أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إعلامي ينشر صورة "سلفي" مع سجانه في الفرع 251 بدمشق ويروي لــ"زمان الوصل" كيف سامحه

صورة "سيلفي" بين معتقل سابق وسجانه

روى الإعلامي "محمد كناص" قصة صورة جمعته مع سجانه في فرع 251 المعروف بفرع الخطيب، وهو تابع لإدارة المخابرات العامة في القصاع الذي التقاه بعد ثلاث سنوات، وبعد أن "جفت الدماء على ثيابه"–كما قال في منشور على صفحته الشخصية في "فيسبوك"- وسرد كناص الذي يكتب تقارير صحفية لمحطة الجزيرة الإخبارية أنه كان يرى سجانه من خلال فتحة باب المنفردة التي كان مقيماً فيها ورقمها 18 وكان هذا السجان –كما يقول كناص- "يطل علي بين الفينة والأخرى، كان دائما يردد أغنية لا زلت أذكرها حتى باتت نكتة بين عناصر الفرع".

وتابع المعتقل السابق:"أخبرني السجان أن المنفردة التي كنت أقيم فيها والتي عرضها 70 سم أصبحت مخصصة لأربعة أشخاص، وأن القمل والجرب والمرض غزا الفرع بسبب اكتظاظه بالمساجين".

وأضاف أن السجان المذكورأخبره أن "الفرع كان يستوعب 200 معتقل بات فيه أكثر من 1000 وأنه بات يضم أطفالاً من بينهم رضع تم اقتيادهم مع أمهاتهم. وتابع إن الفرع المذكور "دخل مرحلة الوحشية وأوغل في القتل مع نهاية عام 2012". 

وكشف كناص أن السجان نفسه، الذي لم يذكر اسمه أو ما يشير إليه، اعتقل لمدة شهرين بتهمة التعاطف مع المعتقلين، وهو –حسب ما نقل له- "يعمل من أجل قوت يومه ويحمد ربه أن يداه لم تتلطخا بالدماء"، وختم:"شخصياً عن نفسي أقول سامحه الله.. سأقابل ربي بأني عفوت عنه".

وهي المرة الأولى التي يحمل فيها معتقل سابق صورة إيجابية عن سجانه، لا بل يلتقط معه صورة "سيلفي" وكأن شيئاً لم يكن.

وكان الإعلامي "محمد كناص" قد اعتقل بكمين في شركة الهرم للحوالات في العاصمة دمشق نهاية العام 2011 بعد هروبه من الأمن لمدة سبعة أشهر بعدما تم تعميم اسمه على قائمة المطلوبين بسبب موقفه من الثورة- كما قال لـ"زمان الوصل": "كنت حينها أعمل صحفياً ولدي مدونة من العام 2010 أكتب فيها وكنت أكمل دراسة الماجستير بكلية الإعلام في جامعة دمشق.

وحول ظروف لقائه بسجانه السابق وشعوره عند اللقاء قال "محمد كناص": 
كان لقائي به خلال مناسبة حضرتها، وكان السجان موجوداً فيها وتعرفت عليه مباشرة".

ويضيف:"لم أكن أعرف اسمه الحقيقي ولكنه عرّفني عن نفسه وأطلعني على هويات كانت بحوزته، إذ كان يحتفظ بـ5 بطاقات منها ما هو أمني ومنها ماهو شخصي، وكل بطاقة منها من مدينة من المدن السورية لتسهيل مهماته الأمنية". 

وتابع كناص:"للوهلة الأولى عندما رأيته كذبت نفسي، وتوقعت أني أرى شخصاً شبيهاً به، وترددت في الاقتراب منه حتى تأكدت من الناس الذين كانوا حوله ثم سألته مباشرة".

وألمح كناص إلى أنه دخل بحديث شخصي مطول مع السجان عن الفرع الذي كان معتقلاً فيه، وتطرّقا للحديث عن ظروف انشقاق العنصر السجان، وكيف كانت تتم عمليات الاعتقال، وكيف كان يتنقل شخصياً، لذلك –كما يقول-"عرض السجان السابق البطاقات الأمنية والشخصية التي كانت بحوزته ليشرح لي كيف كان الأمن يحمي عناصره". 

وحول قصة صورة "السلفي" التي التقطها مع السجان وما الهدف منها قال المعتقل السابق:"حقيقة أحببت أن أتصور معه لأؤكد رسالة الشعب السوري النبيلة التي خرج من أجلها وهي "الحرية والكرامة" وأن هذا هو مطلبه حتى الآن، وليس الهدف الانتقام.

وأضاف: "أردت إيصال رسالة أنه لازال هناك متسع لـلملمة الجراح، وهي رسالة لكل سجان يمكن أن يرى هذه الصورة أن يد الشعب ما زالت ممدودة له". 

ولدى سؤاله إن كان هناك متسع للتسامح فعلاً مع السجانين والجلادين مع هذا الكم من الإجرام والفظاعة التي يرتكبونها داخل المعتقلات أوضح كناص: "أنا سامحت شخصاً لم تتلطخ يداه بالدماء، وسامحت عن حقي الشخصي، لكن لا أتجرأ أن أسامح عن أم الشهيد أو والدة المعتقل أو المفقود".

واستدرك قائلاً: "هذا السجان كان يؤنسني بأغنيته التي يرددها طوال ساعات مناوبته، وسط صيحات المعتقلين تحت التعذيب، وهو الشخص الذي طلبت منه ذات مرة أن يعطيني حبة بطاطا ففعل، وكان هذا العنصر بحسب محدثنا "يحتفظ بالقليل من الإنسانية داخل فرع أمني".

زمان الوصل
(285)    هل أعجبتك المقالة (241)

حسن

2020-06-27

انا كنت معتقل بخطيب وهاد سجان بعرفو كان يسلمنا الاكل.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي