أصيبت عائلة مكونة من زوج وزوجة وأطفالهما في مدينة الرستن إصابات بالغة من جرّاء تعرضها لقصف بالبراميل المتفجرة وتم انتشال أفرادها من تحت الأنقاض، وكانت النتيجة وفاة طفل من أطفالهما وأصيبت الأم بنخاعها الشوكي مما أدى إلى شلل نصفي، وبترت ساق الزوج، وولدت الطفلة وهي تعاني من نقص أوكسجين لتصبح معاقة وهي لم تتجاوز العامين من عمرها".
هذه العائلة المنكوبة هي نموذج مؤلم لحالات الإصابة مع ازدياد وتيرة الحرب والاستهداف الممنهج للمدنيين من قبل قوات نظام الأسد، الذي أدى لإصابة الآلاف بحالات بتر أطراف، وتشوّه وضمور وشلل في الأعضاء، ومن أجل هؤلاء أُنشىء في مدينة الرستن "شمال حمص"، "مركز شمس للمعالجة الفيزيائية والتأهيل"، الذي "يتولى معالجة مصابي الحرب وإعادة تأهيل حالات الشلل المؤقت والشلل الدائم والإصابات العصبية" -كما يقول مسؤول المكتب الإعلامي في المركز، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، مضيفاً أن "عمل المركز لا يقتصر على المعالجة الفيزيائية فقط إنما يتم تجهيز قسم لتأهيل المثانة البولية وقسم آخر لمحاولة صنع الأطراف الصناعية بشكل تقريبي وجبائر تناسب جميع المرضى للمساعدة على العلاج مثل جبيرة الهبوط".
ويتألف الكادر للمركز –كما يقول- من دكتور في العلاج الفيزيائي ومعالج فيزيائي مساعد ومعالجة مساعدة، وعمال صيانة"، مشيراً إلى أن "العمل تطوعي إذ لا يتلقى الكادر أي مقابل على عملهم" ويضم المركز-بحسب محدثنا- قسمين قسم للرجال وآخر للنساء، وهو يستقبل المصابين مجاناً مراعاة لظروف السكان المالية الصعبة إذ تم تخصيص يوم للرجال ويوم للنساء".

وحول الحالات الأكثر علاجاً في المركز يوضح مدير المكتب الإعلامي، هذه الحالات متنوعة، ولكن أغلبها الشلل المؤقت والشلل الدائم الذي يتم معالجته من خلال إعادة تأهيل المصاب ليعتمد على نفسه بالحركة وأغلب الإصابات التي تواجهنا هي الإصابات العصبية".
وأكد محدثنا أن "المركز يفتقر إلى الأجهزة المتطورة المطلوبة في هذا المجال" مضيفاً أن "أجهزة المركز اقتصرت على ما هو مصنّع محلياً ويدوياً، بالإضافة إلى الاعتماد على بعض المعدات الرياضية لتكون بديلاً لأجهزة المعالجة الفيزيائية". ويعود السبب -كما يقول- لقلة الإمكانيات المادية، وعدم وجود طرق آمنة لتأمين هذه المعدات بسبب الحصار المفروض علينا منذ أربع سنوات".
وبدوره أشار الناشط الإعلامي "أبو ريان الرستن"، إلى أن "مركز شمس للمعالجة الفيزيائية بدأ منذ أسابيع باستقبال المصابين، وتحقيق نتائج فاعلة، رغم ضعف الإمكانيات المادية وافتقار المركز للأجهزة الطبية المتطورة" مضيفاً أن "فريق المركز بدأ مؤخراً بتصميم غرفة ساونا إلا أن العمل على إنجازها بطيء بسبب ضعف الإمكانيات المادية التي تعيق العمل ولكن لاتوقفه"- كما يقول مشيراً إلى أن "المركز بحاجة لبعض المستلزمات اللازمة، مثل عيادة تأهيل المثانة والقسم الكهربائي وغيرها من الأجهزة الكهربائية التي لايمكن تصنيعها محلياً بالإضافة للصيدلية المجانية".
ونوّه الناشط أبو ريان إلى أن المركز "يسعى لرفع المعاناة عن أهلنا والتخفيف من آلامهم داخل الحصار، وتقديم الخدمات الصحية للمصابين ومساعدتهم في العودة لممارسة حياتهم الطبيعية، وبالذات أولئك الأشخاص الذين تعذر إخراجهم إلى البلدان المجاورة لتلقي العلاج هناك".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية