أوضحت سهير الأتاسي أنها بدأت بإنضاج قرار استقالتها من وحدة تنسيق الدعم، منذ شهور، وأنه آن أوان اتخاذ هذا القرار.
وكانت الأتاسي أعلنت أمس استقالتها من رئاسة وحدة تنسيق الدعم الإغاثي والإنساني، التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، بعد عامين من عملها فيها.
وأوضحت الأتاسي في بيان استقالتها: "أعتقد أنني قدّمتُ كلّ ما أستطيع تقديمه خلال العامين الماضيين، ولذلك قرّرتُ الاستقالة اليوم، وترك الوحدة وهي في مرحلة من القوة، والعودة للاهتمام بالعمل السياسي أكثر، فما زالت الثورة السورية بحاجة إلى الكثير من النشاط السياسي، والدعم في المحافل العربية والدولية، ولذلك سأركّز على هذا الموضوع في المرحلة القادمة، وأعطيه الأولوية ضمن اهتماماتي والتزامي بالثورة السورية".
ونقل موقع "اقتصاد" عن الأتاسي تأكيدها بأنها لا تعتزم التراجع عن استقالتها، كما سبق أن فعلت سابقا.
وقالت الأتاسي: "قد سبق لي مرة واحدة أن تقدمتُ باستقالتي من الائتلاف وعدتُ بطلب من رئيسه..وكانت استقالتي حينها رداً على عدم إتمام اللجنة التي حققت في إضراب بعض موظفي وحدة تنسيق الدعم لمهامها.".
واستطردت الأتاسي: "أما اليوم فقرار استقالتي هو من وحدة تنسيق الدعم، وهو قرار بدأتُ بإنضاجه منذ شهور وآن أوان اتخاذه...".
وكانت الأتاسي قد أشارت في مقدمة بيان الاستقالة إلى أنها تفتخر بعملها مع موظفي وقياديي وحدة تنسيق الدعم، التي تعتبر أنها، رغم العثرات، تحولت بالفعل إلى مؤسسة إنسانية تعمل وفق ضوابط ومعايير العمل المؤسساتي.
ومضى عامان منذ تسلم الأتاسي لرئاسة وحدة تنسيق الدعم، حيث كُلفت بمهام سياسية ودبلوماسية تهدف إلى جلب الدعم من الدول الصديقة والجهات الدولية المانحة، لإغاثة السوريين في الداخل وفي دول الجوار.
لكن إدارة الوحدة وموظفييها تعرضت للكثير من النقد خلال عملها، ولم تسلم الأتاسي نفسها من الاتهامات التي لم يثبت أي منها حتى الآن من جانب جهات محايدة.
وأقرت الأتاسي في بيانها بأن الوحدة تعثرت مراراً أثناء عملها، "لكننها نهضنا من جديد"، حسب وصفها.
وتُعد وحدة تنسيق الدعم الذراع الإغاثي والإنساني لأكبر تكتل سوري معارض ممثلاً في الائتلاف الوطني.
وتعتزم الأتاسي التفرغ للنشاط السياسي، من جديد.
ووجهت الأتاسي الشكر للدول التي دعمت وحدة التنسيق، خاصة قطر بالشكر، مشيرة إلى أنه كان لها الفضل في استمرار عمل الوحدة وتطورها.
وسهير الأتاسي، ناشطة سياسية وحقوقية معارضة من مدينة حمص، تنتسب لعائلة الأتاسي العريقة في تاريخ سوريا المعاصر.
أسست الأتاسي عام 2001، منتدى الأتاسي للحوار في فترة ما عُرف بـ"ربيع دمشق" بعيد وفاة حافظ الأسد.
وهي المرحلة التي شهدت حراكاً سياسياً تنظيرياً سرعان ما تم إجهاضه حينما أغلقت سلطات النظام كل منتديات الحوار التي بلغت 70 منتدى. وكان منتدى الأتاسي آخر المنتديات التي تم إغلاقها عام 2005.
وكانت الأتاسي من أبرز الناشطات في الحراك السلمي في الثورة السورية ببداياتها، قبل أن تغادر البلاد وتلتحق بالمعارضة السورية المنظمة في الخارج، لتحتل موقع نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، في نهاية عام 2012.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية