استهجن المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في لبنان قرار وزارة التربية اللبنانية اعتبار 24 نيسان/ابريل الجاري يوم عطلة رسمية في الذكرى المئوية الأولى لما يسمى بـ" مجزرة الأرمن".
وقال المجلس في بيان له أمس الثلاثاء "ونحن إذ نعلن استنكارنا لكافة الجرائم التي مرت وحدثت في تاريخ البشرية، نبدي استغرابنا لقرار معالي وزير التربية لتحديد حادثة معينة يدعيها الأرمن والتي هي محل خلاف تاريخي حول حدوثها وأسبابها ونتائجها".
وطلب البيان وزير التربية بالمساواة، من خلال إدراج ذكرى عدة مجازر ومذابح حدثت بحق المسلمين كيوم عطلة، مثل مذبحة دير ياسين 1914، ومجزرة البوسنة 1992 والإبادة في كوسوفا 1995 وصبرا وشاتيلا 1982 و....إلخ.
وتمنى المجلس "ألا يكون هناك استنساب لمرضاة فئة من الشعب اللبناني على حساب فئة أخرى، بالإضافة إلى ما يسببه ذلك من إساءة لعلاقات لبنان بالدول المجاورة والصديقة".
وأثار القرار المذكور إضافة لتصريحات وزير التربية والتعليم اللبناني إلياس بو صعب، بشأن "مجازر الأرمن" في تركيا، ردود فعل منددة، حيث عدَّ علماء وإعلاميون وهيئات شعبية ذلك إضرارا بالعلاقات اللبنانية التركية.
وطالب ناشطون لبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي بإقالة الوزير، متهمين الأخير بالسعي لاستمالة الأرمن الذين يشكلون نحو 3% من السكان، طمعا في الحصول على أصواتهم في الانتخابات البرلمانية بمنطقة المتن التي يترشح فيها بو صعب عن المقعد المسيحي.
وكان بو صعب قال، الاثنين الماضي، خلال حفل تدشين نصب تذكاري لـ"الإبادة الأرمنية": "نعلن أن ذكرى الإبادة الأرمنية في يوم 24 نيسان هو يوم عطلة، لكي نرفع الصوت عاليا، ونوجه رسالة واحدة للعالم أجمع وللمرتكبين بالأمس واليوم بأن ذاكرة الشعوب لا تنسى، وبأن التاريخ لا يرحم".
وفي أول رد فعل لهيئات أهلية لبنانية، أصدرت الجمعيات والهيئات البيروتية بيانا عبرت فيه عن رفضها قرار الوزير، على اعتبار أن هذه "موضع خلاف تاريخي ولا إجماعا وطنيا لبنانيا حول ملابساتها".
وطالبت الجمعيات في بيانها، الوزير بو صعب بـ"حصر هذا القرار بالمدارس الخاصة التي ترغب بذلك، دون التعرض للمدارس الإسلامية والمدارس الرسمية التي تجمع في صفوفها طلابا من أطياف مختلفة".
ورأت الجمعيات في القرار "إساءة للعلاقات التركية - اللبنانية المميزة، وإطاحة بالجهود التركية الرامية لإنقاذ الجنود اللبنانيين الأسرى، وإطلاق المطرانين في سوريا"، مطالبة الوزير بـ"التراجع فورا عن هذا القرار".
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية