مع دخول الثورة السورية عامها الخامس تداول ناشطون أغنية فرنسية تم إنجازها قبل سنتين تحية إلى الثورة وهي من كلمات "بيير فيليو" وألحان "كاترين فنسنت".
وتستعيد الأغنية أهم محطات هذه الثورة وتاريخها المعمّد بالدم، ويتقمص المغني دور شاب سوري ولد في عهد الأب "حافظ الأسد" وكبر في عهد الابن بشار، وأجبر كما تقول كلمات الأغنية على "تمجيد إنجازاتهم وتحمل جرائمهم".
وتضيف كلمات الأغنية: "لم أحلم برؤية نهايتهم يوماً ما، وأن أعيش جمال الحياة يا لليل الطويل، يا للظلام طال حتى أربعين عام زمن الكذب وحكم اللئام".
ويتابع المغني:"تشرد الأهل وضاع الأصدقاء الذين أتحرق شوقاً إليهم" ويضيف: "تكابرت على الآلام وصبرت على سواد الأيام نهضت سيدة دمشق هذا الصباح الحرية في قلوبنا والفجر في أيادينا".
وبنبرة حادة تكمل مغنية أخرى كلمات الأغنية:"هم ليسوا أسوداً بل كلاباً مسعورين نابحين مستذئبين بسمومهم منتشين".
وتتابع: "ملكاً لهم أمست سوريا وعبيداً لهم أضحينا كل الخيرات لهم ولنا الفقر والمهانة".
وتستدرك كلمات الأغنية: "مئة أو مئتين كنا يوم حطمنا الجدار جدار الخوف حطمه الصغار صرخات القلب تعالت فغمر صداها الأرجاء"، في إشارة إلى أطفال درعا الذين أوقدوا شعلة الثورة السورية.
وتستعرض كلمات الأغنية بعد ذلك بداية الثورة في شهر آذار من العام الحادي عشر وألفين:"بالكاد كنا مئتين يوم أطلقوا علينا النار جيش مدجج بالسلاح يهاجمنا لا يعرف الرحمة".
وتضيف:"من جمعة إلى أخرى ألوفاً مؤلفة أصبحنا"، وتأتي كلمات الأغنية على ذكر الطفل الشهيد "حمزة الخطيب" الذي "كان يحمل خبزاً وماء الى المدينة المحاصرة ويواكب المسير السلمي رافعاً أغصان الزيتون"، ورغم أن هذا الطفل لم يكن قد بلغ الربيع الثالث عشر من عمره، ولكنهم "عذبوه وشوهوه ليكون اسماً محفوراً على وجه التاريخ".
وتتكرر اللازمة:"نهضت سيدة دمشق هذا الصباح الحرية في قلوبنا والفجر في أيادينا" ثم يردد كورال الأغنية باللغة العربية كلمة سوووووريا مع مشهد لأناس منتفضين رافعي قبضات أيديهم في الهواء.
ويكمل المغني الفرنسي متهكماً على رأس النظام الطاغية الذي "كان يصرخ بصوته الزقيق كجلاد معتوه:"إنها حرب أهلية فصدق جميع المم نفاق المجرمين لتتكاثر المجازر".
ويضيف: "ما من معين للمظلومين" ليتابع المغني بنبرة مؤثرة: "كل الكلمات هباء أمام جحيم المجازر ونعيق الخراب".
وتشير كلمات الأغنية إلى الخوف الذي كان يسكن قلوب السوريين لدى ترديدهم عبارة "الحيطان لها آذان" خوفاً من مخبري النظام وشبيحته الذين يعذبون هاتفين:"الأسد أو نحرق البلد".
وتتوقف الأغنية عند تجاهل العالم ولا مبالاته تجاه معاناة السوريين "الأرض تناست شعباً جريحا.. دماً تسيل الدموع أحزان ...".
ورغم أن شكوى السوريين تنتهي في مهب الريح إلا أنهم يستمرون بالصمود: "نقاوم نقاوم شيئاً فشيئاً نحطم القيود".
وتختم كلمات الأغنية:"لكل شيء نهاية حتى هذه الوحشية، وإذ نرتعد أمامها في النهار ففي الليل نحلم بالحرية وإذا في خضم حقدهم يريدون إغراقنا فنحن نظل الأقوى وسنسامح لخلاص شعبنا".
ثم يظهر عدد من الأطفال حاملين أوراقاً كتب عليها عبارة "نهضت سيدة دمشق هذا الصباح" في إشارة إلى الثورة السورية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية