لاجئ سوري بعد 15 شهرا في فروع الأمن.."النرويج" ليست الجنة الموعودة

"نحنا انضحك علينا بأوروبا" هكذا لخّص لاجىء سوري معاناة اللجوء في النروج التي تضم عدداً قليلاً من اللاجئين مقارنة بغيرها من الدول التي فتحت أبوابها للهجرة، إذ لا يتجاوز عددهم 4500 لاجىء وسط ظروف مزرية يعيشها اللاجئون هناك في مناطق منعزلة وبعيدة عن المدن.
أبو يزن الحمصي الذي خرج من سوريا بـ"بتر" في سبابتي يديه على يد شبيحة الأسد لأنه نطق بالشهادة لدى سماعه عبارة "أنت محكوم بالإعدام"روى لـ"زمان الوصل" تفاصيل اعتقاله وتعذيبه قائلاً:
كنت أعمل موظفاً في الشركة السورية للنفط وأثناء عودتي في سيارتي على طريق تدمر حمص اعتقلني شبيحة أحد الحواجز لأن بطاقتي الشخصية كانت مكسورة -كما قالوا".
وأضاف الحمصي:"أثناء ذلك خرج ضابط الحاجز من غرفة الحرس وعندما نظر في بطاقتي قال لي أنت محكوم بالإعدام، فنطقت باللاشعور بعبارة "أشهد أن لا اله إلا الله"، وحينها غضب الضابط وطلب من عناصره أن يثبّتوا يدي على حجرة مسطحة أمام المحرس وبتر سبابتي يدي بواسطة سكين جلبها من الداخل انتقاما مني على نطقي بهذه العبارة".
ويردف الحمصي: "تم اعتقالي بعدها في فرع البادية بتهمة تحقير رئيس الدولة وحسن نصر الله وتعرضت لتعذيب وحشي أصبت من جرائه بتشوه في عمودي الفقري، وتم إحماء سيخ 6 مم وغرزه في جسدي مما أدى لثقب في معدتي بفرع فلسطين في دمشق".
أمضى "أبو يزن الحمصي" سنة وثلاثة أشهر متنقلاً من فرع إلى آخر ومن هذه الفروع -كما يقول- فرع فلسطين في دمشق والفرع 213 الاتصالات بدمشق، والأمن السياسي وأمن الدولة في حمص".
بعد أن دفع ذوو الحمصي مبالغ طائلة تم الإفراج عنه، ويتابع قائلاً:"بعد الإفراج عني أصبحت ملاحقاً فهربت خارج سوريا إلى تركيا أولاً ومن ثم إلى اليونان بسبب وجود ثمانية إخوة لي أصبحت حياتهم في خطر".
وكشف المعتقل السابق أبو يزن أنه خرج بطريقة غير شرعية إلى تركيا أولاً ثم إلى اليونان ومنها إلى النرويج عن طريق البر حيناً وطريق البحر أحياناً بواسطة مهربين تقاضوا منه حوالي 7 آلاف يورو، كما يقول.
وأضاف: "عندما وصلت إلى النرويج كنت موهوماً بأنها بلد الحضارة والديموقراطية وحقوق الإنسان ولكنني اكتشفت عكس ذلك".
عندما وصل إلى النرويج سلّم نفسه للشرطة وبعد أن ذكر لهم ما جرى معه منذ بداية اعتقاله لدى النظام وشرح لهم وضعه الصحي السيئ، وكشف عن آثار الثقب بجسده.
لكن كل ذلك كله لم يشفع له في التعجيل بمقابلته ومساعدته على الاستقرار وتحسين أوضاعه، كما يؤكد.
ويروي أبو يزن أن السلطات النرويجية أخذته إلى مخيم للاجئين يسمى "هسلي" أشبه بجبل الشيخ لارتفاعه وبرودة مناخه: "قلت لهم إنني متعب كثيراً ومريض وبحاجة للعلاج ولكنهم -حسب قوله- تعاملوا معه باللامبالاة وأودعوه في مشفى هناك قام موظفوه برمي أغراضه في الشارع وقالوا له لن نستقبلك هنا".
ويستطرد الحمصي: "ذهبت بعد ذلك إلى منظمة uda الخاصة بشؤون الأجانب، فشرحت لهم وضعي، ولكنهم لم يردوا علي".
استمرت معاناة اللاجىء الحمصي فصولاً بعد ركوبه في قطار، وبسبب عدم دفعه لثمن تذكرة القطار تم إلقاء القبض عليه كما يقول، مضيفاً أن "إدارة المحطة اتصلت بـ uda التي طلبت منهم تسليمي للمخيم الذي وصلت إليه أول دخولي إلى النرويج.
ويمضي قائلاً: "هناك نقلوني إلى مخيم يدعى "كامب غوغل" وسط الغابات، وبعد فترة طلبوني لمقابلة أخرى -كما يقول- مردفا: "بقيت في المقابلة 7 ساعات وهم يسألوني نفس الأسئلة، وبعد جهد جهيد أعطوني الإقامة، وأنا أنتظر الحصول على بيت الآن".
يعيش أبو يزن اليوم في مخيم أكثر سكانه من الإريتريين وفي ظروف غير إنسانية، ورغم أن المخيم مفتوح ولا قيود على الدخول اليه أو الخروج منه، غير أن سكانه من اللاجئين السوريين لا يستطيعون الخروج أو الذهاب إلى أي مدينة أخرى بسبب تكلفة التنقل المرتفعة فأقرب مدينة إلى المخيم–كما يقول- تبعد عن المخيم ثلاث ساعات ويكلف الذهاب إليها والعودة إلى المخيم حوالي 800 كرون أي ما يعادل 100 يورو مضيفاً أن"النروج تختلف بقوانينها عن كل دول العالم وخاصة بالنسبة للاجئين".
وحول أوضاع اللاجئين الإنسانية داخل المخيم أوضح اللاجىء أبو يزن أن "المخيم عبارة عن هنغار كبير فيه غرفة لكل لاجىء وهي جيدة من حيث شروط السكن ولا ينقصها شيء، ويعطى كل لاجىء 1600 كرون ولكنها لا تكاد تكفي ثمن الطعام والشراب فالمعيشة غالية هنا".
ومن أصعب الأمور بالنسبة للاجئين في النروج –كما يؤكد الحمصي– إجراءات لمّ الشمل التي تستغرق حوالي 9 أشهر بعد الحصول على الإقامة وتأمين منزل علماً أن لمّ الشمل– حسب الحمصي- يكلف حوالي 5200 كورن نرويجي.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية