أبرز موقعان لبنانيان مقربان بشدة من مليشيا "حزب الله" ومحسوبان عليها رواية تشرح أسباب إقالة بشار الأسد لرئيس شعبة الأمن السياسي "رستم غزالي"، عبر نشر تقرير نعت "غزالي" بجملة من الصفات البغيضة وأولها أنه "شبيح"، وأنه كوميدي أكثر من "غوار".
وقال التقرير في مقدمته إن "مسرحيات المدعو رستم غزالي لم تمر على الرئيس السوري بشار الأسد، وإن مرّت على جزء كبير من القيادة السياسية في السورية كما الشعب ذات القلب الطيب"، مضيفا: "رستم غزالي الأسم اللامع في مجال التشبيح على كل ما هو بشر، غدا فعلا ماضيا بعد أن شطب الرئيس الاسد تاريخه الممهور بالتعدي والتطاول على المقامات، والتجارة بالمواقف والمقامرة بالوطنيات لا بل بالبروزة الإعلامية والتمثيل التلفزيوني، بعد أن بات أمهر من غوّار في الكوميديا محاولاً الضحك على الشعب كما القيادة السورية".
واعتبر التقرير أن إحراق قصر غزالي قبل أشهر، إنما كان من ضمن مسرحيات الرجل، الذي حاول الظهور في مسقط رأسه "قرفا" وكأنه الزعيم.
وشن التقرير هجوما لاذعا على زيارة "غزالي" الأخيرة لبلدته "قرفا"، معتبرا أن القصة لم تكن لمؤازرة المقاتلين ودعم النظام وإنما كانت بسبب "مناكفات ورفض أوامر عسكرية كانت صادرة لغزالي، وصولاً للاعتراض على وجود حزب الله في ريف درعا".
وتابع التقرير: "حرق القصر الذي ادعاه غزالي من أجل أهالي قرفا، هذا القصر المبني من لحم أكتاف اللبنانيين والسوريين الذين نهب أموالهم أيام ترؤسه مهام الأمن والاستطلاع في لبنان.. حرق القصر لم يكن أبدا من أجل عيون قرفا وأهلها، بل اعتراضا على وجود حزب الله الذي قرّر التواجد في محيط القصر لاستخدامه كمنصة عسكرية، وهو ما رفضه الأخير".
وأفاد التقرير أن صراع "غزالي" مع رئيس شعبة المخابرات العسكرية "رفيق شحادة" جاء لاحقا، مؤكدا في نفس الوقت أن "غزالي" تعرض للسحل من قبل عناصر "شحادة"، الذين رموه أمام باب المشفى بعد أن أوسعوه ضربا.
واعتبر التقرير أن بشار الأسد أطلق رصاصة الرحمة على "غزالي"، وأن "شحادة" ذهب ضحية معه، مضيفا: "أحرق الأسد تاريخ الرجل –أي غزالي- وشطبه من قائمة رجالات الأمن، وهذا كان مطلبا منذ زمن، لكن الفرصة أتت الآن، فحوله إلى إنسان عادي، وربما لاحقا مطلوب".
وتأخذ الرواية التي وردت في التقرير جزءا من المصداقية إذا ما تمت مقاطعتها مع تسريبات سابقة عن تصادم لفظي بين "غزالي" وممثلي مليشيا "حزب الله"، وأشهرها الحادثة التي قال فيها "غزالي": "تعلمون ونعلم أنكم تدفعون المال وحررتم بعض المناطق بالمال وليس بالقتال، وهذا خير وبركة لا إعتراض عليه، لكن ينبغي تذكيركم أن المعركة معركتكم أيضا وليست معركة سوريا الأسد فقط".
كما نقل عن "غزالي" قوله لأحد قادة المليشيا: "لابد من تذكيركم أنه لولا سوريا لما كان يوجد أصلا حزب الله ولا مقاومة لبنانية، ولولا سوريا الأسد لما كنتم موجودين على الخريطة من حيث المبدأ".
ويبدو أن "غزالي" أحب بمثل هذه التصريحات أن يعطي صورة عن ولائه الذي لايهتز لبشار الأسد، دون أن يعلم أن الأخير بات مؤتمرا بأوامر إيران ووكلائها، أو على الأقل خاضعا لتأثير بالغ منهم، يجعله على استعداد لأن يضحي بأي رجل في نظامه لإرضاء طهران ومليشياها الطائفية في لبنان، وقد فعل بشار ما هو أفظع من ذلك عندما ضحى بعلاقاته مع دول الخليج، ولاسيما السعودية، في سبيل تأييد مليشيا "حزب الله" ورفضا لأي انتقاد لها على خلفية حرب تموز 2006، حتى إن بشار وصف يومها زعماء عربا كبارا بأنهم "أنصاف الرجال"، إرضاء لطهران وتأكيدا على متانة تحالفه الطائفي معها، الذي تحول إلى تبعية لاحقا.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية