حصلت "زمان الوصل" على صور شخصية وأسماء 56 شابا من المفقودين قسريا في مدينة جبلة الساحلية، بينما لم تتوفر صور 4 شبان آخرين، واقتصرت المعلومات على أسمائهم فقط، ليصبح العدد الكلي 60 مفقودا.
ومارست قوات النظام ومخابراته والميليشيات الحليفة له أسوأ أساليب الترهيب ضد طيف واسع من شباب مدينة جبلة الذين شاركوا في المظاهرات منذ بدايات الثورة السورية في آذار/مارس/2011.
ولم يكن المفقودون ضحايا اعتقال مخابرات النظام وحسب، بل إن قسما منهم، حسب ناشطين، اختطفوا ضمن عمليات تصفية حسابات على أساس طائفي في المدينة التي يسكنها أكثر من طائفة.
وتعرضت أحياء جبلاوية شهدت مظاهرات، أو اشتبه النظام بمشاركة أحد أبنائها بالثورة، لحملات مداهمة عديدة خلال سني الثورة الأربع الماضية.
وتصدرت المدينة في إحدى الفترات في عام 2014 قائمة المدن التي تعرض أبناؤها للاعتقال بعد مداهمة أحيائها، إلى جانب مدينة حماه، حيث تقع المدينتان تحت سيطرة النظام منذ بدايات الثورة.
ورغم أن غالبية الصور التي تنشرها "زمان الوصل" تُظهر أن أصحابها شبان تتراوح أعمارهم حسب ملامح وجوههم بين 18-45 سنة، إلا أن قائمة المفقودين لا تخلو من كبار في السن.
وأوضح تقرير أعدته الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمناسبة مرور 4 سنوات على الثورة، أن عام 2014 شهد تصاعدا ملحوظا في استهداف قوات النظام للفئة العمرية بين 22 -40 سنة، مشيرا إلى قيامها بحملات اعتقال جماعية للشباب لتجنيدهم في حربه ضد المعارضين.
ويتكرر بين الصور والأسماء اسم أكثر من عائلة غير مرة، ما يؤشر على احتمال أن يكون شخصان أو ثلاثة أو أكثر من العائلة نفسها.
وتقدر منظمات حقوقية أممية ومحلية عدد المختفين قسريا بأكثر من 200 ألف شخص بينهم أطفال ونساء.
ورصدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها السنوي تسجيل نحو 10 آلاف حالة اختفاء قسري خلال عام 2014، أي ضمن شريحة قليلة من بقايا سوريين يسكنون في مناطق سيطرة النظام بعد تهجير القسم الأعظم منهم.
وتحظر القوانين الدولية حالات الاختفاء القسري، وتعتبرها جريمة حرب.
ويقول ناشطون إن نظام الأسد تعمّد اعتقال السوريين خاصة الشباب منذ بدء الثورة، مع إصراره على التكتم حول مكان وجوده، لأسباب كثيرة أهمها النيل من معنويات أهله والتلاعب بأعصابهم، إضافة إلى فتح الباب لمخابراته وسماسرتهم للمتاجرة بأوجاع الأهالي من خلال الابتزاز تارة ودفع الفدية تارة أخرى.
وسبق أن نشرت "زمان الوصل" نبأ عن إطلاق "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" محرك بحث يضم أعدادا كبيرة من المعتقلين السوريين في سجون نظام بشار الأسد منذ انطلاق الثورة، يتجاوز عدده 100 ألف.
كما "أتمتت" الشبكة أيضا خدمة لتوثيق المعتقلين، متضمنة معلومات عن اسم المعتقل وتاريخ مولده، مرفقة ذلك بثلاث نماذج استمارات، هي: استمارة التعذيب، استمارة الاعتقال التعسفي، استمارة اختفاء قسري.




زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية