أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شاب سوري يحاكي أرواح ضحايا التعذيب في سوريا

اتخذ هيئة الضحية تحت التعذيب كنوع من "محاكاة الروح" لمنع تحول الضحايا إلى أرقام

اختلفت أساليب وطرق الاحتجاج على جرائم تعذيب المعتقلين ممن نُشرت صورهم المسربة على مختلف قنوات وشبكات التواصل الاجتماعي، من الكلمة إلى التعبير بالريشة واللحن.

أما الشاب السوري الذي أطلق على نفسه اسم (Imranovi) خوفاً من أن يتحول إلى ضحية جديدة من ضحايا جلادي العصر، فاختار التعبير الصامت واتخذ هيئة الضحية تحت التعذيب كنوع من "محاكاة الروح" لمنع تحول الضحايا إلى أرقام.

وقال (Imranovi) لـ"زمان الوصل" إن استخدام نفس صورة الشهداء مع ورقة الرقم كتجسيد للموت أو المعاناة لم يعد يؤثر حالياً بالناس، نتيجة كثرة الصور وكثرة الشهداء، وما قمت به شخصياً هو إقران ورقة الموت مع شخص حي، وهذه الطريقة في المقارنة بين متضادين -كما يقول- تؤثر بالمتلقي أكثر". 

وحول مدى تأثير هذه الفكرة لدى من تابعها من المتلقين أوضح (Imranovi) أن التأثير كان على خلاف توقعاته مضيفاً أن "هناك عددا كبيرا من المتجاوبين الذين حذوا نفس الخطوة، وتفاعلوا مع التجربة من خلال تجسيدها، وهناك من دعا لحملة تضامن مع الشهداء بالطريقة نفسها".

وتمنى صاحب الفكرة أن يكون هناك تجاوب وتأثير من قبل أشخاص يملكون القدرة على إيقاف التعذيب. 

(Imranovi) الذي يعمل في تصميم الرسوم المتحركة أوضح أنه اختار هذا الأسلوب الصامت لإيصال رسالة حول جرائم التعذيب لأنه الأسلوب المتاح حالياً، حسب تعبيره.

وفيما إذا انتابته هواجس أو خواطر ما أثناء وبعد تنفيذ فكرته وهل عايش على المستوى النفسي عوالم ضحايا التعذيب قبل إعدامهم، أشار محدثنا إلى أنه صوّر الفكرة بمجرد أن خطرت بذهنه، معتبراً أن "هذه الفكرة هي دعوة للتذكير بالضحايا والتفاعل لتنفيذها على المستوى الجمعي"، مضيفاً أن "تحول الضحايا إلى مجرد أرقام في لعبة الحرب هو"نعوة" للإنسانية ورثاء لغياب الضمير الإنساني، وهذا الأمر تالياً هو "تعبير صارخ عن قبح الواقع الذي نعيشه". 

وحول اعتماد أعماله الفنية الأخرى على مبدأ المفارقة والإدهاش ومالذي يهدف إليه من خلال هذه الأعمال ألمح الفنان الشاب أن "الهدف هو إيصال الفكرة بشكل فني يجمع بين رمزية شيئين أو أكثر، ويمكن أن يعبر هذا الأمر بشكل مباشر عن الواقع ولكن هذه الطريقة -حسب قوله- لا تختلف كثيراً عن نشرات الأخبار المملة".

وأردف الفنان الشاب موضحاً:"عندما أقلد الواقع وأصمم شيئاً مشابهاً له ففي هذه الحالة لا أختلف عن نشرات الأخبار، ولذلك أسعى لإضافة شيء فني على الواقع لجعله ذا قيمة إضافية". 

درس (Imranovi) الأدب الإنكليزي وأتقن العديد من برامج التصميم التي ساعدته في تجسيد أفكاره وإيصال رسالته الفنية، وبعد الثورة بدأ بتوجيه أفكاره، فيما يخص الواقع بشكل مباشر.

ويشرح ذلك قائلاً: "بسبب الثورة تمكنت من توجيه غايتي لشيء بعيد عن نفسي، ويشمل الناس لا أرقام الموت العشوائية". 

وفيما إذا كان اللجوء لهذا النوع من الاحتجاج على ضحايا التعذيب من الممكن أن يُفقد التوثيق مصداقيته أوضح محدثنا أن"التوثيق باستخدام الأرقام بهذه الطريقة المهينة غير مقبول".

وأردف إن "مهمة الموثقين تنتهي عند هذا الحد، وتأتي مهمة القادرين على استغلال ما حدث لجذب الانتباه، وتوجيه الرأي العالمي لتغيير بعض وجهات النظر بأي وسيلة للاستفادة من تأثير صور التعذيب على الأحداث في المستقبل.




فارس الرفاعي - زمان الوصل
(99)    هل أعجبتك المقالة (114)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي