أظهر شريط فيديو بُث على شبكة التواصل الإجتماعي طفلة سورية لم تتجاوز الخامسة من عمرها وهي في حالة من الخوف والهلع الشديدين، أمام عنصر أمن تركي، وتتمسك بأقدام المارة وهي تحمل كيساً فيه محارم ورقية صغيرة وتبكي قائلة لإحدى المارات:"الله يوفقك يا آنسة".
وتستمر بالبكاء ليقوم عنصر الأمن بحملها وحضنها، وفي مقطع آخر بدت الطفلة وهي تقبل يدها وتضعها على رأسها كناية عن الندم، وسط ذهول الأشخاص الذين أحاطوا بها، والذين بدوا أنهم يحاولون تهدئتها ومساعدتها على التخلص من الخوف والهلع الذي انتابها دون جدوى.
وبدا واضحاً أنها شاهدت حالات للقبض على أطفال يعملون في الشوارع من قبل الشرطة التركية.
وفي مقطع آخر يظهر عدد من عناصر الشرطة وهم يحيطون بها ويرطنون باللغة التركية، ولا تكف الطفلة عن البكاء رغم محاولاتهم تهدئتها بشتى الطرق، يقوم عنصر شرطة من بينهم بحمل الطفلة المذعورة وإدخالها إلى سيارة حكومية انطلقت بها إلى جهة غير معلومة.
وفي مقطع تالٍ من الشريط تظهر والدة الطفلة مع أخ لها وهي تمسح على رأسها وتهدىء من روعها، ويقول لها عنصر الشرطة: "هل أتيتم من سوريا" ويسمع صوت امرأة مسنة وهي تقول:"رعبتوها للبنت" ثم يظهر شاب عرّف عن اسمه بـ "كدرو نوارة" اتضح أنه والد الطفلة بائعة المناديل.
وعائشة وهو اسم الطفلة كما اتضح من الشريط لاجئة لم تتجاوز الخامسة من عمرها هربت من الحرب مع عائلتها، واستقرت في أضنة، وكانت تبيع المناديل الصغيرة التي تستعمل في الجيب عند إحدى إشارات المرور قبل أن يعثر عليها الأمن التركي وتتوسل إليهم أن يتركوها في مشهد إنساني مؤثر، وهي واحدة من آلاف الأطفال السوريين الذين اضطرتهم ظروف اللجوء والحاجة إلى ممارسة أعمال لم يعتادوها في بلادهم.
ورغم ذلك يبقى مصير "عاشة" أفضل من ابنة بلدها "فاطمة" اللاجئة التي كانت تبيع الزهور في صيدا قبل أن تدهسها سيارة عابرة لتقضي نحبها منذ يومين.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية