أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"متعب".. قصة جندي نعاه النظام ورعاه قائد في "الجيش الحر"

مازن اسماعيل - زمان الوصل

روى ناشط وشاعر سوري قصة جندي في جيش النظام، بات يعيش في رعاية قائد من "الجيش الحر" داخل تركيا، بعدما جمعهما الشاعر ببعضهما.

الشاعر "مازن اسماعيل" المتحدر من مدينة سلمية، والذي غادر سوريا هربا من بطش نظام اعتقله وطرده من الجامعة، قص حكاية الجندي "متعب درويش"، الذي وصفه بأنه "عسكري في جيش الأسد أسمر اللون طويل القامة ونحيف".

وتابع "اسماعيل: "حين كنت في غازي عنتاب مؤخرا وردني اتصال عبر الإنترنت من صديق قديم في سوريا يخبرني أن أحد أبناء جيرانه وهو عسكري يخدم في إدلب وصل تركيا بطريقة أو بأخرى، وهو الآن يسوح في الشوارع، وسرعان ما أصبح الهاتف يضج حين أخذت إمرأة الهاتف من صديقي وهي تصيح (دخيلك يا أمي ابني متعب دخيلك ساعدو إلنا أسبوع فاقدينو اتصل تلفون واحد من تركيا، ومعاد اسمعنا عنو شي، دخيلك يا أمي اعتبرو خيك دخيل يامي هوي درويش وعسكري إجباري)... لم أحتمل دموع هذه المرأة الأم وهرعت لصديقي وقلت له حاول أن تأخذ الرقم الذي اتصل منه إلى سوريا وترسله لي". 

وواصل "اسماعيل" رواية ما حدث للعسكري "متعب": "بعد ساعة أو أقل اتصل صديقي ليخبرني أن الجيش (جيش النظام) اتصل بأهل العسكري وأخبرهم أن ابنهم قد استشهد فداءا للوطن".

حصل "اسماعيل" على رقم الهاتف الذي اتصل منه "متعب" وتواصل معه، ووصل إلى حيث يقيم ليشاهده شاحبا متورم الرجلين، والجروح تملأ جسده النحيل، وهنا بادر العسكري لرواية ما حدث معه: "بينما كنا في قطعتنا العسكرية منقطعين عن العالم الخارجي، منذ أكثر من سنة ولاندري مايدور حولنا جاء إلينا أمر بالجهوزية الكاملة من ضباط لبنانيين وهم برتبة "شيخ" (يقصد حاج)، فالضباط السوريون لا كلمة لهم بوجودهم، وتم نقلنا إلى جبهة مشتعلة وأمرونا باقتحام إحدى الضيع في ريف إدلب... كان عددنا كبيرا ولكن التوتر الخوف والهلع يسيطر على الضابط قبل العساكر، وخاصة بوجود الضباط اللبنانيين الذين لم يكن همهم سوى تنفيذ المهمة، وفجأة وجدنا الرصاص ينهال علينا مثل المطر لساعات ولم يأت أحد لنجدتنا وبدأنا نموت ببطء حتى ركض نحونا ملازم أول وقال لنا اللبانيون هربوا... لم نعرف لما فعلوا ذلك وهربنا نحن حوالي 5 (أشخاص)".

وتابع "اسماعيل" نقل ما سمعه من "متعب" وكيف تم أسر اثنين من زملائه، بينما بقي الثلاثة الآخرون -وهو منهم- يهيمون في الأرض، حتى صادفوا شخصا هربهم إلى تركيا، في رحلة شاقة لمسافة حوالي 65 كم، وسط الثلج، حتى إن أحد زملاء "متعب" أرهق كليا وبدت عليه علامات الموت، واضطروا لتركه في إحدى البلدات ليواصلوا طريقهم.

وقال "اسماعيل" إنه استعان بقائد أحد ألوية الجيش الحر في الغوطة سابقا، ليطلب منه استضافة "متعب" فرحب القيادي "الحر" بالعسكري "وأخذه الى بيته وقدم له كل مايشتهي، ولم يقصر معه".

ومضى "اسماعيل": "وفي الليل اتصلت بهما وقلت لمتعب احك له قصتك، قال قصصت عليه كامل قصتي، وإذا بصديقي يضحك ويقول هو الآن ضيف هنا وأنا اعلم أنه لا حول ولا قوة، وحالنا في تركيا مثل بعض ولن أدع أحد يمسه. اشترى له جوالا وثيابا وبدأ يعالج له قدميه، واليوم كنا سويا بعد أن غبت عنهما بسبب سفري، والمضحك المبكي أن عسكريا في جيش الأسد هو اليوم تحت رعاية قائد حر من أحرار الثورة".

وختم "اسماعيل" قصته: "قال لي العسكري بلهجته البدوية: لو عرفناكم ما تركناكم"، مجددا التأكيد أن النظام نعى "متعب" في مدينته منذ أيام .

زمان الوصل
(114)    هل أعجبتك المقالة (102)

أحمد الشامي

2015-03-04

في هذه القصة عبر كثيرة أرجو أن يستفيد منها الموالون ومن يجبرون على قتال إخوانهم في معركة ليست بمعركتهم والأولى لهم أن يكونوا فيها مع الطرف الثاني أبناء بلدهم.


إسماعيل الإسماعيلي

2015-03-05

لن تستطيعوا مغازلة الإسماعيليين بكلام سخيف.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي