"الثورة يدها خضراء" هذا هو الانطباع الأولي الذي يخرج به من يتابع حملة "نغرسها معاً" في ريف حلب التي أقامها تجمّع أنصار الثورة بالتعاون مع المجلس المحلي لمدينة الأتارب ومؤسسة السنكري، وعدد من الفعاليات المحلية والمدنية و"تهدف الحملة لغرس نحو 1500 شجرة في مداخل المدينة وشوارعها الرئيسة والأماكن الحكومية والمنشآت الحيوية لتعويض النقص والضرر الناتج عن قصف قوات الأسد، والذي لا يميّز بين بشر أو شجر أو حجر" كما جاء في بيان الحملة ومن المقرر أن يتم تنفيذها في المناطق المحررة الأخرى".
الناشط مجد مدير المكتب التعليمي في "تجمع أنصار الثورة" أوضح لـ"زمان الوصل" أن"هذه الحملة تأتي في محاولة للحد من فقدان نسبة كبيرة من الثروة الحراجية في المناطق المحررة نتيجة قطع الأشجار التدفئة عليها بالشتاء وبهدف إعطاء صورة جميلة عن البلد رغم الجراح والآلام بزرع الشجرة التي ترمز للخصب والنماء والعطاء".
وأضاف الناشط مجد أن "الهدف من الحملة هو إضفاء روح التشارك في العمل الثوري، حيث شارك العديد من الفعاليات في هذه الحملة، ومنها المجلس المحلي والدفاع المدني الذي شاركنا بالمعدات والأشخاص ومنظمات وجمعيات المجتمع المدني إلى جانب مؤسسة السنكري التي رعت الحملة معنا".
وحول النطاق الجغرافي للحملة أشار الناشط مجد أن هذا النطاق يشمل حالياً مدينة الأتارب بريف حلب كمرحلة أولى مضيفاً أن "هناك خطة لتوسيع الحملة".
وأكد محدثنا أن "الخطة التنفيذية للحملة تتضمن غرس 1500 شجرة منوعة سرو وصنوبر والشجرة الشمسية في مداخل مدينة الأتارب وفي المباني الحكومية والطرقات الرئيسية و المنشآت الحيوية"، مشيراً إلى أنه "تم في اليوم الأول من الحملة دعوة الأطفال الأيتام للمشاركة فيها وذلك في يوم اليتيم العالمي".
وعن فريق الحملة والمتطوعين فيها أشار الناشط مجد إضافة إلى أعضاء التجمع وأعضاء مؤسسة السنكري والمجلس المحلي والدفاع المدني ومنظمات المجتمع المدني في المدينة يشارك في الحملة طلاب المدارس والأطفال الأيتام".
وحول النشاطات الموازية لهذه المبادرة قالت "نوار الشبلي" مديرة مكتب المرأة في "تجمع أنصار الثورة": "هناك حملات توعية من خلال بروشورات يتم توزيعها في الأماكن العامة والمدارس تتضمن أهمية الشجرة وضرورة الحفاظ عليها".
وألمحت الشبلي إلى أن حوالي 80 % من الثروة الحراجية في سوريا تضررت بشكل كبير، مضيفة أن "هناك نقاشات تجري حالياً مع المجالس المحلية في حمص وريف دمشق وريف اللاذقية المحرر لاستكمال الحملة في هذه المناطق التي تعتبر الأكثر تضرراً على صعيد ثروتها الحراجية".
وفيما يتعلق بالتدابير المتخذة للحد من العبث في الغراس التي يتم زرعها وطرق الاهتمام بها أوضحت الشبلي أن "الاهتمام بالغرس يتم عبر التنسيق والاتفاق مع المجلس المحلي عبر سقاية الغراس بشكل مستمر وتوعية الأهالي بأهمية الشجرة والحفاظ عليها".
وتضيف محدثتنا أن "التجمع يقوم بتشكيل لجان من ناشطيه ومتطوعين آخرين لرعاية الغراس الجديدة والاعتناء بما تبقى من أشجار حراجية وأشجار زينة في المنتزهات والحدائق".
وألمحت مديرة مكتب المرأة في "تجمع أنصار الثورة" إلى أن "هناك صعوبات كثيرة تواجه فريق الحملة ومنها صعوبات أمنية، ومالية، ومنها صعوبات تتعلق بالوعي المجتمعي لأهمية الحفاظ على الثروة الحراجية؛ وخاصة في ظروف صعبة للغاية بواجهها ناشطونا في إقناع المواطنين بالابتعاد عن استخدام الأشجار كحطب للتدفئة، في ظل انعدام وسائل التدفئة الأخرى، دون إغفال مسؤولية قوات النظام عن فقدان الثروة الحراجية من خلال القصف والحرائق".
ومن جانب آخر أكدت الشلبي أن هناك صعوبات تواجه التجمع لجهة ضعف إقبال المرأة على المشاركة.
وتستدرك:"نحن نتفهم الظروف المعيقة؛ ولكن لن نستسلم لها وسنحاول دائما تعزيز حضور المرأة في الاهتمام بالشأن العام".
يُشار إلى أن الحملة دخلت يومها السادس وتم فيها غرس حوالي 800 شجرة".


فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية