نص مقابلة نادرة مع أمير جبهة النصرة في القلمون

في مقابلة نادرة لرجل نادر الظهور، قال أمير جبهة النصرة في القلمون وأحد أقوى قياداتها في عموم سوريا، إن اعتداء طائفة "على حرمات المسلمين" ينبغي أن يدفع ثمنه كل من ينتمي لهذه الطائفة، وإن الآية التي تقول [ولاتزر وازرة وزر أخرى] تنطبق في حكمها على الأفراد.

وفي مقابلة منحها لصحيفة لاتماشي توجهه، حيث إنها تصر على تسمية النظام بالجيش السوري، والمليشيا الطائفية بـ"حزب الله"، قال "أبو مالك الشامي"، إن "الجبهة لا تبحث عن صحافي يشبهها في العقيدة ولا تحتاجه، إنما تهتم لمن يكون صادقا في نقل الأخبار عنها".

ووصف مراسل صحيفة "الملحق" الذي أجرى اللقاء، "أبو مالك" بأنه "شاب لم يصل إلى الأربعين من عمره، ذو لحية سوداء مشذب الشارب.. لباسه متواضع يشبه لباس العناصر، أعزل لكنه محاط بالحراسة المسلّحة... يوحي مظهره بالرجل المتواضع وحجمه وطوله بالعنصر العادي، إلا أنَّ المظهر والحجم الجسدي يغشّان أهميته".

ونوه المراسل في مقدمة اللقاء بأن "أبو مالك" هو الذي "قاد المعارك في عسال الورد والجبّة، وكان مهندس الهجوم على ثلاثة مواقع لمليشيا "حزب الله" داخل الأراضي اللبنانية (جرود فليطة ،وجرود نحلة، الجب والسروب)".

وأضاف المراسل موضحا أن أمير جبهة النصرة في القلمون "يحتفظ حتى الآن بجثامين مقاتلين تابعين لحزب الله، يقول مقربون منه أنها أكثر من 14 جثة، وقد فشلت كل المفاوضات عبر وسطاء في التوصّل إلى حل بشأنها حتّى الساعة".

نص المقابلة:

• لماذا نفذت الجبهة تفجيرين في جبل محسن وقتلت مدنيين؟

منطقة جبل محسن منطقة "نصيرية" (أي علوية) بامتياز، وأبناؤها متورطون بجرائم ضد اهل السنة في طرابلس وسوريا مساندين "النظام النصيري المجرم".

والجبهة لم تعلن حرباً مفتوحة على جبل محسن، وإنما استهدفت تجمعاً ﻷمنيين لهم دور بارز في تفجير مساجد أهل السنة في طرابلس.

• ماهي نظرة الجبهة للجيش اللبناني؟

نيران الحرب السورية ستحرق كل من تواطأ مع النظام النصيري ضد أهل السنة وقد حذرت الجبهة الحكومة والجيش اللبناني من عدم التورط بالحرب السورية عبر سكوتها عن عناصر حزب الله اﻹيراني ورضاها لتكون أداة بيد الحزب المجرم يتخذ لها قرار الحرب والسلم ويزجها في معارك مع المجاهدين، ويوهم الشعب اللبناني أنه الحامي الوحيد له من المجاهدين في السلسلة الشرقية.

فهذا كله يجعل من الجيش اللبناني درعا واقيا لحزب الله، وقد يزج به في معركة خاسرة لا يعرف أهدافها إلا من خطط لها في "سرداب الخميني" (المقصود إيران).

فأهل السنة لن يبقوا صامتين على جرائم الحزب الإيراني، وسينتفضون عاجلا أم آجلا ليوقفوا هذه الجرائم وكل من سيقف في صفه سيدفع الثمن كائنا من كان.

• لماذا قتلت الجبهة عددا من العسكريين اﻷسرى لديها؟

الجبهة تعتبر أن العسكريين هم أسرى حرب، وقد حكمت المحكمة الشرعية عليهم باﻹعدام، ويحق لها شرعا تنفيذ الحكم أو نيل فديتهم، حسب ماتراه من مصلحة شرعية، والحزب اﻹيراني يعلم ذلك، لذلك فإنه يقوم بين الفينة واﻷخرى بالاعتداء على أهل السنة بتحريك الجيش اللبناني كأحداث عرسال واعتقال نساء السنة ليكون الرد بالطريقة التي يريدها الحزب خادما لموقفه وداعما حجتَه أمام الشارع اللبناني بأن إرهابا تكفيريا مقبلا من الشرق سيحرق كل اللبنانيين، وتناسى أنه هو من هجّر أهل السنة من سوريا واغتصب نساءهم وقتل أطفالهم.

• كيف يفسر الشرعيون آية [ولاتزر وازرة وزر اخرى]؟

قتال أهل السنة لأهل الرفض (الشيعة) هو قتال دفع للصائل (أي للذين بَغَوا وبدأوا القتال)، فالرافضة هدف مشروع لأهل السنة أينما كانوا، خصوصا الذين يوالون حزب الله وإيران، وكل من يساندهم سيدفع ثمنا لايطيقه.

قال تعالى:[ﺇِﻥْ ﺗَﻜْﻔُﺮُﻭﺍ ﻓَﺈِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻏَﻨِﻲٌّ ﻋَﻨْﻜُﻢْ ۖ ﻭَﻻَ ﻳَﺮْﺿَﻰٰ ﻟِﻌِﺒَﺎﺩِﻩِ ﺍﻟْﻜُﻔْﺮَ ۖ ﻭَﺇِﻥْ ﺗَﺸْﻜُﺮُﻭﺍ ﻳَﺮْﺿَﻪُ ﻟَﻜُﻢْ ۗ ﻭَﻻَ ﺗَﺰِﺭُ ﻭَﺍﺯِﺭَﺓٌ ﻭِﺯْﺭَ ﺃُﺧْﺮَﻯٰ ۗ ﺛُﻢَّ ﺇِﻟَﻰٰ ﺭَﺑِّﻜُﻢْ ﻣَﺮْﺟِﻌُﻜُﻢْ ﻓَﻴُﻨَﺒِّﺌُﻜُﻢْ ﺑِﻤَﺎ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺗَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ ۚ ﺇِﻧَّﻪُ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ﺑِﺬَﺍﺕِ ﺍﻟﺼُّﺪُﻭﺭِ]

قال "ابن كثير" في تفسيره:" ﺃﻱ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﻧﻔﺲ ﻋﻦ ﻧﻔﺲ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﻞ ﻛﻞٌ ﻣﻂﺎﻟﺐٌ ﺑﺄﻣﺮِ ﻧﻔﺴﻪ"، وهذا في حق الافراد، أما أن تعتدي طائفةٌ على حرمات المسلمين فلابد أن يدفع الثمن كل من ينتمي لهذه الطائفة.

شيعة لبنان ونصيريوه (علويوه) أعلنوا حرابتهم ضد أهل السنّة، والمجاهدون لايحمّلون تبعات جرائم الحزب لمن ليس له ذنب، وقد حذروا مرارا طيلة السنوات الماضية اللبنانيين بأن يكفوا آمر الضاحية عن أهل السنة، وأن يضعوا حدا ﻹجرامه. فكل من أغمض عينه أو سهَّل له فهو شريك له.

• ماهو الرد على اتهامات حزب الله للجبهة بعمالتها لاسرائيل؟

بات معروفا عند أهل السنة أن المقاومة والممانعة التي يتبجح بها حزب الله والنظام النصيري وإيران هي أكذوبة، والكل يذكر تهديد إيران المحرك الفعلي لحسن نصر الله بمحو إسرائيل عن الخارطة منذ سنوات، فماالذي يمنعها من محوها؟.. هدد حسن نصر الله إسرائيل بأن صواريخه تصل إلى ما بعد بعد حيفا فلماذا لم تصل؟.. لماذا يقف حزب الله حرسا لحدودِ اليهود في جنوب لبنان ويمنعون كل من يحاول الجهاد نحو فلسطين؟.. كيف يظهر حسن مباشرة على الهواء بعرض عسكري بعد حرب 2006 ولا تستطيع إسرائيل قصفه؟ 

• ماهي أهداف الجبهة في لبنان؟

لا أهداف للجبهة في لبنان، وهذا الأمر أعلنّاه مرارا وتكرارا، والتفجيرات التي حصلت في معقل حزب الله كانت ردا على جرائمه واعتدائه على نسائنا وأطفالنا في سوريا، وردا على تبجحه بارتكاباته في القصير، أولويتنا معروفة وهي إسقاط النظام النصيري المعتدي، وحتى محاربة الجيش اللبناني ليست من ضمن أهدافنا ولا قضيتنا، وما حصل في طرابلس ليس بأمر من الجبهة، وكنّا قد نصحنا الإخوان أن يمضوا بالدعوة أولًا حتّى تؤتي أكلها، ونحن لم نضيّع بوصلة الجهاد ولن نضيعها بجلب الضرر على أهلنا أهل السنّة في عرسال ولبنان، لكننا بالتأكيد سوف ندفع الضرر إذا ما دعت الحاجة، على قاعدة نصرة الإخوان، في الدين، أينما كان.

• هل ما زالت للجبهة طموحات في لبنان من خلال إنشاء إمارة إسلامية في الشمال، خصوصا بعد بروز مبايعة من بعض الإسلاميين لها؟

لم يعد يخفى على كل العقلاء مايرتكبه الحزب بحق أهل السنة في سوريا، لذلك هدفنا في لبنان هو ضرب معاقل حزب اللات الإيراني، فالحزب وكل من سانده هو هدف مشروع لنا، فرسالتنا للبنانيين أن لا تجعلوا الحزب يدفعكم ثمن جرائمه.

• كيف تؤمن الجبهة مصاريف القتال من عدّة وعديد وعتاد؟

جئنا نصرة للمسلمين، ولولا دعم المسلمين لنا ماديا ومعنويا ودينيا لما كتب الله لنا القبول، هذا من جهة.

من جهة أخرى يكرمنا الله بالغنائم من الحزب والجيش النصيري، وكلا ااثنين مدعومان من دول كبرى وتصله أسلحة متطورة فيتركونها ويولون الدُبُر.

• كيف تردّون على اتهامكم بعرقلة المفاوضات قبل شهرين، بعد اتهامكم بإعاقة عملية تبادل عرضتها عليكم الحكومة اللبنانية وأفشلتموها قبل التنفيذ بأيام؟ وهل لا تزال الأسماء المطروحة للتبادل هي من العوائق في التفاوض؟

بالنسبة للتفاوض نحن صادقون وجادون، والدليل على ذلك إطلاقنا عشراً من الأسرى كبادرة حسن نية في بداية أسرهم، وحتّى اليوم لم نرَ أي تجاوب من الطرف اللبناني، بل على العكس سلكوا كل الطرق المعيقة للتفاوض كاعتقال نساء السنّة وشد الحصار على عرسال السنّية وافتعال أحداث رومية وطرابلس والمحاولات اليومية لإشعال معركة جديدة على الحدود باستفزاز اللاجئين السوريين، سواءٌ أكان بإهانتهم على الحواجز أم بحصارهم اقتصاديا وطبيا أو قصف مخيماتهم. وأخيرا منذ أيام بدأوا بقنصهم في خيمهم وأماكن أرزاقهم، ولازالوا حتّى هذه اللحظة يحاولون استفزازهم لفتح معركة تنسي اللبنانيين أسراهم.

كل هذا يدل على أن الطرف اللبناني مسيّر تماما من الحزب اﻹيراني، بسبب الاضطرابات السياسية في لبنان.

• هل يفيد تغيير الوسيط وتعيين جديد في الحلحلة؟

المشكلة ليست في الوسيط ولكن المشكلة في أصحاب القرار في لبنان، وبرأينا يجب تغيير أصحاب القرار وخصوصا دمى الحزب لتنجح المفاوضات.. كيف يرضى عقلاء لبنان وأشرافهم بوجود مجرمين معهم في الحكومة تابعين لحزب تلطخت يداه بدماء أبرياء؟.. أليس فيهم رجل رشيد؟.. هل ترضون أن يجركم نصر الله إلى الموت جرا؟