"كنت ذاهبة إلى النوم، عندما رأيت صورتها وقرأت قصتها، شعرت برغبة عارمة لأن أفرغ ما بداخلي من حزن وغضب على الورق، أصابتني رحاب العلاوي بالأرق فأمسكت عود فحم وورقة، لم ترُق لي فكرة نشر صورتها الحقيقية حفظا لكرامتها ومراعاة لحزن أهلها، أردت التكلم عنها بشكل رمزي يعرض قضية رحاب وبقية المعتقلين الذين سبقوها، دون أن أنتهك حرمات موتهم".
هكذا تقول الفنانة بتول محمد التي أعادت لها صورة الشهيدة رحاب العلاوي، شغفها بالرسم، -حسب وصفها- فهي هاوية للفن أبعدتها الحياة عن الرسم وأعادتها له صورة الشهيدة العلاوي.

وما يواسي بتول أن والدة الشهيدة رحاب شكرتها عبر صديق مشترك ﻷنها رسمت ابنتها، وكذلك أخبرها الصديق المشترك أن والدة الشهيدة لاتحتمل النظر إلى صورة ابنتها وهي شهيدة، لذلك فإنها تنظر إليها في لوحة بتول.
وتقول بتول لـ"زمان الوصل": عندما رأيت صورة رحاب تساءلت ماذا لو كانت أختي أو قريبتي أو صديقة حميمة لي؟ ماذا لو كنت أنا مكانها؟ كيف هو شعور أمها وأهلها عندما وصلتهم الصورة بعد عامين على اعتقالها؟ كم ألف رحاب يعانين تحت الأرض الآن ولا يُعرف عنهن شيئاً؟
وتصف بتول المشاعر التي اجتاحتها وهي تتمعّن بوجه الشهيدة وتعيد رسمه: النظر في وجه شهيد يخلق مزيجاً من الحزن والغضب والعجز والانكسار والقهر وأيضاً الفخر، كل تلك المشاعر حاولت صبها على الورق.
وتحكي بتول محمد إن الشهيدة رحاب أخبرتها وهي ترسمها، أن معاناتها وبقية المعتقلين تستحق أن تُكافأ بالنصر.
وتتابع محمد: رحاب مرآة ننظر فيها إلى أنفسنا فنرى تقصيرنا وعجزنا، هي جرس إنذار يدعونا إلى توحيد الصفوف من أجل من يضحون بحريتهم وأحلامهم وأرواحهم من أجل حريتنا وأحلامنا.
لمى شماس - اسطنبول (تركيا) - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية