لقي 4 عناصر لتنظيم "الدولة" مصرعهم الليلة الماضية، جرّاء استهداف مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) لمدرعتهم جنوب رأس العين بريف الحسكة، في وقت دمّر مسلحو الحزب قرية قرب بلدة تل براك.
وأفاد الناشط أحمد العدوان من اتحاد شباب رأس العين، باندلاع مواجهات عنيفة بين تنظيم "الدولة" وعناصر (PYD) في محيط قريتي المدان والمستريحة جنوب مدينة رأس العين أوقعت قتلى وجرحى من الجانبين، وذلك إثر محاولة التنظيم التقدم على محور العالية –رأس العين.
وقال الناشط لـ"زمان الوصل" إن مدرعتين لتنظيم "الدولة" فشلتا في دخول قرية المدان، بعد استهداف الأولى بصاروخ مضاد للدروع وتفجيرها على بعد 700 متر من حواجز الحزب أعقبتها اشتباكات استمرت طوال ساعات الفجر، مشيراً إلى حدوث انفجار ضخم اهتزت له مدينة رأس العين على بعد 15 كم شمال مكان التفجير، الذي أدى إلى مقتل 4 عناصر من التنظيم.
وأضاف الناشط، أن اشتباكات على محور المبروكة -رأس العين اندلعت بين التنظيم والحزب في محيط قرية تل خنزير، اسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين.
وأشار الناشط إلى "أن السكان في قرى غرب رأس العين التي تحول إلى مسرح لمعارك (PYD) مع تنظيم "الدولة"، باتوا في سجن كبير، لا يسمح طرفا الصراع لهم بحرية الحركة ومتابعة أعمالهم، كما يمنعون، في غالب الأحيان، من دخول مدينة راس العين لشراء مستلزماتهم.
ولا تفارق طائرات التحالف الدولي سماء منطقة جبل عبد العزيز ومنطقة الخابور التي تشهد اشتباكات ضارية بين عناصر تنظيم "الدولة" وبين عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي منذ 23 شباط/فبراير الماضي، حيث سيطر التنظيم على نحو 20 قرية قرب مدينتي رأس العين وتل تمر، بعد خسارته لناحيتي تل حميس وتل براك في الريف الشرقي، وفقاً للناشط.
وفي سياق منفصل، أقدمت مجموعات مسلحة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) على هدم وتجريف المنازل في قرية "أم الشوك" بشكل كامل بعد تهجير واعتقال رجالها، ضمن سلسلة من الأعمال الانتقامية ضد القرى العربية التي ينسحب منها تنظيم "الدولة".
وقال الدكتور يعقوب يوسف لـ"زمان الوصل" إن مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي بمساعدة طيران التحالف الدولي، سيطروا قبل مدة على قرى جنوب بلدة تل براك، وحدثت معارك عنيفة بين الحزب والتنظيم في قرى رجم الطفيحي وتل السمن وأم الشوك والهايس وقبور الفاضل، قتل فيها عدد كبير من الطرفين، وخاصة الحزب الكردي.
وأضاف يوسف أن "مسلحي الحزب انتقموا من سكان القرى عقب انسحاب التنظيم، وقتلوا من رفض ترك منزله، ثم دمروا القرى التي خسروا فيها معارك سابقة".
ونشرت وكالة "هاوار" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) يوم الخميس الماضي، شريطاً فيديو مدته 3:33 دقائق على "يوتيوب"، يؤكد روايات النشطاء حول إقدام مسلحي الحزب على تجريف قرية الحسينية قرب بلدة تل حميس بريف الحسكة، مع عدد من القرى الأخرى وتهجير سكانها.
وذكرت الوكالة على موقعها في شبكة الإنترنت، أن منظمة تسمى "مؤسسة عوائل الشهداء" المهتمة بشؤون قتلى عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، نظمت زيارة للعشرات من ذوي قتلى معركة الحسينية في ناحية تل حميس، التي خاضها مسلحو الحزب ضد الجيش السوري الحر في كانون الثاني/يناير عام 2014، وتكبدوا فيها خسائر كبيرة في الأرواح حينها.
وبدأ شريط الفيديو بعرض مجموعة من النساء يقفن أمام لوحة كبيرة معلقة في كازية تل حميس، تضم 32 صورة لعناصر قتلوا في الناحية الواقعة جنوب مدينة القامشلي، وأظهر الفيديو في الدقيقة 1:03 مجموعة من النساء يلتقطن الصور مع إشارات النصر فوق سطح أحد منازل قرية الحسينية (الحسينيات)، وقد أمسى بمستوى الأرض بعد تدمير جدرانه، ثم تنتقل الصورة في الدقيقة 1:41 لتعرض مجموعة من النساء والرجال، وهم يرفعون إشارات النصر خلال الوقوف قرب أكوام من ركام المنازل الطينية تنتصب بينها بعض أشجار الزيتون.
ويؤكد هذا الشريط، ما نفاه مسؤولو (PYD) نهاية شباط الماضي، عن إحراق سبع قرى تقطنها أغلبية عربية في محيط بلدة تل حميس، وتجريف بعضها بشكل كامل، وتهجير سكانها ضمن العمليات الانتقامية التي يقوم بها حزب الاتحاد الديمقراطي، ثأراً لعناصر قتلوا في معارك سابقة في محيط تل حميس.
وتعيش أكثر من 50 ألف عائلة حالة نزوح داخلي عن مناطقها في ريف الحسكة، والتي تشهد اشتباكات مستمرة منذ أكثر من عام على الجبهتين الشرقية والغربية بين حزب الاتحاد الديمقراطي وتنظيم "الدولة".
الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية