أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"ذي غارديان".. معلومات رخيصة عن إدلب جعلتها وسط "معاقل العلويين"، وتحت سيطرة "المليشيات"

أقرت واحدة من أشهر الصحيفة البريطانية بارتكاب خطأ فادح عندما وصفت مدينة إدلب بأنها تقع "في قلب مناطق العلويين"، وذلك في سياق تقرير لها حول تحرير المدينة نشرته على موقعها يوم السبت.

واختارت صحيفة "ذي غارديان" لتقريرها عنوانا لا يختلف كثيرا عن عناوين الصحف الصفراء الرخيصة، التي تسترخص معلوماتها وتسترخص عقول جمهورها، قائلة: "الإسلاميون يسيطرون على مدينة في وسط معقل العلويين، للمرة الأولى منذ بدء الحرب السورية الأهلية".

ولاحقا عدلت "ذي غارديان" عنوانها الذي يدل على عمق جهل من يتولون شؤون التحرير فيها، مبقية على سلسلة من الأخطاء ربما تكون أقل فداحة، لكنها تكشف عن نظرة قاصرة للموضوع السوري إن لم تكن نظرة خبيثة فعلا.

واختارت الصحيفة عنوانا جديدا قالت فيه "ضربة للأسد مع سيطرة مليشيات إسلامية على مدينة إدلب بالغة الحيوية"، ومع تعديل العنوان غيرت الصحيفة أيضا قليلا في مقدمة التقرير، الذي بقي فيه كمّ من الأخطاء.

ومن المثير للانتباه أن "ذي غارديان" اكتفت بكلمة "الإسلاميون" في العنوان الأول عندما كانت تعتقد أن تمر كذبة "المعقل العلوي" بسلام، ولكنها عدلتها إلى "المليشيات الإسلامية" عندما فقدت تلك العبارة "الأكشنية" أي عبارة "المعقل العلوي"، ما يشير إلى أن الهدف هو مزيد من التشويه لسمعة الثورة السورية، إن لم يكن عبر تصويرها ثورة معادية للأقليات وتريد إبادتهم، فعلى الأقل عبر وصم ثوارها ومجاهديها بـ"المليشيات الإسلامية"، وكلنا يعلم ما تختزنه كلمة "الإسلامية" في عقل المتلقي الغربي من صور نمطية، تجعلها مصدر الشرور والآثام الأكبر في نظره!

ورغم تعديل التقرير فقد بقي محملا بمجموعة من الأخطاء بل والتجاوزات المهنية، أولها قصر المقاتلين الذي حرروا إدلب على "النصرة"، وعدم ذكر "جيش الفتح" إطلاقا، علما أن منابر "النصرة" الرسمية لم تفعل ذلك، بل حرصت على وضع لوغو "جيش الفتح" على كل الصور والمقاطع التي أصدرتها "النصرة".

ويبدو أن تركيز "ذي غارديان" أكثر من مرة على "النصرة المرتبطة بالقاعدة" لم يكن مجانيا، بل هو محاولة لإثارة مخاوف الغربيين الذين يعانون أصلا من "إسلاموفوبيا" بشكل متضخم بل ومرضي أحيانا، وهو نفس "الحبل" الذي حاول وما يزال إعلام بشار الأسد يحاول اللعب عليه، وإن كان لا مجال للمقارنة بين تأثير الإعلام الغربي وتأثير إعلام النظام.

وبدا إصرار "ذي غارديان" على "تطريف" الثورة السورية وجعلها مجرد حركة تخريبية في عيون الغربيين، تلك المزاوجة "الخبيثة" بين الرقة وإدلب، وتنظيم "الدولة" و"النصرة"، لتقول للجمهور إن إدلب على خطى الرقة، وإن سوريا كلها ماضية للوقوع في هاوية الظلامية والتطرف، حسب ما يراهما المتلقي الغربي، المجبر على استهلاك ما تضخه منظومته الإعلامية، التي ترى من ضمن ما تراه أن الثورة السورية ما هي إلا حرب أهلية، وليست انتفاضة شعب مقهور ضمن حاكم مستبد احتكر مقدرات سوريا بيده ويد عصبة قليلة، وداس حقوق الناس تحت أقدام مخابراته، قبل أن يسلم البلاد فعليا لخليط من مليشيات طائفية تمولها وتديرها إيران، الدولة الوحيدة في العالم التي يحكمها "رجل دين"!

ورغم محاولة الشحن الذي اتبعته "ذي غارديان" حتى بعد تعديل عنوانها، فإن لم تعط ضمن تقريرها معلومة واحدة، ولا حتى طرف معلومة تثبت وقوع حادثة قتل أو اعتقال أو تعذيب ارتكبت على أساس طائفي من قبل من سمتهم "المليشيات الإسلامية" بحق أهالي أو سكان إدلب، أو حتى الجنود والمرتزقة التي كانوا فيها، في حين أن "المليشيات الإسلامية"! وثقت بالصورة قيام النظام بإعدام عدد من المعتقلين في أحد فروعه المخابراتية في إدلب، قبل فراره من المدينة، ولاداعي لنا نحن السوريين أن نذكر طائفة هؤلاء، فهي معلومة لنا!




زمان الوصل
(96)    هل أعجبتك المقالة (96)

سوري

2015-03-29

طالما أننا لا ننتج تقارير إخبارية عن الثورة فلا نعيب على الغرب عدم فهمه وعدم اكتراثه وعدم دقته بما يحدث في سورية... أتحدى وجود صحفي عربي واحد يفهم المشكلة الإيرلندية مثلا !.


مفيد الوحش

2015-03-30

من الغريب حقاً أن تتهموا الصحيفة البريطانية بأنها غير مهنية عبر تقرير ليس مهني بل و مليء بالأكاذيب !! كلنا شاهدنا البث المباشر على أورينت..لم نر علم الاستقلال مطلقاُ..بل فقط و فقط أعلام تنظيم القاعدة متمثلاً بجبهة النصرة..فما هو نوع هؤلاء الثوار برأيكم إن لم يكونوا ميليشيات إسلامية؟؟ هل هم ماركسيون مثلاً؟؟ لايفيدكم الكذب و التضليل فلقد قالها أحد قادة جبهة النصرة و على الهواء مباشرة أنهم جاؤوا فقط لطرد بشار لأنه نصيري و لرفع راية لا إله إلا الله و تطبيق الحدود..لم يقل أي كلمة عن حرية الشعب..ماذا تسمون هؤلاء الثوار إن لم يكونوا فصائل إسلامية؟؟ علمانيون!! ..أتمنى أن تبقوا كما عهدناكم و لا تنحدروا لمستوى إعلام النظام..و تبادروا لتفنيد الأخطاء و تصحيحها بدل اللف و الدوران عليها..الأخطاء ليست عيباً في أي ثورة..العيب في التعامي عنها أو تبريرها..بالنسبة للجرائم الطائفية التي لم تستطع الغارديان توثيقها فهذا طبيعي لأنها ليست موجودة في إدلب..ولكن الشتائم و التهديدات و التوعيدات الطائفية وثقها الثورا على قناة الأورينت ..كما أن توثيق الثوار لجثث مغدورين قالوا أن النظام قتلهم وهذا ليس بغريب عنه لا يعتبر توثيقاً مهنياً..حيث بإمكان كل طرف أن يدعي ما يشاء..نحن شاهدنا المغدورين..لم نعلم من هم و من قتلهم..و شكر مسبق لكم على عدم النشر لأثبات مهنيتكم التي فاقت مهنية إعلام النظام..يكفيني أنكم وحدكم قرأتم هذا التعليق.


مش عارف

2015-03-30

ألم يقم أحد عناصر النصرة أو لنقل جيش الفتح بإهداء النصر إلى داعش ووصفهم بالاخوة ؟!.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي