أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مصادر لـ"زمان الوصل": مبادرة لحقن الدماء وانسحاب "الدولة" من اليرموك

انتشار مقاتلي التنظيم داخل الحجر الأسود - من أرشيف زمان الوصل

شن تنظيم "الدولة الإسلامية" اليوم الأربعاء هجوما واسعا على مناطق نفوذ "كتائب أكناف بيت المقدس" في مخيم اليرموك، انتهت بسيطرة التنظيم على مساحات واسعة في المخيم، وذلك بعد اشتباكات دامية بين الطرفين.

وقال مراسل "زمان الوصل" في دمشق بأن تنظيم "الدولة" الذي يتخذ من "الحجر الأسود" معقلا له، سيطر على مناطق واسعة في "مخيم اليرموك"، وذلك بعد هجوم مباغت شنه مسلحو التنظيم في الساعة 11,30 من صباح اليوم، مستهدفا مراكز ومناطق نفوذ "كتائب أكناف بيت المقدس" في المخيم.

ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، انتهت بسيطرة التنظيم خلال أقل من ساعة على كل من شارع الـ"15" و"الجاعونة" و"العروبة" و"التقدم" وباقي أحياء المخيم وصولا إلى مسجد "فلسطين" الذي يعتبر قلب المخيم.

وأشار المراسل إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل العديد من الطرفين عرف منهم 4 من التنظيم.

كما قضى خلالها الإعلامي جمال خليفة والناشط الإغاثي عبد اللطيف الريماوي.

وتمكنت كتائب الأكناف من أسر 6 عناصر من تنظيم "الدولة".

كما قام تنظيم "الدولة" بنشر الحواجز والقناصين على مداخل الأحياء وفرضوا حظرا للتجوال.

وباشر عناصر التنظيم بتمشيط هذه الأحياء التي استولى عليها بحثا عن عناصر "للأكناف" الذين بدورهم تراجعوا إلى شمال المخيم.

وأفاد مصدر مسؤول في تنظيم "الدولة الإسلامية" في حديث لـ"زمان الوصل" بأن هذا الهجوم يأتي ردا على ما وصفه "تمادي الأكناف بحق الدولة الإسلامية" وذلك بسبب استمرار كتائب "الأكناف" باختطاف عناصر للتنظيم، والتي كان آخرها خطف "الأكناف" لنحو 20 من "رعايا الدولة" أمس الثلاثاء في مخيم اليرموك-حسب قوله.

ويذكر أن تنظيم "الدولة" توصل توصل نهاية شهر آب/ أغسطس من العام الماضي إلى ما يشبه اتفاق غير مكتوب لوقف إطلاق النار مع كتائب وتشكيلات الجيش الحر ومن بينها "الأكناف"، وذلك بعد معارك دامية استمرت لأسابيع بين الطرفين، لتنتهي ببسط التنظيم سيطرته الكاملة على مدينة "الحجر الأسود".

واستمرت بعد ذلك الأجواء المشحونة بين الطرفين، لتستمر معها عمليات الخطف والخطف المتبادل، وبشكل كبير بين كل من الأكناف والتنظيم.

وشهدت معارك اليوم استنفارا واسعا لكافة الفصائل في منطقتي المخيم والتضامن، حيث قام الجيش الحر في "حي التضامن" –الذي أخذ موقف الحياد- بالانتشار على مداخل المخيم لمنع دخول أي طرف من الأطراف المتنازعة إليه، خوفا من امتداد لهيب الاقتتال إلى الحي.

وفي الوقت نفسه نأت "جبهة النصرة"- ذات الثقل في اليرموك- بنفسها عن الاقتتال الحاصل، وانتشر عناصرها على مداخل المخيم وفي مداخل الحارات، في سعي منها لكبح تدهور الوضع الأمني.

وكشفت مصادر خاصة لـ"زمان الوصل" عن مبادرة لحقن الدماء تقدم بها كل من "النصرة" و "أحرار الشام" لنزع فتيل الاقتتال، وتنص هذه المبادرة في بعض بنودها، على تعهد كتائب الأكناف بإطلاق سراح جميع أسرى عناصر التنظيم لديه والتعهد بعدم التعرض لأي من عناصره مستقبلا، مقابل انسحاب تنظيم "الدولة" وعودته إلى "الحجر الأسود".

وبالتزامن مع هذه التطورات، كثف نظام الأسد من قصفه لأحياء اليرموك والتضامن والحجر الأسود بعشرات قذائف الهاون والمدفعية.

وانخفضت مساء اليوم حدة الاشتباكات بين الطرفين مع احتفاظ كل طرف بمكانه، وتشهد أحياء في اليرموك حربا حقيقية، بالتزامن مع توقف الحياة داخل شوارع وأسواق اليرموك، حيث ينتشر المسلحون الملثمون بأعداد هائلة، في أزقة وشوارع اليرموك فارضين حظرا للتجوال، الأمر الذي حال دون رؤية واضحة لما آلت إليه جميع التطورات الميدانية ومعرفة أعداد الضحايا بشكل موثق.

أبو عبدالله الحوراني -دمشق -زمان الوصل
(141)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي