كان"معروف محمد الخالد" يعمل متطوعاً في شعبة تجنيد القنيطرة، قبل أن ينشق وينظم إلى الجيش الحر ليتم اعتقاله وتغيب أخباره عن ذويه، حتى يعثروا على صورته بعد عامين مع جثث ضحايا التعذيب في فرع سعسع.
وخطط الخالد للانشقاق عن عمله لهول ما رأى من تعذيب للضحايا في شعبة تجنيد القنيطرة، التي كانت مركزاً لاعتقال أبناء القنيطرة كما روى صديق له.
وقال صديق الخالد لـ"زمان الوصل" إنه بعد انشقاقه مباشرة لجأ إلى الأردن، ولكنه لم يلبث أن عاد لينضم إلى صفوف الجيش الحر.
وأوضح الشاب، الذي رمز لاسمه بـ"ا -ف"، أن "اعتقال الخالد جرى إثر تخطيطه مع عدد من عناصر الجيش الحر لاقتحام مفرزة الأمن العسكري بـ"نبع الصخر" مضيفاً أن "جواسيس نظام الأسد اكتشفوا المخطط المذكور فأخبروا الشبيحة عنه وعن المقاتلين الذين كانوا معه".
وأردف أن "قوات النظام اقتحمت منزله بعد ورود معلومات من "عواينية" المنطقة بأنه في منزله، فالمعلومات كانت تفيد آنذاك بأنه لجأ إلى الأردن".
وتابع محدثنا:"بعد اقتحام الشبيحة لمنزله فرّ هارباً إلى جهة الأراضي الزراعية القريبة، فلحقوا به وأطلقوا عليه النار هو ومن معه، فأصيب في أنحاء مختلفة من جسده، وتمكنوا من اعتقاله مباشرة".
وأردف صديق الخالد: "بعد حوالي سنة ونصف من اعتقاله وصل إلى أهله نبأ وفاته عن طريق شبيحة فرع سعسع الذين أرسلوا متعلقاته مع الخبر".

وأشار إلى أن "أهل ومعارف الضحية لم يكونوا متأكدين من مصيره إلى أن ظهرت صوره بين مئات الصور لضحايا التعذيب في فرع سعسع بريف القنيطرة".
وألمح صديق الضحية إلى أن إعدامه تم في اليوم الأول لاعتقاله، وهذا ما يبدو من صورته ومن لحيته، التي لم تكن طويلة كثيراً، فمن المستحيل –حسب قوله- أن "يسمحوا للمعتقل بحلاقة ذقنه أو ممارسة حياته العادية، خصوصاً إذا كان معتقلاً بتهمة الانضمام للجيش الحر".
وكان الخالد –كما يقول صديقه- شخصاً ودوداً يحب الخير وقد خدم أناسا كثرا من خلال مكان عمله إلى جانب أنه كان يرفض الفساد ويكره المفسدين، وهذا ما جعله منبوذاً من"شلة الفساد" في شعبة تجنيد القنيطرة".
وأضاف محدثنا أن "الضحية الخالد كان مجرد موظف متطوع في هذه الشعبة، لكنه –كما يقول- "رفض البقاء في جيش يقتل الأبرياء وانسحب من مكان عمله دون تباطؤ وتردد على الرغم من سطوة الشبيحة في قريته آنذاك".
ومن جانب آخر أشار "أ.ف" إلى أن للضحية معروف الخالد أخا يدعى عارف معتقلا منذ حوالي 6 أشهر، ولا أحد يعرف عن مصيره شيئاً منذ بداية اعتقاله". وأحرق الشبيحة محطة وقود لوالده بعد انشقاقه مباشرة انتقاماً منه".
ويبلغ عدد المعتقلين في قرية "نبع الصخر" التي ينحدر منها "معروف محمد الخالد" 37 معتقلاً، وعدد الشهداء فيها حوالي 70 شهيداً، علماً أن عدد سكان القرية يتجاوز 6000 نسمة، ويتوزع أبناؤها بعد احتلالها من قبل شبيحة نظام الأسد بين مشردين في المخيمات على حدود اسرائيل، ومشردين خارج سوريا، وشهداء ومعتقلين، بفضل براميل النظام التي لا تنقطع نهاراً، وقصف الراجمات التي لا تتوقف ليلاً- حسب "أ. ف ".
ويضيف أن "من تبقى في القرية من الأهالي يعانون ظروفاً معيشية سيئة للغاية، ولا تكاد تخفى على أحد".
فارس الرفاعي- زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية