بنحو 13 شهرا، (25/أيار/2012)، المذبحة الأكثر شهرة في الحولة التي قضى فيها 108 أشخاص جلهم أطفال ونساء بينهم من قتل ذبحا بالسكاكين.
وحضرت في اليوم التالي للمجزرة لجنة المراقبين الدوليين، برئاسة "روبرت مود" إلى مكان الجريمة التي اتهم مود والمبعوث الدولي حينها كوفي عنان نظام الأسد بتنفيذها عن طريق جيشه الذي قصف المنطقة ومواليه من القرى المحيطة الذين اقتحموا وذبحوا الأطفال والنساء.
*50 ألف متظاهر
توجه المتظاهرون بعد صلاة الجمعة من كافة بلدات الحولة (الطيبة -تلذهب -كفرلاها)باتجاه دوار الساعة في "تلدو" كبرى مدن الحولة (30كم شمال غرب حمص)..وما إن وصل طلائع المتظاهرين الذين يتبعهم حشد بشري على طول نحو 4 كم، حتى فتحت فرق الموت التابعة للنظام نيران رشاشاتها باتجاه المتظاهرين السلميّن.
يقول ناشطون وناجون من المجزرة في تصريحات لمراسل "زمان الوصل" إن عدد المشاركين بالمظاهرة يقدر بنحو 50 ألف متظاهر، أي ما يعادل نصف سكان منطقة الحولة، وهي أكبر مظاهرة أقيمت بالمنطقة منذ بداية الثورة السورية وحتى الآن.
وأضافوا: ما إن تجاوزت مقدمة المظاهرة دوار الساعة في "تلدو" بعدة أمتار حتى بدأت فرق الموت القادمة من مدينة حمص وعناصر مفرزة الأمن العسكري بإطلاق الرصاص الحي وبكثافة كبيرة جدا على المتظاهرين مباشرة.
ويقول الناشط الإعلامي أبو النور والناجي من المجزرة إن مفرزة الأمن العسكري استقدمت قبل يوم واحد من المجزرة قناصين من الأفرع الأمنية بحمص، وزادت من السواتر والحواجز حول المفرزة، وقد وصلتنا تحذيرات من السكان المجاورين للمفرزة حول نية الأمن العسكري بالقتل، إلا أنّنا لم نأخذ الكلام بجدية لأننا كنا نهتف وقتها "الشعب والجيش يد واحدة".
وأضاف أبو النور قائلا: "وقعت المجزرة حوالي الساعة 2 من بعد الظهر واستمر إطلاق الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين 15 دقيقة وقتل على الفور 6 أشخاص وجرح قرابة 100، جراح بعضهم كانت خطيرة جدا نقلوا على أثرها سرا إلى مشفى البر بحي الوعر بمدينة حمص، ومشافٍ في مدينة حماه فاعتقلتهم الأجهزة الأمنية هناك مع مرافقيهم.
ونوه بأنّ إصابات الضحايا الست كانت قاتلة وجميعها بالرأس، كما جرح العديد من أبناء "تلدو" الذين تصادف وجودهم وقت المجزرة بالشارع الرئيسي أو أمام منازلهم ومحلاتهم التجارية كالصيدلي الشاب ماهر بكور الذي كان أمام صيدليته ولا علاقة له بالمظاهرة..
*أهالي الوعر يحمون الجرحى
يقول أبو مصباح الذي أصيب بجروح خطيرة مع شقيقه بالمجزرة، ونجا بأعجوبة من الموت إن مشافي الحولة لم تجرؤ على علاجنا، فتم إسعافنا إلى مشفى البر والخدمات الاجتماعية بحي الوعر بمدينة حمص، حيث تلقّينا هناك العلاج بأمان بعد أن قام ثوار الوعر بتطويق المشفى ومنع شبيحة النظام وعناصره الأمنية من الاقتراب منا طيلة فترة علاجنا التي استمرت 15 يوما، كما قامت العشائر البدوية التي تقطن بجوار المشفى بدفع فاتورة العلاج كاملة.
وردا على سؤال لمراسل "زمان الوصل" عن نتائج تلك المجزرة قال الناشط الإعلامي أبو النور: دفعت المجزرة عددا من أبناء الحولة المدنيين للهجرة إلى مناطق أخرى من سوريا، وكذلك البلدان العربية لما سببته من حالة رعب عند المدنيين.
وأضاف أن بعض الثوار قاموا بشراء السلاح لحماية المشاركين بالمظاهرات السلميّة، كما دفعت المجزرة أيضا الكثير من أبناء المنطقة الذين كانوا يقفون على الحياد إلى مناصرة الثورة السورية بقوة بعدما شاهدوا ما قامت به العصابات الأسدية بحق المدنيين العزّل.
ريف حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية