أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صراع علي الدراما البدوية: عين علي الفن... وأخري علي شيوخ الخليج! ... محمد منصور

بدأت قناة دبي باكراً بالترويج لمسلسلها البدوي (صراع علي الرمال) الذي كتبه هاني السعدي عن أشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، ويخرجه حاتم علي ويلعب بطولته نخبة من ألمع الممثلين السوريين.
و(صراع علي الرمال) الذي ننتظره في رمضان المقبل، علي تلفزيون دبي وسما دبي كما أشار الإعلان التلفزيوني... وربما قبل رمضان، إذا تم تفسير تعبير (قريبا) بشكل آخر... والذي ننتظر أن يعيد الاعتبار للدراما البدوية كما وعدنا مخرجه حاتم علي... أقول هذا المسلسل ليس رائداً في هذا التعامل مع أشعار الشيخ محمد بن راشد... فقد سبق لنجدت أنزور أن فبرك مع الكاتب هاني السعدي أيضاً قبل نحو ثماني سنوات، مسلسلا مستوحي أيضاً من أشعار الشيخ محمد كان بعنوان (آخر الفرسان) وكان نجدت أنزور - كما حاتم علي الآن- مخرجاً ومنتجاً منفذاً للعمل!
طبعاً لا يمكن أن نقارن عقلية نجدت أنزور الارتجالية في الإخراج والإنتاج معاً، بسعي حاتم علي الدائم لإثبات نفسه في كل مجال يخوض فيه... ولا جدية هذا الأخير التي لا ينكرها إلا جاحد أو متجني، باستسهال أنزور لفنه بعد أن أصابته لوثة الشهرة السريعة وغبار المعارك الإعلامية في مقتل... لكن ورغم رجحان كفة مشروع حاتم علي المنتظر علي تجربة أنزور المجربة سابقاً، إلا أننا في النهاية أمام مشروع فني محدود في آفاقه وعلاقاته وبنيته الدرامية والحكائية اسمه: مسلسل بدوي!
وقد سبق لإحدي محررات تلفزيون (الدنيا) أن سألتني في حوار تلفزيوني، حين أطلق مشروع (صراع علي الرمال) في مؤتمر صحافي طنان رنان... إن كان هذا المسلسل هو بداية موجة دراما بدوية جديدة... لمواجهة موجة دراما البيئة الدمشقية من منطلقات إقليمية ثأرية... إلا أنني رفضت هذه النظرية جملة وتفصيلاً... وقد جاءت الإنتاجات الجديدة التي ارتفعت وتيرتها هذا العام من مسلسلات البيئة الدمشقية لتؤكد أن مشاريع الدراما البدوية ليست علي حسابها بالضرورة!
ولكن يبدو أن الحنين إلي دراما البداوة قد اشتعل فجأة، فرصدت ميزانيات كبيرة لإنتاج مسلسل بدوي آخر هو (فنجان الدم) الذي كتبه السوري عدنان عودة ويخرجه السوري الليث حجو، ويلعب بطولته مجموعة من الممثلين السوريين أيضا، ومنهم الفنان غسان مسعود الذي نقل عنه الأشقاء الأردنيون أنه صرح بأن هذا المسلسل هو أول مسلسل بدوي... لأن كل المسلسلات البدوية السابقة كانت مسلسلات (نوَر) وليست مسلسلات بدوية!
طبعاً هذا استفز بعض الجهات الأردنية النشطة في هذا المجال، فردوا الصاع لغسان مسعود صاعين، وذكروه بجهودهم التاريخية في إعادة إحياء هذا اللون منذ بضعة سنوات عبر إعادة إنتاج كلاسيكيات الدراما البدوية الأولي برؤي معاصرة كـ (رأس غليص) و(نمر بن عدوان) و(وضحي وابن عجلان) التي عرضتها قناة (إم. بي. سي) في السنوات الثلاث الأخيرة!
وإذا أردنا أن نعود للتاريخ الحقيقي... أي ليس فقط لبضعة سنوات خلت، لوجب القول أن السوريين هم من أطلقوا الدراما البدوية عربياً... وكان أول مسلسل درامي أحدث ضجة في العالم العربي، وفتح شهية الأشقاء العرب علي الالتفات إلي هذه الدراما هو (وضحي وابن عجلان) الذي أخرجه المخرج السوري غسان جبري عام 1974 وصور في الأردن ولعبت بطولته الفنانة السورية الراحلة سلوي سعيد مع الفنان المصري يوسف شعبان... تلاه عمل المخرج علاء الدين كوكش (رأس غليص) الذي صور بالكامل في صحراء دبي وخارج الأستوديوهات عام 1975 وكتبه السوري خالد حمدي ولعبت بطولته نخبة من الممثلين السوريين علي رأسهم الفنان عبد الرحمن آل رشي... ثم جاء العمل التالي (ساري) للثنائي خالد حمدي وعلاء الدين كوكش... ومن إنتاج تلفزيون دبي عام 1977.
لقد كان نجاح تلك الأعمال الشرارة الأهم التي أشعلت موجة الدراما البدوية في الوطن العربي في سبعينيات القرن العشرين، والتي ساهم فيها بعد ذلك الأشقاء اللبنانيون من خلال اشتراك نجمة الأغنية البدوية حينذاك المطربة سميرة توفيق مع مواطنها اللبناني محمود سعيد في مسلسلات يبقي أشهرها في الذاكرة: (فارس ونجود) وقد وجد الأشقاء الأردنيون في هذه الدراما هوية خاصة بهم فعملوا علي استثمارها لسنوات طويلة في أعمال متشابهة متكررة وتجارية حتي جاءت حرب الخليج الثانية التي وقف فيها الأردن مع العراق، فجلب علي فنانيه العزلة والحصار الخليجيين ومنع تسويق الأعمال الأردنية في الخليج عقاباً علي هذا الموقف السياسي... فكانت تلك ضربة قاصمة للدراما البدوية في ظل صعود دراما سورية جديدة ذات رؤي وتطلعات اجتماعية وسياسية معاصرة ولغة بصرية كانت تتطور بتسارع ملحوظ وبحث فني يستحق الاحترام، رغم بعض عثراته واختلاط غثه بثمينه أحياناً... ورغم الالتفات أحيانا لتقديم بعض الأعمال البدوية بين الحين والآخر، علي غرار مسلسل نجدت أنزور (جواهر) الذي شغل جمهور الخليج في النصف الأول من التسعينيات، وكرس مرح جبر نجمة أولي لسنوات! الآن تعود الدراما البدوية من بوابة الاهتمام الخليجي... ويتباري الفنانون السوريون النجوم علي إبداء احترامهم لهذا اللون الدرامي، والتأمل خيراً بالأعمال الجديدة التي ستظهر هذا العام، وتحليل مكامن ثراءها وقوتها، مع أن العمل في المسلسلات البدوية فيما مضي كان سبة يعيّر بها الفنانون بعضهم بعضاً إذا ما تشاجر أحدهم مع الآخر لسبب من الأسباب، وإذا ضاقت بهم الحال ولم تتجاوز المسألة حدود العتب... برروا قبولهم لها بالحاجة المادية الخانقة، أو الرغبة في التواجد علي الشاشة عندما تندر الأدوار أو الأعمال الجيدة وتحاصرهم الشللية!
طبعا هذا الاحترام الشديد والإيمان العميق بأهمية الدراما البدوية اليوم، وراءه مشاهدون أغنياء منتظرون، لا شك أن أي نجاح ساحق لواحد من هذه الأعمال لديهم هو ضربة حظ بالنسبة لفنانيه... ضربة حظ تعني هدايا وعطايا ودعوات خاصة لزيارة طويل العمر في قصره وخصوصاً إذا بلغ النجاح حد الشغف بشخصيات المسلسل، ومناداة الممثلين بأسمائهم التي ظهروا بها في المسلسل حيث يضيع الحد الفاصل بين الوهم والحقيقة وبين التمثيل والواقع، وبين عطاء الفن وكرم عطايا الشيخ!
الآن... وسواء نجح (صراع علي الرمال) أم لم ينجح... وسواء كان مسلسل (فنجان الدم) هو العمل الحقيقي الذي سيعبر عن حياة البدو أم لا... وسواء اندرج مسلسل (لورانس العرب) في موجة دراما حياة البدو هذه كي يناله من الطيب نصيب أم لم يندرج... وسواء كانت الأعمال التي يعدنا المركز العربي للإنتاج لصاحبه طلال عدنان عواملة علي قدر المتوقع أم لا... فإننا في النهاية أمام دراما بدوية عدتها الدرامية قصص الحب والغزو والثأر وأشعار الشيخ عبر حبكة درامية ساذجة مهما نفخت فيها من تقنيات وأموال ومحسنات لفظية وبديعية وشعرية ولونية، ومهما نصبت لها من مضارب وخيام، وملئت بالإكسسوارات التي تنافس إكسسوارات بسام الملا في مسلسلاته الشامية، ومهما بلغت عمليات تصويرها وإضاءتها من جودة وإبهار وأعداد كومبارس وخيول وفرسان تغطي عين الشمس، إن أكبر الناجحين في هذه الدراما سيعرفون بينهم وبين أنفسهم أنهم كانوا محكومين بسقف فني ودرامي وفكري يخاطب مشاهديهم علي قدر شخصيات هذه الدراما ومعطياتها... ومهما ظهروا في ندوات لينظروا علينا، وليتحدثوا عن متعتهم الكبري وهم يمثلون في مضارب أجدادهم البدو من قبائل شمر وعنزة والجبور... فإنهم سيعترفون حين يخلون إلي زوجاتهم أنهم كانوا يمثلون دراما بدوية... لا أكثر ولا أقل!

د. عمرو سالم: وسام الشجاعة في شتم أمريكا!

بعد غياب عن منابر الإعلام والتصريحات منذ خروجه من وزارة الاتصالات... ظهر الوزير السابق عمرو سالم في (الاتجاه المعاكس)، من دون أن يتم التعريف به كوزير سوري، ولا تحديد الوزارة التي كان يشغلها... ليكيل الاتهامات لأمريكا في تجويع الشعوب ونهب ثرواتها والتسبب بأزمة الغذاء العالمي ونهب البلدان الفقيرة!
الوزير الذي لاحق خلال وجوده القصير في وزارة الاتصالات مواقع الانترنت السورية، وطالبها بفرض رقابة علي تعليقات القراء الإلكترونية علي موضوعاتها المنشورة في سابقة مخجلة... ولم يترك وسيلة إلا وسعي فيها للحجب والمنع والمصادرة... ظهر كفارس همام، يتهم أمريكا استنادا إلي مذكرات هنري كيسنجر بأنها تسعي للحد من الزيادات السكانية في البلدان النامية حتي لا تؤدي هذه الزيادات إلي استهلاك ثرواتها الوطنية وحرمان أمريكا والإمبريالية منها!
الوزير السابق ما فتئ يؤكد طيلة الحلقة، أن توصيات كيسنجر مازال معمولا بها كسياسة أمريكية... ومافتئ يدافع عن فساد أنظمة الدول ودور قوي السلب والنهب الوطنية في تجويع المواطن أيضاً قائلأ: دعنا لا نحمل حكوماتنا ودولنا أكثر ما تستطيع!
ما أشطر مسؤولينا السابقين واللاحقين وما أشجعهم في شتم أمريكا وتعريتها علي حقيقتها... ولكن دعونا نتذكر كيف كان أداؤهم حين كانوا في مواقع المسؤولية؟! تري هل أمريكا أيضاً هي المسؤولة عن سوء أدائهم وفشل سياساتهم وتشويه صورتهم وهم يتفنون في إصدار كل ما من شأنه أن يسود عيشة المواطن، ويغلق أبواب الأمل في وجه!

الأقباط والمسلمون في فيلم عادل إمام الجديد!

تبارت (الجزيرة) و(العربية) في الاحتفاء بفيلم عادل إمام الجديد (حسن ومرقص) الذي يتحدث عن العلاقة بين الأقباط والمسلمين في مصر... ففي حين صورت العربية تصريحات لعادل إمام عن الفيلم لام فيها المثقفين عن تقاعسهم في محاربة الإرهاب والتطرف الديني الذي أعلن عليه الحرب في أفلامه علي حد قوله، ثم استضافت اثنين من النقاد المصريين أحدهم مسلم وهو (طارق شناوي) والآخر قبطي هو (نادر عدلي)، لمناقشة جوانب الفيلم، فإن الجزيرة خصصت لمناقشة موضوع الفيلم الحساس والمثير قضية الحصاد، عبر تقرير إخباري متميز لحسين عبد الغني أعقبه حوار لمحمد كريشان مع الناقد علي أبو شادي. لكن القناتين وقعتا في فخ التعامل مع الفيلم كحدث سياسي، ثم محاولة قراءته من منظور النقد الفني... فكانت في ذلك حائرة بين الفن والسياسة، وبين تقدير جرأة وحساسية الموضوع، ومحاولة تلمس جوانبه الفنية وهل قال فكرته بمباشرة أم لا... وبسخرية أم بجدية... من دون أن تتبني رأيا لا هنا ولا هناك!
النقطة الأهم كانت تأكيد الناقد طارق الشناوي في العربية، وحسين عبد الغني في ختام تقريره في الجزيرة، أن المشكلة تكمن في تراجع دور الدولة التنويري وتقاعسها عن أداء واجبها، ونمو مراكز التشدد الديني لدي الطرفين!
أجل... إنها صورة من صور انكفاء وتراجع الدور الوطني للدول، وتحولها للعب دور أمني عنوانه المحافظة علي بقاء نظام الحكم فقط، ولو علي حساب انهيار النظام الاجتماعي السلمي الذي كان يجمع الشعوب العربية بطوائفها المختلفة في لحمة عفوية واحدة فيما مضي!



اعلامي من سورية

القدس العربي
(122)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي