يعد "جيش الإسلام" من أول الفصائل التي تحفظت بشدة على سلوك تنظيم "الدولة" واشتبكت معه، وفيما كان التنظيم يستولي على مناطق الفصائل الأخرى ويطردها منها، نجح "جيش الإسلام" في قلب المعادلة فشن حملة استئصال بحق فرع التنظيم في الغوطة الشرقية مخرجا إياه منها.
ولكن التنظيم اختار على ما يبدو الظهور بوجه ومسمى آخر في الغوطة، فلم يلبث بعد استئصاله أن طفا على السطح تنظيم مسلح عرف عن نفسه باسم "الأنصار"، الذي يقال إن أحدا لم يسمع شيئا عن معاركه أو جبهاته، بل سمع اسمه فقط.
واللافت أن من قاد عملية استئصال تنظيم "الأنصار" داخل الغوطة، كان "جبهة النصرة"، وليس "جيش الإسلام" كما درجت العادة.
"زمان الوصل" حاولت بدورها معرفة حقيقة "الأنصار" متوجهة بالسؤال إلى واحد من القياديين الأربعة الذين أسسوا التنظيم، حسب ما أفاد بنفسه، مضيفا: "جميعنا كنا قياديين سابقين في جبهة النصرة".
وعدد القيادي المؤسس لـ"الأنصار" المبادئ التي قام عليها تنظيمه، وهي 6 مبادئ، تبدأ حسب قوله بـ"تفعيل حدود الله على الأرض وعلى رأسها حد ساب الله ورسوله والدين، وهو مالم تقم به جبهة النصرة"، مرورا بـ"الابتعاد عن الاقتتال الداخلي والفتن التي تحاك للأمة".
ومن مبادئ "النصار حسب القيادي المؤسس: "تحريك جبهات الغوطة الشرقية المتوقفة"، "مؤازرة أي فصيل مسلح ضد العدو الأسدي"، "عدم التبعية لأي فصيل والوقوف على مسافة واحدة من الجميع"، وأخيرا "فتح معسكرات تدريب لمن يريد الانضمام للتنظيم، ولأي مجاهد في أي فصيل آخر".
وقال القيادي المؤسس الذي تحفظ على ذكر اسمه أو حتى لقبه إن "الأنصار" استطاع استقطاب "كثير من العناصر من فصائل متعددة أكثرهم كانوا من جبهة النصرة، حتى بلغ تعداد المجاهدين فيه نحو 500 مقاتل، وقد انضم الى التتنظيم أخ يكنى بأبي محمد العراقي، وهو عراقي مقيم في سوريا منذ عام 2003".
وتابع: "شارك التنظيم (الأنصار) في عدة معارك، أبرزها المعركة التي كانت تنوي جبهة النصرة من خلالها الدخول إلى دمشق، والتي فشلت حيث قدم التنظيم 100 استشهادي للعملية، ولكن جبهة النصرة لم تقبل ذكر مشاركة التنظيم معها".
ولفت القيادي إلى حدوث "مشاحنات ومشادات كثيرة بين التنظيم والنصرة، نتيجة انشقاق الكثيرين من جبهة النصرة وانضمامهم إلى التنظيم، إلى أن تطورت إلى إعلان حقيقي للقتال من جهة الجبهة للتنظيم".
وفي نهاية حديثه أقر القيادي في "الأنصار بـأنه "ظهر فعلا وجود بعض العناصر داخل التنظيم (الأنصار) الذين يعتنقون فكر الدولة".
وعلى الطرف الآخر كان لـ"زمان الوصل" حديث مع أحد قيادي جبهة النصرة في المنطقة، ليوضح رأيه بتنظيم الأنصار، فقال: "تنظيم الأنصار أضيف على اسمه أل التعريف مبهمة، وهو إنما يقصد من اسمه (تنظيم أنصار الخلافة)، وهم مبايعون لتنظيم الدولة، ويعدون بمثابة خلية نائمة لها داخل الغوطة الشرقية".
وأضاف قيادي جبهة النصرة: "عددهم ليس كما يذكرون، فهم قلة ممن هربوا عند قتال الدولة، وتجمعوا بعدها تحت هذا الاسم بانتظار "التمكين"، وقد تمكنا بفضل الله من اجتثاث جميع خلايا هذا التنظيم في الغوطة الشرقية، والتعامل مع كل منهم وفق الشرع و لم يؤخذ أحد بجريرة أحد".
وقد أصدر تنظيم "الأنصار" قبل اجتثاثه بيانا مكتوبا شرح فيه بعض أسباب خلافاته مع "النصرة"، داعيا إياها إلى الامتثال لـ"محكمة شرعية"، وإلا فإن التنظيم "سيضطر للدفاع عن نفسه"، لكن "النصرة" لم تمهل التنظيم، الذي ظهر سريعا واختفى سريعا.
غوطة دمشق - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية