...(( زورق النســـــيان ))...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على حافة تلك الصخرة الصماء ...
التي لا تفتتها , رياحٌ ٌ أو ماء ...
ووسط زنازين القصب المفترسة ...
التي لا يسكتها , سوى عود ثقاب ...
حلقت ُ بذاكرتي ...
في أدغال الماضي ...
المبعثر ...!
حلقت ُ في سراديب الليل ...
المنسلُ في صفحاتي البيضاء ...
حلقت ُ في أطياف خريفيَّ ...
الموحش .. المؤنث ...!
وعبرتُ ...!
في عبير نسمات الهواء ...
وبحثتُ , عن رزاز ضائع ...
في أدرج ِ جرعة , سلسبيل دواء ...!
كانت ...؟
كانت أوراق الماضي راكعة ً ...
تأملتها ...
منهكة من ركام السنين ...
قلبتها ...
ممزقة من آلام الحنين ...
قبلتها ...
وفي ثناياها حُمىً وأنين ...
فتشتُ , زاوية كل سطر ...
من خربشاتي المعذبة ...
علني أحظى بخيط , يمامة ضائعة ...
فلم أفلح ...؟
ولم أحظى ...
سوى بوردة حمراء ...
وورقة ليمون محنطة ...
تأملتُ تلك الذِكرى برعشة ...
كانت آخر معزوفات الربيع ...
و آخر بقايا تحفة ...
صديقتي ...
صديقتي ...
صديقة الطفولة ...
آخر براءات الحب ...
صديقة ...
المراهق الصادق ...
صاحب الكلام العذب ...
وصديقة الذكريات البريئة ...
حرفين في قلب وسهم ...
آه و ألف آه ...
في ذِكرى ...
كانت وكانت ...
عطر برعمين في زهرة ...
أين أنت ِ .. حبيبتي ...؟
لحظة ...
أتت ...!
كهدير السيل , تبعثر الحصى ...
في آخر رسائلها البالية ...
كلمات دونتها بإتقان ...
في معجم الزمان المنقرض ...
// حبيبي إن عشنا عشنا معا ً ...
وإن متنا تقاسمنا الكفن // ...
كلمات كتبتها , حبر على وروق ...
وقرأتها ...!
فنن من فنون الكلام ...
وعذب الإحساس ...
ونبض الفؤاد ...
ومأثرة من مآثر الشعور ...
وعلى شط المغيب ...
كانت ...؟
طائرة ورقية ...
أو لعبة صغير للهو ...
غادرة ...
ولن تعود ...!
كمثيلاتها ...
و أبحرت ...
في ...
زورق النسيان ...؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمود حاتم الأحدب
حمص
28/06/2008 م
الشاعر و الإحساس
صوت الليل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية