قال أمير جبهة النصرة "أبو محمد الجولاني" إن جبهة النصرة تؤكد عدم حرصها على حكم مدينة إدلب أو الاستئثار به دون غيرها من الفصائل، منوها بأن "الشورى خير نظام حكم أمرنا الله به"، وهي تهدي الناس لأصوب الآراء.
وفي كلمة صوتية له بعنوان "نصر من الله وفتح قريب"، نشرت اليوم الأربعاء واستمعت إليها "زمان الوصل"، طالب "الجولاني" بالحفاظ على الممتلكات والخدمات والمرافق العامة، داعيا الموظفين للعودة إلى أعمالهم في القطاعات الخدمية كالصحة والكهرباء والمياه والمخابز والنظافة وسواها.
ونوه أمير النصرة بضرورة الاستفادة من الطاقات والكوادر الموجودة داخل مدينة إدلب، و"إنزال الناس منازلهم"، أي تقدير كل صاحب مكانة حسب مكانته، مؤكدا على أهمية إنشاء محكمة شرعية تقضي بين الناس وتفض الخصومات، حتى ولو كانت تلك الخصومات قد مضى عليها عشرات السنين، لأن "الحق لايسقط بالتقادم"؛ أي بمرور فترة معينة من الزمن.
واقترح "الجولاني" تشكيل لجنة إشراف من الفصائل المختلفة لتنظر في احتياجات أهل إدلب، وتتولى كذلك محاسبة المقصرين في صفوف من تسند إليهم شؤون المدينة، إن بدر منهم تقصير.
ودعا "الجولاني" جيش الفتح إلى الإبقاء على توحدهم لإكمال المعارك، في مختلف مناطق سوريا لإنقاذها من النظام، مذكرا المحاصرين بفضيلة الصبر وما ورد في السيرة النبوية من مواقفه، ومنتقدا من وسوس لهم الشيطان ليسلكوا درب "المصالحات الوطنية" مع النظام.
كما أشاد "الجولاني" بموقف أهل إدلب واستقبالهم الحافل للمقاتلين، واعدا الأهالي بـ"عدل شريعة الله التي تحفظ دينهم ودمائهم وأعراضهم وأموالهم وتصون عزتهم وكرامتهم.. وتسهر على أمنهم".
واعتبر أمير النصرة أن "ريح النصر التي هبت في الشام" تثبت أن السعي وراء الغرب ودول الإقليم "سعي خلف السراب"، فالنصر يأتي باتباع أوامر الله والتفاف الناس حول المجاهدين الصادقين، حسب تعبير "الجولاني"، الذي أوضح أن مهمة الحفاظ على النصر أشد من مهمة تحقيقه لكثرة "الأعداء المتربصين" المراهنين على فشل وخلاف وسوء إدارة المجاهدين.
واستفاض "الجولاني" في الحديث عن "أخلاق الحرب" داعيا إلى التشبث بها، معتبرا إنه "خاب من كسب الحرب وخسر الخلق، فالحرب لاتبيح سوء الأخلاق كالكذب والغدر والخيانة.. والفحش ليس قوة، والعفة ليست ضعفا".
وأضاف: نحن دعاة هداة، ولسنا طغاة أو جباة، منوها بأن أفضل النصر أقله كلفة، وليس مطلوبا من المجاهدين أن يكونوا بطشة جبارين، وليست هيبتهم في ترويع الناس.. وبهذه الأخلاق الحسنة، "يلتف الناس حول المجاهدين بدل أن يلتفوا عليهم".
ونصح "الجولاني" أمراء الفصائل وقادتها أن لايكون كل شغلهم في الميدان العسكري، فإن للناس عليهم حقوقا، لاسيما المهجرين والأرامل واليتامى والجرحى والجياع، وعلى القادة أن يسعوا فيما يستطيعون بهذا المجال.
واعتبر "الجولاني" أن من غير المقبول انشغال القادة العسكريين أثناء الحرب بمن سيتولى السلطة بعد النصر، فالملك بيد الله الذي يقول [قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير].
وبارك أمير جبهة النصرة "النصر العظيم" الذي تحقق في إدلب، مثنيا على "حسن اجتماع وانضباط المجاهدين"، ومترحما على من قضوا في معركة تحرير إدلب وعلى رأسهم نائب القائد العام لحركة أحرار الشام الإسلامية "أبو جميل قطب".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية