تساءلت أهم صحيفة تابعة للنظام عن مصير 100 مليون ليرة، سبق أن وُعد بتخصيصها لـ"إعادة إعمار حمص"، لتكشف عن مماطلة وتلاعب بهذا المبلغ الذي لم يودع منه سوى 20 مليون ليرة فقط، واصفة الأمر بأنه كان مجرد مشهد "ترويجي".
وتحت عنوان: "أين أموال المتبرعين لحمص؟"، كتبت صحيفة "الوطن" المملوكة لرامي مخلوف ابن خال بشار: "منذ ثمانية أشهر خرج رئيس غرفة صناعة حمص لبيب الإخوان على شاشات التلفزة ليعلن باسم الغرفة تقديم 100 مليون ليرة سورية لإعادة إعمار حمص وإغاثة المهجرين في بادرة حظيت آنذاك بترحيب أهالي حمص ومسؤوليها الذين يعتبرون أن من واجب كل مواطن سوري المساعدة في إعادة إعمار وطنه ومدينته وبلدته وخاصة المقتدرين منهم من صناع وتجار ورجال أعمال أنفقوا عشرات أضعاف هذا المبلغ خلال إقامتهم في لبنان أو الإمارات أو دول أوروبا".
وتابعت الصحيفة: "كان من المفترض أن يكون المبلغ المذكور مقدمة لمبالغ أكبر تضخ من هؤلاء للمساهمة ولو بشكل رمزي في إعادة الإعمار وأعمال الإغاثة وهو في جميع الأحوال مبلغ هزيل جدا مقارنة بما حققه التجار والصناعيون خلال عقد من الزمن نتيجة الامتيازات التي حظي عليها البعض.
المفاجأة كانت أن كل ما قيل على شاشات التلفزة بقي كلاما بكلام ويبدو أن الهدف منه كان "ترويجيا فقط" من دون أن يكون هناك أي جدية في الطرح".
وأكدت "الوطن" أن الحساب الذي تم تخصيصه في مصرف خاص لم يكن يحتوي على أكثر من 10 ملايين ليرة سورية منذ أشهر، وأضيف عليها 10 ملايين أخرى منذ أيام.
وأضافت: "سأل أحد المسؤولين في حمص عن الـ100 مليون ليبدأ صرفها على المحتاجين وبعض عمليات الترحيل والإغاثة، فاكتشف أن الحساب لا يتضمن المبلغ المعلن، وعند السؤال قيل للمسؤول إن المبلغ الذي تم جمعه 56 مليون ليرة سورية ولم تحول إلى الحساب المخصص بانتظار أن يصل المبلغ إلى 100 مليون ليرة كما كانت الوعود. المسؤول رفض التعليق على الأمر، لكن من البدهي أن نسأل: أين الأموال؟ أين الـ56 مليون ليرة التي تم جمعها ومن المفترض أن تكون في الحساب ولماذا يوجد أقل من 20 مليوناً فقط؟!".
ولمحت الصحيفة إلى شبهة فساد عريض، حينما قالت: "الدولار حين تم الإعلان عن هذا "السخاء" كان في حدود الـ180 ليرة سورية لكل دولار أما اليوم فالدولار يتجاوز الـ250 ليرة سورية، فمن المستفيد أو الذي استفاد من الفرق وعلى حساب من؟. المخجل أن المبلغ الذي أعلن أمام شاشات التلفزة لا يتجاوز النصف مليون دولار وهو مبلغ صغير جداً لو قارناه بحجم العقود التي حصل عليها البعض من هؤلاء "المتبرعين المفترضين" خلال الأشهر الأخيرة فقط أي منذ الإعلان عن "السخاء" حتى يومنا هذا".
وختمت الصحيفة معتبرة أن البعض لم يعد لديه "خجل" في التعاطي مع ملفات حمص، وأن عدم جمع مبلغ المئة مليون "أمر معيب بحق حمص وبحق غرفة صناعتها"، متسائلة إن كان "أحدهم صادر المبلغ ليستفيد من فوارق أسعار الصرف، ويظهر وكأنه قدم الكثير في حين لم يقدم شيئا".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية