عبر دبلوماسيون في مجلس الأمن عن تضامنهم مع شهداء الكيماوي في سوريا عبر الدموع، حين ذرفت عيون هؤلاء الدبلوماسيين أثناء اجتماع مغلق استعرضوا خلاله رواية شاهد عيان عن هجوم بغاز الكلور في سوريا، أسفر عن مقتل مدنيين بينهم أطفال تقل أعمارهم عن 4 سنوات.
ووقع الهجوم في يوم 16 آذار/ مارس الماضي في بلدة سرمين بريف إدلب، نتيجة إلقاء براميل تحتوي غازات سامة من طائرات حربية تابعة لنظام بشار الأسد.
وعُقد اجتماع مجلس الأمن (اجتماع غير رسمي) بترتيب من الولايات المتحدة، التي استدعت طبيبا يُدعى "محمد تناري"، حاول إنقاذ عدد من ضحايا الهجوم.
وعرض "تناري" مقطعا مصورا يظهر وفاة 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين عام و3 أعوام، بالرغم من محاولات لإنقاذهم في مستشفى ميداني نُقلوا إليه مع آخرين عقب الهجوم.
وأسفر الهجوم عن مقتل والدي الأطفال وجدتهم.
وقال الطبيب "تناري" إن العديد من الهجمات المماثلة بالغاز وقعت خلال الشهر الماضي.
واستمع أعضاء مجلس الأمن كذلك لشهادات من "زاهر سحلول"، رئيس الجمعية الطبية الأمريكية السورية، و"قصي زكريا"، وهو أحد الناجين من هجوم بغاز السارين في منطقة الغوطة بضواحي دمشق في عام 2013.
ودعت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، "سامانثا باور"، إلى التحرك لتحديد هوية المسؤولين عن هذا الهجوم ومحاسبتهم، قبل أن تستدرك موضحة أن نظام بشار الأسد هو الطرف الوحيد في الأزمة السورية القادر على استخدام طائرات مروحية لإسقاط براميل متفجرة تحتوي على مواد كيميائية سامة.
وفي الشهر الماضي، تبنى مجلس الأمن قرارا يدين استخدام المواد الكيميائية السامة، مثل الكلور، في سوريا، ويهدد باتخاذ تحركات عسكرية إذا ارتُكبت انتهاكات أخرى في هذا الصدد.
وفي كانون الثاني/يناير، توصلت منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية "بدرجة كبيرة من الثقة" إلى أن غاز الكلور استخدم كسلاح في هجمات بالبراميل المتفجرة في 3 قرى سورية العام الماضي، وهو ما أسفر عن مقتل 13 شخصا.
وكان رئيس الولايات المتحدة "باراك أوباما" قد حذر نظام بشار الأسد من تجاوز ما سماه "الخط الأحمر" واستخدام الكيماوي ضد المدنيين، لكن بشار تجاوز "الخط" مرارا، بل ومسح هذا الخط بارتكابه مجزرة الغوطة التي وقعت في آب/أغسطس 2013، وراح ضحيتها قرابة 1500 شخص، نتيجة قصف مكثف بالغازات السامة.
وقد توقفت ردة فعل واشنطن على هذه المجزرة عند حد عقد صفقة مع النظام، يسلم بموجبها المواد الكيماوية الخطيرة، مثل السارين والخردل، فيما يبقى محتفظا بالكلور الذي يكفيه لقتل ما تبقى من السوريين.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية