أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من ضحايا تفجير الاحتفال بـ"نيروز"...لافا: أين أنت ياما؟

الطفلة لافا في أحد مشافي بالقامشلي -ناشطون

"توفيت خالتها نسرين خلال نقلها إلى مستشفى الحسكة الوطني، وأمها أيضاً"، هذا كل ما يعرفه الممرض في مستشفى الرحمة بمدينة القامشلي عن الطفلة "لافا" (8 سنوات) التي أصيبت بحروق جسيمة في الوجه والجسد.

"لافا" إحدى ضحايا انفجار مفخختين في مدينة الحسكة، في جموع المحتفلين حول شعلة عيد "نيروز" مساء الجمعة، والذي حصد أرواح 45 شخصاً من بينهم 12 طفلاً و25 امرأة، وسقط 130 شخصاً جرحى في ذات المجزرة التي ستضاف إلى سجل شهر آذار/مارس المثقل بالفجائع والذكريات لدى الأكراد السوريين، في وقت يفترض أن تكون فيه الأيام مرصعة بألوان الربيع والفرح. 

لا تعرف "لافا" أن مصيبتها أكبر من أن يتسعها هذا السرير الذي تتمدد عليه، وأكبر من هذا المستشفى الصغير في مدينة القامشلي أو "مدينة الحب"، كما يحلو لسكانها تسميتها، فقد عجزت مستشفيات الحسكة وقلوب ساكنيها عن استيعابها، كما عجزت عن استيعاب "مصيبة قرية "الخنساء" قبل أشهر حين أمطرتها مروحيات النظام بالبراميل.

تغمض "لافا "عينيها وآثار الحروق في كل مكان من جسدها الغض وشوهت جبهتها، بينما ضمّد الأطباء صدرها وذراعيها، نتيجة إصابتها بشظايا التفجير الرهيب. 

وفي حديث لـ"زمان الوصل" تحدث مصدر طبي من القامشلي: إن بعض جرحی تفجيري الحسكة، في طريقهم إلی إقليم كوردستان العراق وسيارات الإسعاف تنتظرهم في المعبر الحدودي، بينهم الطفلة "لافا".

ولفت إلى تزايد عدد ضحايا التفجيرات بسبب وفاة بعض الجرحى في المستشفيات نتيجة نقص في المستلزمات الطبية، مقارنة بحجم "الفاجعة"، الأمر الذي دفع إقليم كردستان العراق إلى إرسال 3 أطنان من الأدوية في محاولة لسد النقص الحاصل.

وتقول "غزالة" –إحدى الناجيات من المجزرة– حدث الانفجار الأول في مكان احتفال "الآبوجية"، ثم تبعه الانفجار الثاني الذي استهدف المحتفلين حول شعلة "نيروز" لدى مكتب الديمقراطي الكردستاني (البرزاني)، فتناثرت أشلاء الناس مع الشظايا التي وصلت إلى مسافات بعيدة، كان الصوت مرعباً والنار أضاءت المنطقة للحظات، ثم طغى صوت العويل والصراخ وعمت الفوضى والظلام. 

وأشارت إلى أن أطفالا بعضهم بعمر سنة واحدة قتلوا في هذا التفجير، وشابات وشباب في مقتبل العمر وشيوخ، كانوا متلهفين لهذا اليوم للمشاركة في إشعال النار كما فعل "كاوا الحداد"، فانفجرت بأحلامهم تلك الإطارات المطاطية التي يشعلونها كل عام على التلال والمرتفعات، لكنّ دمرتها المفخخات التي لا يعرف أحد كيف دخلت من بين كل هذا الحشد الأمني لقوات النظام و"الآسايش" (الأمن الكردي) في المدينة.

وفي كل مرة يدخل شخص جديد إلى صالة الاستقبال حيث تنتظر "غزالة" مع عشرات الأشخاص من أقرباء جرحى الحسكة في بمستشفى "النور"، يدور ذات الحديث حول بداية الانفجار وتهديدات تنظيم "الدولة" وتقصير القوى المسيطرة على المدينة في حمايتها، وحتى آخر الجمل التي قالوها لأبنائهم قبل الذهاب للاحتفال، ثم يعود الصمت ليخيم من جديد لبرهة، والقلق والحزن يملأ الوجوه، بينما تراقب العيون حركة الأطباء والممرضين.

وتوزع جرحى الانفجار على جميع مستشفيات مدن الحسكة والقامشلي وعامودا وغيرها من المدن في المحافظة، حيث يتجمهر ذوو الجرحى وأقاربهم ومن المعارف، وسط استنفار كبير للقوى الأمنية التابعة للنظام وحزب الاتحاد الديمقراطي في محيطها.

محمد الحسين - الحسكة - زمان الوصل
(99)    هل أعجبتك المقالة (101)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي