أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"السوري لما بيطفش"..رحلة لاجىء من مجاهل إفريقيا إلى بريطانيا

بادي

روى لاجىء سوري أطلق على نفسه اسم بادي رحلة لجوئه إلى بريطانيا التي قطع خلالها مسافة 16367كم استغرقت 306 أيام، ودفع خلالها ما قيمته 25 ألف يورو.

وروى بادي في برنامج وثائقي أنتجته قناة "bbc" العربية بعنوان "السوري لما بيطفش" كيف هرب من سوريا إلى مصر، حيث تواصل مع مهرّب وعده بتهريبه إلى بريطانيا.

وقال بادي إن المهرب أصدر له جواز سفر ألمانيا مزورا، وعليه ختم دخول إلى تركيا وخروج منها، ومن ثم دخول إلى مصر والخروج منها تالياً.

وروى بطل الرحلة أن المهرب وبعد الكثير من المراوغة قال له إنه حجز له إلى غانا، مضيفا: "بدأت أبحث عن غانا التي لم أسمع بها من قبل على الخريطة فـ" طلعت بآخر ملك الله وماحدا بيعرفها".

وأردف ساخرا:"اتضح لي أن غانا دولة راقية جداً ولا أحد يدخل إليها إلا بفيزا وفيزتها صعبة المنال".

أرسل المهرب الدعوة بالاسم المدون على الجواز المزور -كما يقول بادي- وطلب منه أن يخرج من مصر بـ"الباسبور السوري" وعندما قال له أن الاسم في ورقة الدعوة مختلف عن اسم الجواز قال له باللامبالاة "زبط ورقة مثلها" بمعنى "زوّرها".

ويتابع بادي إنه قال للمهرب متهكماً:"نحنا المهربين أو أنت" وأردف بادي بخفة دم سورية: "أمضيت في الطائرة من مصر إلى غانا 7 ساعات رغم أن الطيار كان شادد مو ع مهلو". 

وبعد دخول بادي إلى غانا بدون أختام أو تدقيق واجهه -كما يقول- الكثير من المواقف الغريبة والطريفة في آن معاً وأولها أنه اكتشف بأن المهرب كان يعمل ضابطاً في مطار غانا، وبعد أن نام صاحب القصة في الفندق عدة أيام نفذت الأموال التي بحوزته فاضطر للجلوس في الطرقات بـ"طقة الشمس" -حسب وصفه.

وبعد ساعات اتصل به المهرب طالباً منه الركوب في تكسي والمجيء إلى "توغو" وكان يظن أنها قريبة "شغلة ساعتين" -كما يقول- ولكن اتضح أنها تقع في دولة أخرى.

واستدرك بسخرية: "أنا متأكد من أن أهل غانا لم يسمعوا بتوغو فهي بمجاهل افريقيا كما يقولون". 

في توغو بدأ "بادي" كما يروي البحث عن إدارة الهجرة فاكتشف أنها عبارة عن كشك خشبي صغير إلى جانب أحد الطرق، وهناك كما يقول أعطاه شخص ورقة طالباً منه أن يملأها بالبيانات المطلوبة.

ويتابع: "كان هناك توقيع في آخرها وكان المهرب قد وضع توقيعاً صعباً "بدو منجم أعمى ليجيبو" -حسب وصفه- وهنا سأله الموظف عن سبب اختلاف توقيعيه الجديد عن القديم، فقال له إن هذا توقيعي الجديد".

ويستطرد أن الموظف المذكور "شطب التوقيع الجديد وطلب مني أن أعيد التوقيع القديم فرسمته بصعوبة بالغة". 

وبعد ذلك يصف بادي الحياة الصعبة في توغو حيث "الطين أو الغبار الذي يختلط بعرق سكانها سماكته 2 سم وانتشار الجرذان بشكل مخيف وحشرات الناموس الضخمة"، وفي مطار توغو اكتُشف أمر بادي بسبب جوازه المزور فقُبض عليه وسُجن -كما يقول- وبعد أن أمضى 30 يوماً هناك أطلق سراحه ورُحّل إلى مصر.

وروى بادي رحلته الماراثونية فيما بعد من مصر إلى تركيا إلى اليونان وفرنسا وايطاليا مضيفاً وهو يبتسم "موعرفانين أنو نحنا جايين من عند بشار الأسد إذا ما انشبحنا ما بنحكي".

وبعد أن وصل بادي إلى بريطانيا ومنح حق اللجوء لحقت به زوجته وابنتهما التي تبلغ من العمر خمس سنوات".



فارس الرفاعي - زمان الوصل
(106)    هل أعجبتك المقالة (132)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي