أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حملة "طفل لا مقاتل".. زج أكثر من 20 ألف طفل في أتون الحرب السورية

بوستر حملة "طفل لا مقاتل" - ناشطون

أطلق "تجمع أنصار الثورة" حملة بعنوان "طفل لا مقاتل" يطالب فيها جميع الأطراف العسكرية في سوريا بالكف عن تجنيد الأطفال بعد أن وصل التجنيد إلى أرقام خيالية مرعبة.

وانطلاقاً من أن "مكان الطفل الحقيقي هو مقاعد الدراسة فقط وليس جبهات القتال" -كما جاء في بيان الحملة-. 

ولاتتوفر أرقام دقيقة لعدد الأطفال الذين تم تجنيدهم في الحرب على مستوى سوريا، لأن "أغلب الفصائل إن كانت تتبع المعارضة أوالنظام تخفي الأعداد الحقيقية"-كما يقول مدير مكتب الحملات في "تجمع أنصار الثورة" الناشط "سليم قباني".

ويؤكد قباني لـ"زمان الوصل" أن فريق الحملة نفذ استطلاعاً في الرقة ودير الزور وحلب والمناطق الساحلية، أظهرت نتائجه أن هذه الأعداد هي أكثر من 20 ألف طفل، ويتم التركيز غالباً على الأعمار مابين 7 سنوات الى 16 سنة بالنسبة للفصائل المتشددة كـ "تنظيم الدولة" أما بالنسبة للنظام فهم من أعمار الـ 14 إلى 17 وأحد هؤلاء الأطفال طفل لا يتجاوز السادسة من عمره يُدعى "أبو دجانة" يشغل مهمة رئيس الأمنيين لدى "والي البركة" أي– الحسكة- بحسب ما نقل أحد أعضاء فريق الحملة-.

وحول أهداف هذه الحملة والغاية منها قال قباني إن "هذه الحملة ليست جديدة، ولكنها أصبحت ملحة جداً نظراً لانتشار ظاهرة تجنيد الأطفال من قبل فصائل معارضة وفصائل تتبع للنظام أيضاً.

وشهدت هذه الظاهرة –حسب قباني- تجنيد عدد كبير من الأطفال وإدخالهم في دوامة حرب دموية لا تُبقي ولا تذر، وبهذا التجنيد قد نخسر جيلاً كاملاً من أطفال سوريا بتشربهم أفكار الحرب والعنف".

وأوضح قباني أن "هذه الحملة ليست موجهة للأطفال الذين يُجندون، بقدر ما هي موجهة لآباء هؤلاء الأطفال فهم –كما يقول- "من يسمحون لأطفالهم بالالتحاق بالفصائل المتقاتلة على الأرض وزجهم في أتون الحرب".

وأشار الناشط قباني إلى أن "من أهم أسباب شيوع هذه الظاهرة السلبية المال، فعند الفصائل التي تتبع للنظام يلتحق الأطفال دون 17 سنة من أعمارهم من أجل الراتب والإغراءات التي تُقحم في عقول الأطفال وأذهانهم كالسلطة والدفاع عن الوطن".

أما بالنسبة لبعض فصائل المعارضة المتشددة وليس كلها –كما يقول محدثنا- فهي تعتبر أن على كل طفل جاهز الجهاد، لأن الجهاد فرض عين وهو واجب على الكبير والصغير، وللأسف هذه الأفكار أقنعت الآباء فأرسلوا أطفالهم للجهاد، ومنهم من يقول عن هذا الفعل إنه تضحية للثورة أو للوطن أو للدين".

ويتم اختيار صغار السن بالنسبة لهذه الكتائب والفصائل غالباً لما يمثلونه من طاعة عمياء، وسهولة توجيههم عقلياً وفكرياً للقيام بعمليات انتحارية كالمفخخات والاقتحامات، علاوة على سد النقص في العنصر البشري"، ويورد قباني قصة الطفل "محمود" 12 سنة الذي التحق بتنظيم "الدولة"، منذ أشهر فتم إرساله في عملية انتحارية في "رأس العين" -شمال سوريا- ضد حزب العمال الكردستاني، وقبل أن يقدم على العملية سأله أحد فريق حملتنا عن دوافعه لتفجير نفسه فأجابه إن الهدف هو الذهاب إلى الجنة وأن في هذا العمل نصرة للإسلام". 

وفيما يتعلق بتبعات تجنيد الأطفال الصغار والنتائج السلبية لهذه الظاهرة أوضح عضو تجمع أنصار الثورة أن "من أهم تبعات هذه الظاهرة السلبية نشوء جيل كامل على العنف، وتأثير هؤلاء على أقرانهم في العمر، وتعريض حياتهم للخطر مما يؤدي إلى تدمير جيل كامل، كان يعول عليه في بناء سوريا المستقبل، وتفكك الأسر وهذه تؤدي إلى عدم اندماج الطفل فيما بعد بالمجتمع".

وفيما يتعلق بوسائل الحملة وطرق إيصالها قال الناشط قباني:"يقوم تجمع أنصار الثورة بتوزيع "بروشورات"وتنظيم ندوات توعية للآباء" في بعض مناطق إدلب وحمص ومسرابا والقابون، مضيفاً أن "المرحلة القادمة في حال تحقيق نتائج إيجابية من المرحلة الأولى سنقوم بإنشاء مدارس في المناطق النائية والمناطق التي ليس فيها مدارس، وسنسعى لإنشاء مراكز دعم نفسي".

ويوضح المصدر أن نشاطا دعائيا يرافق الحملة من خلال "السوشيال ميديا"، ومن ضمنه توزيع البروشورات والبوسترات في بعض المناطق بريف حمص الشمالي، على أن يتم توسيع الرقعة الجغرافية في المراحل القادمة.



فارس الرفاعي - زمان الوصل
(101)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي