أضافت قناة "بي بي سي" البريطانية إلى سجلها، سقطة مهنية بل وأخلاقية تؤكد موقفها "غير الحيادي" من الثورة السورية، عندما نشرت في موقعها خبرا عنوانه "تنظيم الدولة يقتل طيارا سوريا في إدلب بعد سقوط مروحيته".
ورغم تعرضها للانتقاد وتنبيهها بأن تنظيم "الدولة" ليس له أي وجود في محافظة إدلب، فإن القناة أصرت على مبدأ "عنزة ولو طارت"، وأبقت العنوان كما هو دون تغيير، متحدية كل الوقائع والمعطيات والصور والمقاطع، ومتحدية مثلا إنجليزيا شهيرا يقول بأن الواقع عنيد!
ويشير مثل هذا التعاطي مع الخبر إلى نوايا غير سوية للقناة البريطانية الأشهر، يلخصها البعض في سعي القناة لمحو صورة الثورة في سوريا، وجعلها تبدو حربا بين تنظيم "متشدد" وبين نظام يحارب "الإرهاب".
وكانت فصائل مقاتلة من بينها "جبهة النصرة" قد نجحت يوم الأحد في أسر معظم طاقم مروحية تابعة للنظام، سقطت بعد تعرضها لعطل فوق ريف إدلب، ولم يقتل الثوار سوى أحد أفراد الطاقم بعد محاولته الفرار كما نقل ذلك ناشطون.
ولم تتعام "بي بي سي" في عنوانها عن حقيقة عدم وجود تنظيم "الدولة" في إدلب وحسب، بل إنها تلاعبت به لتظهر القضية وكأنها قتل طيار مسالم، دون أن تشير إلى أنه قائد طائرة حربية، وأنه كان قادما لقصف الآمنين بالبراميل المتفجرة ولم يكن يحوم فوق البلدات ليلقي فوقها الزهور.
والأدهى أن "بي بي سي" بثت خبرا لاحقا، حوى من السقطات الأخلاقية ما لا يغتفر بحق وسيلة بهذا الحجم، ومنها وضع مسألة إلقاء البراميل في خانة الشك، عندما قالت "وعادة ما تتهم الحكومة السورية باسقاط براميل متفجرة من طائرات مروحية في مئات المواقع الخاضعة لسيطرة المعارضة"، وكأن القناة ومحرريها لم يسمعوا بعشرات التقارير الصادرة عن المنظمات الحقوقية الدولية، التي توثق قصف النظام للسوريين بآلاف البراميل، وتثبت بالأدلة القاطعة تورطه في هذه الجرائم.
وفي سبيل إثبات "الحيادية" و"الموضوعية" و"التوازن" كما تراهم، فقد عمدت "بي بي سي" لإلحاق تشكيكها بجملة تقول: "وقد نفى الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع بي بي سي في فبراير/شباط الماضي أستخدام قواته للبراميل المتفجرة"، ليصبح نفي بشار حكما مبرما لايقبل الجدال.. كيف لا وقد جاء عبر شاشة "بي بي سي".
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية