أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أخبروها بمكان دفن زوجها، لكن قلبها يقول بأنه حيٌّ.. تغريد: حبي أقوى من ظلمة السجون

تردد تغريد المستمر على الأفرع الأمنية عرّضها للكثير من الإهانات - الصورة تعبيرية - زمان الوصل

"قالوا لي إن زوجك مدفون في حمص، لكني لم أصدق، ولن أصدق حتى أرى جثته، قلبي يخبرني بأنه مازال حياً، ولذلك سأبقى أنتظره لأن حبي له أقوى من ظلمة سجونهم".

بهذه الجملة تبدأ تغريد ابنة بابا عمرو الحديث عن قصتها، وكأنها اختارت أن تبدأ برواية مشوارها مع العذاب من المنتصف دون مقدمات خاصة أن النهاية مازلت حتى الآن مجهولة.

*صورة وأفرع الأمن
بعدما تحول حي بابا عمرو الحمصي إلى منطقة مشتعلة، نزحت تغريد مع أبنائها إلى قرية أهلها، تاركة زوجها في صفوف الثوار، فلما تعرض الأخير إلى ضربٍ ناري في خاصرته اليمنى لحق بزوجته بعدما تعذر عليه العلاج في مشفى ميداني، ليتم اعتقاله عند مروره على الحاجز النظامي وتم أخذه إلى فرع الأمن السياسي في حمص، هكذا اعتقل زوج تغريد حسب ما أخبرها صديقه.

وتقول تغريد: تركت أهلي وقريتي وذهبت إلى الأمن السياسي في حمص المدينة، وبدأت بملاحقة العناصر الذين يقفون حراسا عند الباب، وصرت أسألهم عن زوجي، ولكنهم سرعان ما ملوا أسئلتي وبدؤوا بتهديدي إما بالرحيل أو بالاعتقال.

ولأن أقارب تغريد خافوا عليها من الاعتقال، أخبروها أنهم علموا من مصدر مؤكد أن زوجها سيخرج خلال أسبوع، ولكن لم تلبث نار تغريد أن تهدأ حتى التقت بمعتقل سابق كان زميل زوجها في سجن الأمن السياسي، أخبرها أن زوجها على حافة الموت وأنهم يعذبونه ليلاً ونهاراً، وأن الأمن نقله منذ أيام إلى دمشق.

تضيف تغريد: سافرت إلى دمشق، ومعي صورة فوتوغرافية لزوجي، صرت أدور على الأفرع الأمنية وأريهم الصورة وأرجوهم أن يخبروني بأي معلومة عن زوجي.

وتتابع: كنت أبكي وأتوسل خبرا إن كان مايزال على قيد الحياة أم أنه ميت.

ولكن تردد تغريد المستمر على الأفرع الأمنية عرّضها للكثير من الإهانات، فبعض العناصر كانوا يهددونها بالضرب والتعذيب، وبعضهم كانوا يتحرشون بها أثناء محاولتها الحصول على معلومات عن زوجها.

*أيام في المعتقل
وتذكر تغريد، أنها عندما كانت تسأل عن زوجها في فرع الأمن السياسي في دمشق، أمرها الضباط أن تركض بأسرع ماعندها كي لا يعتقلها، فلما ركضت خوفاً من الاعتقال بدأ العناصر بالضحك عليها.

عادت تغريد إلى حمص مكسورة الخاطر، لكنها لم تفقد الأمل في العثور على زوجها، لذلك عاودت السؤال عنه في أفرع حمص، إلى أن اعتقلها ضابط الحاجز المجاور لمنزلها، لأنه أُعجب بها ولم ينل منها غايته!

تقول تغريد إن الضابط أمر بعدم تعذيبها في المعتقل، لكنه كان يجبرها على مشاهدة نساء "مشبوحات" يتألمن كي تتعظ حسب وصفه، وتضيف: على الرغم من أن اعتقالي دام أياما قليلة إلا أنني كنت شاهدة على حالات اغتصاب بحق النساء.

وتتابع: أذكر أنهم طلبوا من إحدى الفتيات الإفصاح عن مكان أخيها المسلح، فلما رفضت مزقوا ثيابها أمامنا وهموا باغتصابها، ثم أمرونا بالخروج.

بعدما خرجت تغريد من المعتقل علمت أن اسمها موجود على جميع حواجز حمص لذلك خرجت من سوريا، وهي بعد مرور ثلاث سنوات على اعتقال زوجها مازالت تنتظره لأن قلبها مازال يهمس لها بأنه حي.

لمى شماس - زمان الوصل
(99)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي